اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
وثيقة تاريخية نادرة
تابعت كغيري من سائر أبناء بلادي الأفاضل وبناتها الفضليات، بشغف واهتمام كبيرين، تلك الكلمة الضافية الوافية الشافية الحاسمة المشفقة الصادقة، التي وجهها إلينا جميعاً، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، حفظه الله ورعاه، وأدام توفيقه وتسديده على دروب الخير، يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى 1436هـ، الموافق للعاشر من مارس 2015م، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد الأمين، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، حفظهما الله ورعاهما، وثلة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو، بمن فيهم أمراء المناطق، وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والقضاة والمعالي الوزراء، ورئيس مجلس الشورى وأعضائه وعضواته، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجمعاً من المواطنين من مختلف التخصصات والمهن.
ومنذ ذلك الحين حتى اليوم، تناول كثيرون منّا في مختلف وسائل الصحافة والإعلام، مضامين كلمة الوالد القائد بالتحليل، مبدين إعجابهم بشموليتها، وارتياحهم لاهتمامها وتأكيدها على كل ما يهم المواطن والوطن والأمة من شؤون حياتهم ويحقق الخير للجميع، معبرين عن جزيل شكرهم وتقديرهم للقائد الوالد، مؤكدين اعتزازهم به وعرفانهم وامتنانهم لحسن صنيعه، معددين مآثره وواثقين فيما ينتظرهم من خير وفير في ظل قيادته الرشيدة.
وصحيح.. كانت تلك الكلمة الضافية، التي اتفق الجميع على أنها وثيقة تاريخية نادرة، وخارطة طريق استثنائية، شاملة جامعة ومعبرة عن كل همومنا وآمالنا وطموحنا، إذ بدأت بالتأكيد على المبادئ الثابتة، والأسس الراسخة التي أقام عليها المؤسس والد الجميع، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، القائد الفذ والبطل الهمام، دولته وحدّد على أساسها دستورها، لتحقيق رسالتها في الالتزام بالعقيدة الصحيحة وخدمة الحرمين الشريفين، كما أكد الخطاب الملكي الكريم. ثم انتقل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يحفظه الله، لتأكيد سعيه لتحقيق التنمية الشاملة المتوازنة العادلة، وحرية الرأي وتعزيز الوحدة الوطنية، ومحاربة الفساد، والمحافظة على المال العام، وترسيخ الأمن والاستقرار، ودعم الاقتصاد، وتوفير فرص العمل لكل مقتدر من المواطنين والمواطنات، وتطوير كل ما يهمهم من خدمات صحية وإسكان وتعليم وغيرها، مؤكداً على أهمية دور رجال الأعمال في خدمة وطنهم الذي قدّم إليهم الكثير، منوّهاً بما تضطلع به قواتنا العسكرية بكافة تشكيلاتها، من دور مهم في حفظ الأمن وحماية الوطن وحراسة العقيدة، مشيداً بقدراتهم، ومؤكداً اعتزازه بهم وما يبذلونه من جهد صادق لخدمة بلادهم.
وبالطبع، لم يكن لقائد همام كالملك سلمان، أن يتحدث دون أن ينوه إلى الجانب السياسي، محلياً وإقليمياً ودولياً... إلى غير ذلك مما اشتملت عليه تلك الوثيقة التاريخية المهمة من معانٍ سامية وغايات نبيلة.
وكما أكدت في بداية حديثي، ويعلم الجميع، إن كثيرين تناولوا مضامين كلمة والدنا المحب لنا، وقائدنا المخلص في خدمتنا، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسوف يكتب كثيرون بعدي، بل سوف يكتب الجميع حتى ينفد مداد أقلامهم، دون أن يعبروا عن كل ما تجيش به أنفسهم من مضامين تلك الكلمة الضّافية، المشحونة بكل ما يتطلعون إليه من آمال، وما يحلمون به من طموح، وما يؤرقهم من هموم، ويؤكدون ما يجدونه من حب وتقدير ووفاء وإخلاص وولاء، لقائدهم الملك سلمان.
