أ. د.عثمان بن صالح العامر
صباحاً كنت أقرأ ما كتبه الزميل محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ في زاويته «شيء من» عن حكايته مع مرض السكر وعلاجه بالخلايا الجذعية شفاه الله وعافاه.. وعند الساعة العاشرة في ذات اليوم الثلاثاء 26-5-1436 للهجرة كان لي ولأول مرة شرف اللقاء بالدكتور المعروف صفوق فرج الشمري الأستاذ المشارك والخبير والباحث في الخلايا الجذعية بجامعة أوسكا اليابانية، والاستماع لمحاضرته القيمة التي ألقاها في رحاب جامعة حائل عن ذات الموضوع «الخلايا الجذعية».
بعد تسجيلي إعجابي الشديد بقدرة وتميز هذا الشاب السعودي الطموح والمكافح والنموذج الفذ والإنسان الناجح بكل المقاييس، وبعيداً عن الخوض في التفاصيل الأكثر من رائعة في هذه المحاضرة الفريدة، أشير هنا إلى أن فيما قاله المحاضر إجابة شافية على السؤال الذي طرحه الزميل في ختام مقاله، إضافة إلى ذلك أكد الدكتور الشمري في ثنايا محاضرته على أن العلاج بالخلايا الجذعية يتقدم بسرعة هائلة في العالم عموماً واليابان خاصة وفي جامعة أوسكا على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن عام 2023م سيكون بالإمكان علاج جميع الأمراض التي يعاني منها الإنسان اليوم بلا استثناء عن طريق الخلايا الجذعية دون وجود أي آثار جانبية أو مخاوف محتملة لا سمح الله، الأمر الذي دفع الأمريكان والأوربيون لدفع مليارات الدولارات جرياً ومسابقة في هذا اللون من العلاج حديث الولادة قياساً بغيره من علوم الطب بعد أن توقفوا انتظاراً لما كانوا يتوقعونه من فشل تجارب العلاج بالخلايا الجذعية، وبعد أن هدأت الحملة الشعواء التي شنتها شركات الأدوية على هذا النوع من التجارب خوفاً من الخسارة في السوق العالمية.
لقد نجحنا 100% في جامعة أوسكا اليابانية - التي تعد الأولى في الطب باليابان - منذ 2007 م وحتى الآن في علاج الفشل القلبي وزراعة قرنية العين عن طريق الخلايا الجذعية، وقطعنا أشواطاً بحثية وتطبيقية ممتازة في علاج بقية الأمراض المزمنة كالسكري الذي لا يشكل ولا 3% في اليابان خلاف المملكة العربية السعودية التي يزيد نسبة المصابين به أكثر من 23% كما تقول الإحصاءات ومثله الكبد وزراعة الكلى وكثير من الأمراض. وسيأتي اليوم الذي تكون فيه هذه الخلايا هي الحل الناجع لكل ما تتوقعون من أدواء.
ليس هذا فحسب بل ما لفت نظري حديثه الواثق عن أن الجهد الطبي سينصرف في المستقبل القريب لتصنيع قلب ثلاثي الأبعاد محدد المقاسات، وقس على ذلك بقية الأعضاء، أكثر من هذا توقع الدكتور صفوق أن ثورة قادمة في البنوك الطبية التي بدأت تنتشر في العالم خاصة اليابان وجزماً سيأتي اليوم الذي يكون هناك أجزاء احتياطية لما في جسم الإنسان من أعضاء أساسية يستعان بها عند الحاجة، كما أن هناك جهودا علمية لإعادة الزمن وإرجع الإنسان عشر سنوات وهناك من يبحث في إمكانية زيادتها إلى أكثر من ذلك حتى عشرين سنة.
لم يخف الدكتور صفوق رغبته العودة للوطن ولكن عالمنا العربي عموماً وبلادنا المملكة العربية السعودية ما زالت بعيدة عن البحث العلمي الطبي التطبيقي وأكثر البحوث إن وجدت في هذا الباب فهي مجرد دراسات مسحية تحدد عدد المصابين أو المحتمل إصابتهم بهذا المرض أو ذاك فنحن ما زالنا في المرحلة الأولى في هذا العلم المتخصص الدقيق مع أن العالم يتحدث اليوم عن المرحلة الرابعة فيه وللأسف الشديد.
اللقاء كان تاريخياً في نظري، والمتحدث سفيراً فوق العادة «للخلايا الجذعية» فقد أجاد في عرض هذا الموضوع الشائك بأسلوب مبسط وسلاسة متميزة والرؤية المستقبلية لهذا العلم كانت لديه واضحة ومفسرة ومدلل عليها.
لن أستعجل الحكم فأنا أتحدث هنا بغير فني، ولكنني أتمنى أن أكون ناقلاً جيداً لما سمعت، وأن نرى قريباً مركزاً طبياً متقدماً لأبحاث ودراسات الخلايا الجذعية والعلاج بها في ربوع بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية يشرف بحمل اسم الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يقود دفة التنمية الوطنية المستدامة والتطوير والبناء والتغيير برؤية سديدة وخطوات واثقة وعمل دؤوب دمتم بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.