فهد بن جليد
يبدو أن قمة (شرم الشيخ) التي انتهت يوم أمس، من القمم العربية النادرة التي طبقت نتائجها على أرض الواقع قبل أن تبدأ فعلاً، نتيجة لتلبية المملكة ودول تحالف (عاصفة الحزم) لنداء واستغاثة الرئيس اليمني، لنصرة بلاده، وإعادة الشرعية، وضمان استقرارها وتخلصها من تدخل وعبث (الحوثي) وأعوانه!.
نبرة الخطاب العربي لم تكن يوماً، مثلما كانت عليه في شرم الشيخ، أكثر تفاؤلاً، وشفافية، ووضوحاً، وأدق تحديداً في تشخيص المشكلة العربية، والمُتسبب الحقيقي فيها، والعمل على وقف الأطماع الخبيثة في منطقتنا، والتي تحاول بعض القوى تحقيق مكاسب (طائفية) فيها، وتهديد مصالح الأمة العربية والإسلامية، من خلال زرع الفتن للتفرقة بين العرب والمسلمين، ومحاولة تصدير (مشاكلها وأزماتها) إلى دولنا العربية؟!.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - تحدث أمام القادة العرب في القمة (بصراحة وشفافية)، عندما أشار إلى أن التدخلات الخارجية في المنطقة العربية هي من نشر قوى الإرهاب والشر، الأمر الذي يرجى أن يجعل أيدي العرب (أكثر تماسكاً) بعد قمة شرم الشيخ، لتجاوز خلافاتهم، وتغليب مصلحة الأمة أولاً!.
تعود أعداء الأمة العربية والإسلامية، على بيانات الشجب والتنديد والاستنكار، ولم يدر بخلد كل طامع في أرض اليمن، أن الرد سيكون عملياً هذه المرة عندما تقود السعودية تحالفاً (عربياً وإسلامياً) في وجه الفئة الباغية، والمُعتدية على الشرعية، مع عدم إغلاق الباب أمام الحوار وتطبيق المُبادرة الخليجية، وإعادة الشرعية والتوقف عن التحالف مع قوى الشر الخارجية!.
المملكة لا تُنتظر من (عاصفة الحزم) تحقيق أي مكاسب خاصة، فلن تزيد رقعتها (شبراً وحداً) بعد وصول (العاصفة) لأهدافها، ولكن تلبية نداء الجار، من أخلاق وواجبات (الشقيق لشقيقه)، وهي دروس يتعلمها العرب من (البيت السعودي) جيلاً بعد آخر.
وعلى دروب الخير نلتقي.