أما محدثكم، فيود أن يدلف من خلال هذه الوثيقة التاريخية النادرة المهمة، إلى الحديث عن عبقرية هذا القائد الفذ، في هذا الزمن الاستثنائي، وما وهبه الخالق سبحانه وتعالى من صفات قيادية فريدة، أقول بملء الفيه، وبعظيم الشكر والثناء والحمد للمنعم الوهاب جلّت قدرته، إنها لم تجتمع اليوم في قائد غير سلمان، الذي نعده أحد أعظم نعم الله علينا، وهي كثيرة تجل عن الوصف والحصر، وتتضح تلك العبقرية الفريدة من خلال هذه الكلمة الشاملة في عدة نقاط، أوجز أهمها في:
* حرص المليك المفدى يحفظه الله ويرعاه، على حضور هذا الجمع الذي شهد كلمته، بداية من ولي عهده الأمين، ثم ولي ولي عهده، والمفتي وكل ممثلي السلطات التشريعية والتنفيذية، وكبار المسؤولين في كل القطاعات المدنية والعسكرية، وجمعاً من المواطنين من مختلف المهن والتخصصات، كما أكدت في بداية حديثي، ليشهد الجميع ويدرك رؤية المليك وأهدافه وطموحه لخدمة مواطنيه من جهة، وليشهد ممثلو المواطنين الذين حضروا الكلمة على حقوقهم على المسؤولين، التي أكد عليها المليك المفدى ووجههم بالاضطلاع بها وضمانها للمواطنين.
* تلاوة آيات من الذكر الحكيم قبل بداية الخطاب الملكي الكريم، وهذا تقليد سعودي بامتياز، كما نعرف جميعاً، تأكيداً على الإيمان بالله والإنابة إليه، والثقة في نصره، والشكر لأنعمه وآلائه علينا، والاعتراف بأن مرد كل شيء إليه سبحانه وتعالى، فمنه الهداية وبه التوفيق.
* استهلال المليك المفدى خطابه الكريم باسم الله الرحمن الرحيم، لا باسم الشعب أو اسم الأمة أو اسم الثورة، كما درج بعض الزعماء هداهم الله، ثم حمد الله والثناء عليه لما أنعم به علينا، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وأصحابه أجمعين.
* تأكيد حبه لمواطنيه وإخلاصه لهم وحرصه على خدمتهم، ثم الانتقال مباشرة إلى ما يحلم به من غدٍ واعدٍ مشرقٍ مزدهرٍ من أجلهم، يدفعه إليه حبه الفياض لهم، وحرصه على خدمتهم وراحتهم ورفاهيتهم.
* الاعتراف بالفضل لمن سبقوه في خدمة الوطن والمواطن وترسيخ دعائمه، بداية من المؤسس والد الجميع، الملك عبدالعزيز آل سعود ورجاله الأوفياء من آبائنا وأجدادنا، ثم من تعاقبوا على تحمل المسؤولية من أبنائه الكرام البررة، رحمهم الله.
وقطعاً، لم يكن المليك ينسى هنا أن يذكرنا بفضل الله علينا، وما شرفنا به من أعظم نعمة على وجه الأرض، تتمثل في خدمة الحرمين الشريفين والاضطلاع بواجبنا تجاه قاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار.
* ثم انتقل بعد تثبيت تلك المبادئ للحديث عن برنامجه للعمل، مؤكداً ارتكازه على الأسس نفسها، التي قامت على أساسها بلادنا وتوحدت في منظومة واحدة، حتى أصبحت على قلب رجل واحد، مؤكداً التزامه بالسير على الدرب ذاته لمواصلة المسيرة وإكمال ما أسسه الذين سبقوه من قادتنا الكرام، مبشراً بتنمية شاملة لكل مواطن على ثرى هذه الأرض الطيبة المباركة، يعيش على كل شبرٍ فيها، من أقصاها إلى أدناها. مؤكداً ضرورة تعاون الجميع ومساهمته لتحقيق خير الوطن ورفاه المواطن.
* كل من يطالع كلمة المليك بعناية، لابد أن يلاحظ شمولية الأفكار وتسلسلها في نسق رائع وسبك فريد، إذ لم تترك شاردة أو واردة إلا احتوتها، من شؤون محلية وإقليمية وعالمية، كما أن الأفكار الخاصة بكل شأن، جاءت متسقة ومترابطة مع بعضها البعض، بل مرتبة حسب أهميتها بطريقة محكمة، لا يتقنها إلا إداري بارع وأديب كبير وسياسي محنك وقائد يدرك عظمة المسؤولية وخطورة المرحلة، وحكيم واسع الأفق رحب الصدر، مثل مليكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز.
* استهل المليك مخاطبتنا بـ: أيها المواطنون والمواطنات، ثم انتقل إلى: إخواني وأخواتي، فـ: أبنائي وبناتي، في تأكيد لتقديره ومحبته لنا، وإخلاصه وحرصه على خدمتنا التي أثبتها في مطلع الخطاب، ولم يخاطبنا بـ (شعبي الجبار) فيجعلنا قطيعاً تابعاً كما درج الزعماء (الثوريون) على مخاطبة مواطنيهم (أقصد شعوبهم التابعة لهم). وكم كنت أتمنى أن يحذو أولئك الثوريين، حذو لي كوان يو، الأب الروحي لسنغافورة، الذي فارق الدنيا، غير آسفٍ عليها، يوم الاثنين 3-6-1436هـ، الموافق 23-3-2015م، بعد أن حول بلاده خلال ثلاثة عقود فقط، من مستعمرة بريطانية مضطهدة، إلى أحد أهم النمور الآسيوية، محققاً لها مكانة عظيمة، تفوق حجمها بكثير، بعد أن حولها إلى مركز إقليمي ومالي وسياحي مهم في العالم.
كما لوحظ أيضاً حرص مليكنا المفدى على إثبات حق الجميع في هذه البلاد الطيبة المباركة في الحقوق والواجبات، إذ يؤكد الحاجة للعمل جميعاً يداً واحدة بقيادته الكريمة، من خلال كثير من العبارات التي وردت في خطابه الكريم (اقتصاد بلادكم... لقد سخرت لكم دولتكم... إلخ). ولم يستأثر بالحق وحده، وإن فعل لحق له، عكس الزعماء إياهم الذين لم تفارق ألسنتهم عبارات الملكية الفردية: (شعبي... بلادي.. قواتي المسلحة الباسلة... إلخ).
* لوحظ أيضاً، جزالة العبارات وسهولتها ووضوحها، وتحديد معانيها بدقة، فيما يعرف بـ (السهل الممتنع) الذي تفهمه العامة، وتعرف مقصده مجرد أن يبلغ أسماعها.
* ولوحظ بجانب هذا كله، الهدوء والرزانة والنّفس المرتاح، وبالتالي خلو الخطاب من الزعيق، وضرب الطاولة، والعبارات الفضفاضة، والوعود الجوفاء، والشعارات الحماسية التي تحمل كذبها في طياتها.. وهذا مسلك سعودي خالص، وبصمة سعودية فريدة، انفرد بها قادة هذه البلاد، لأنهم لا يعرفون غير الصدق مع ربهم أولاً، ثم مع مواطنيهم الذين يأخذون كل ما يسمعونه منهم على محمل الجد، ويفسرونه في سياقه الطبيعي، دون حاجة لتأويل وتحليل.
قائد الحزم والعزم
في آخر مقال كتبته، عزّيت فيه القيادة والوطن والمواطنين بوفاة حكيم العرب، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وأكدت فيه مبايعتي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، قائد الحزم والعزم، وهنأت الشعب والأمة باعتلاء الفارس الهمام سلمان صهوة القيادة، في ذلك المقال، أكدت للجميع بالحرف الواحد: (صحيح .. كان عبدالله بن عبدالعزيز هذا كله وغيره كثير من خصال الخير وخدمة العقيدة والشعب وحماية الوطن، والحرص على نفع الناس أجمعين.. فأدهش حسن صنيعه الدهشة وفاجأ المفاجأة، كما أكدت سابقاً في أكثر من مقال. وأؤكد لكم اليوم، أنكم سوف ترون من خلفه، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، أعمالاً وإنجازات تفوق الخيال، وتعجز كل اللّغات عن وصفها وحصرها.. فالحكم عندنا رسالة خالدة، يضيف إليها كل خلف، مزيداً من العمل والخدمة والتجويد، كما شهد العالم لكل الملوك السابقين، عليهم رحمة الله أجمعين... ).
واليوم، قبل أن يجف مداد مقالي ذاك، الذي نشر على صفحتين بجريدة الجزيرة، يومي الأحد والاثنين 26 0 27 من ربيع الآخر لعامنا هذا، الموافق 15 - 16-2-2015م، بل قبل أن يجف مداد كلمته التاريخية المهمة، التي وجهها إلينا وللأمة والعالم أجمع، التي سبق الحديث عنها في مطلع هذا المقال، أقول قبل هذا وذاك، أدهش مليكنا المفدى سلمان، العالم بوفائه لما جاء في خطابه هذا: (... لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها، تمسكاً بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد، رحمهم الله... إن الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا... نحن جزء من هذا العالم، نعيش مشاكله والتحديات التي تواجهه، ونشترك جميعاً في هذه المسؤولية، وسنسهم بإذن الله بفاعلية في وضع حلول لكثير من قضايا العالم الملحة... إلخ). ومن أوفى من سلمان؟!
لقد أكدت في مقال سابق أن قائدنا سلمان، حفظه الله ورعاه، أوفى من الوفاء، واليوم أمام هذا الإنجاز الاستثنائي، وهذا الوفاء لوعده الذي أخجل كل وفاء في الدنيا، بل إن السموأل، الذي ضرب به المثل في الوفاء عبر التاريخ، لو كان بيننا اليوم لتقاصر من وفائه أمام وفاء سلمان لعقيدته ووطنه ومواطنيه وأمته والإنسانية كلها. . أقول، اليوم تعجز كل ذخيرتي المتواضعة مما أعرفه من لغات، أن تجد وصفاً لوفاء سمو الوفاء.. ووفاء السمو ومعلم الناس الوفاء، كما يحلو لي أن أصفه دائماً.
فها هو قائد الوفاء يسير على درب الملوك السابقين، فيبذل قصارى جهده مع الفئة المعتدية الباغية الخارجة على القانون في اليمن، التي سعت بكل ما أوتيت من حيلة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، لا من أجل مطالب ومظالم داخلية خاصة كما يدعي زعماؤها، بل خدمة لأجندات خارجية، وتسليم المنطقة على طبق من ذهب لإيران، ولما أعمى الغرور الحوثيين، ورفضوا كل وسيلة لحل سلمي لما افتعلوه من أزمة في اليمن، الهدف منها بيع المنطقة كلها، كما أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية الشاملة كعادته دائماً، في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السادسة والعشرين، التي عقدت يوم السبت 8-6-1436هـ، الموافق 28-3-2015م، بشرم الشيخ في أرض الكنانة. وهددوا بتكرار محاولاتهم البائسة للاعتداء على حدودنا الجنوبية كما فعلوا عام 2009م.. لما كان الحال كذلك، فاجأهم سلمان، قائد الحزم والعزم والحسم، في جنح الظلام، بأسود لا قبل لهم بها، على خيل جامحة، مدجّجة بكل ماعرفه العالم من تقنية ومعرفة، فدكّ حصونهم، وفرق شملهم، وزرع الذعر في نفوسهم، ففروا لا يلوون على شيء، وقد كانوا قبل يهددون ويتوعدون، بل فاجأ سلمان بفعله هذا محرضيهم على الفتنة والخراب والدمار، بل قل فاجأ المفاجأة نفسها وأدهش الدهشة ذاتها بصنيعه هذا، الذي لا يقدم عليه إلا الأبطال الشجعان الحكماء، الذين ولدوا ليقودوا. ففي الوقت الذي كان وزراء الخارجية العرب مجتمعين في شرم الشيخ لمناقشة الأزمة في اليمن، وانتظار العالم كله ما يسفر عنه اجتماعهم من قرارات بشأن علاجها وكبت شرِّها، أمر سلمان الذي لا يعرف التردد والخذلان، صقوره الوثابة، فسيطروا على سماء اليمن، ووضعوا حداً لأزمة مفتعلة منذ سنين، خلال ربع ساعة فقط. فصفق العالم كله إعجاباً لحسن صنيع قائدنا سلمان، كما وصف خالد الفيصل هذا المشهد المهيب في قصيدة رائعة، شاهدت سموه الكريم يلقيها بأسلوبه الرائع الذي ينافس روعة كلماته: (يوم ناديت العرب، كلٍّ سمعنا) بل قل لأول مرة في التاريخ، يجمع الغرب بهذه السرعة وهذا الحزم، على مناصرة قضايا العرب، ودخلت الفرحة كل بيت على امتداد الوطن العربي والأمة الإسلامية، بعد أن سئم الجميع إرسال المبعوثين الأمميين لبلداننا، الذين كانوا في كل مرة يصبون الزيت على النار، والشواهد في العراق وسوريا وليبيا واليمن، التي حسم قائد الحزم والعزم والحسم، حامل مشعل العلم والثقافة في أطهر بقاع الأرض كاف، كما أكد أمير الكلمة خالد الفيصل، الذي تأسرني جزالة شعره كثيراً، لاسيما عندما يتغنى لهذا الوطن الشامخ، الذي نشترك كلنا في عشقه وحبه والاستعداد للذود عن حياضه بالروح والدم، التي حسم قائدنا أمرها اليوم، لا تعد ولا تحصى. وقد أكد هذا الإجماع العالمي على قرار سلمان، صدق نيته، وسلامة منهجه، بعد أن راقب العالم عن كثب التهام الحوثيين لليمن، وبداية مسلسل التفجيرات وقطع الطرقات والقتل على الهوية، كما يحدث في العراق وسوريا منذ سنين، غير أن قائداً حذقاً متابعاً لكل ما يستجد على خارطة المنطقة والعالم، تاريخياً وجغرافياً وفكرياً، ما كان له أن ينتظر حتى تضيع اليمن، كما تسربت العراق وسوريا من بين أيدينا، وقبلهما الصومال، وقسِّم السودان، وتجري المحاولات اليوم لاختطاف لبنان، وعلى الطريق اليوم ليبيا.
وصحيح أن العالم أعجب بحسن صنيع قائدنا، لإدراكه مخطط الفئة الباغية في اليمن، التي اعتدت على الشرعية، فاستولت على معظم المحافظات، بعد أن سيطرت على كثير من القطاعات العسكرية، بدعم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لكن أيضاً لإيمانه بعدالة قضيتنا، وتصرف قيادتنا وفق ميثاق الأمم المتحدة، الذي كفل لنا حق الدفاع عن النفس، إضافة إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، التي تقتضي هبة العرب جميعهم لتقديم المساندة الفورية بكل الوسائل، بما فيها التدخل العسكري، لكل من يتعرض للعدوان من أيٍّ كان. وفوق هذا وذاك، إدراكهم لعقيدة المملكة التي تمنع أهلها دائماً من الخراب والدمار، والاعتداء على الآمنين وقتل المدنيين، لأنها بشير خير ورسول سلام. ولهذا شهد العالم كله أن الضربات الجوية تركزت على مخازن الدمار وآلاته، التي استولى عليها الحوثيون، وحاولت قدر المستطاع عدم إزهاق حتى أرواح الحوثيين أنفسهم، لأن القصد هو وأد شرهم وليس إبادتهم، اللّهم إلا إذا أوغلوا في العداوة، ولم يكن بدٌّ من كف أذاهم عنّا إلا قتلهم، فساعتئذٍ يكونوا هم الذين جنوا على أنفسهم، وليس نحن.
لا أقول هذا من باب المزايدة، بل قول يصدقه وفاء سلمان، الذي لبى نداء هادي باستضافة مؤتمر حوار الفرقاء في اليمن، بمن فيهم الحوثيون بالطبع في الرياض، ولو قبلوا ولبّوا نداء العقل، لأدهشهم كرم سلمان، وأخجلهم حرصه على مصلحة الجميع، فانفرجت الأزمة، وجنّبوا بلادهم وشعبهم كثيراً من الويلات. أضف إلى هذا، إعلان القيادة السعودية استقبال جميع جرحى تفجيرات الجمعة الدامية في صنعاء وصعدة، في 29/5/1436هـ، الموافق 20/3/2015م، من اليمنيين، دون تفرقة، كما هو دأب المملكة.. في موقف إنساني يخجل حتى الشيطان الذي دفع بالحوثيين إلى كل هذا الدمار والخراب، ومع كل ما حدث، مدّ سلمان يده اليوم من منبر الجامعة العربية للمعادين، مؤكداً أن أبواب عاصمة المجد والسؤدد، مشرعة أمامهم متى ما قرروا الاحتكام لصوت العقل. وفوق هذا وذاك، برقية العزاء التي بعثها ملك الوفاء سلمان، للرئيس الإيراني، الدكتور حسن روحاني، رئيس إيران في وفاة والدته، مع ما بيننا من إيران من اختلاف، فقائد كبير مثل سلمان لا يعرف الشماتة والتشفى، ويتسامى في المواقف الإنسانية فوق كل جراح واختلاف.. ألم أقل لكم إن قائدنا سلمان أوفى من الوفاء؟!
فهنيئاً لكم أيها السعوديين والعرب والمسلمين أجمعين، إذ يخط اليوم قائدنا الوفي المفدى سلمان، صفحة مشرقة جديدة في سجلنا الخالد، إضافة إلى ماخطّه من قبل والد الجميع المؤسس الملك عبدالعزيز، عبر مايزيد عن ثلاثة عقود، قضاها في جهاد متواصل ضد الأعداء في الخارج والمناوئين في الداخل، حتى وحّد هذا الكيان الشامخ الراسخ، العصي الأبي على كل محاولات الدمار والخراب، صاحب الحكمة الشهيرة، وما أكثر ما خلّده لنا من أمثال وحكم: (الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات) التي اقتبس منها ملك المؤرخين ومؤرخ الملوك، قائدنا سلمان، اسم عاصفتنا اليوم. ثم جاء أبناؤه يسيرون على نهجه، فأضاف الفيصل صفحة مشرقة جديدة في حرب أكتوبر عام 1973م، بوقفته المشهودة التي أثارت حفيظة الغرب وأفقدته صوابه، فكان عاملاً مهما في أول انتصار يحققه العرب على الكيان الصهيوني، ثم جاء الفهد يسير على دروب المجد بكل عنفوان وشمم، فقاد عاصفة الصحراء وحرّر الكويت من طغيان صدام، في وفاء نادر لأخوة الدم والعقيدة، وتتواصل مسيرة المجد على يد حكيم العرب، الملك الصالح عبدالله، الذي لم يتردد عندما استفحل الأمر في مملكة البحرين الشقيقة، فأمر بتحريك درع الجزيرة، الذي كبت الأعداء وألجم شرهم الجامح.. وها هو سلمان الوفاء، يوجه خلال ربع ساعة فقط، من الحزم والعزم والحسم، رسالة مشحونة بمعاني عديدة، لجهات كثيرة، فاقت اليوم إثر دوي نسورنا في سماء اليمن، على حقائق قلبت الطاولة على الحوثيين وحليفهم، المخلوع علي عبدالله صالح، ومحرضيهم الإيرانيين وتابعيهم في العراق وسوريا ومن والاهم في كل مكان، وللغرب الذي اتخذ من ملف إيران النووي جزرة وعصا، ساعة يرغبنا بها، وأخرى يرهبنا، وعلى الصين وروسيا اللتان طالما اعتمدتا على سياسة فرق تسد، لدق مسمار جحا بيننا، ونهب ثرواتنا من خلال ما تصدراه لدولنا من أسلحة دمار في جنح الظلام، ولمملكة السويد التي أرعبتها قدرة قائدنا على حشد الحشود وتجييش العالم في سرعة فائقة، فجاءت تعتذر وتتأسف نادمة على تصريح وزيرة خارجيتها، ويقبل سلمان الرجل الكبير الاعتذار، بعد أن استوعب السويديون الدّرس، فيأمر بعودة سفيره إلى ستوكهولم، في بادرة نادرة لسلوك العربي الأصيل، صاحب الهمّة العالية، والنفس الكبيرة، والمروءة المنقطعة النظير.
فاليوم غيّر قائدنا الحازم العازم الحاسم سلمان، المعادلة.. فاطمئنوا أن زمن تهميش السنّة في العراق وسوريا واليمن، وحتى في إيران، قد ولّى إلى غير رجعة، وأن بعبع إيران ليس إلا فزاعة، يستغلها الغرب لاستقلالنا، وأن أمريكا والغرب لن يستطيعا بعد اليوم ضرب بعضنا ببعض، وأن تحزبنا شرقاً وغرباً وتفرقنا، اللّذان منحا الكيان الصهيوني أهم قوة ردع لإخواننا في فلسطين وغيرهم من دول المواجهة، قد انتهى إلى غير رجعة أيضاً، وعلى الدواعش وقرنائهم من تجار الشر والخراب والدمار في كل مكان.. وأهم من هذا كله، كانت (عاصفة الحزم) رسالة مهمة للعالم: السعودية اليوم دولة قوية، بل أقوى مما تتخيلون بملايين المرات مما كانت عليه في عهد التأسيس، فليخسأ الشامتون الذين راهنوا على أفول نجمها إثر رحيل مؤسسها، ذات عقيدة صادقة ومبادئ راسخة ورسالة خالدة، محبة للخير، تتمتع بمصداقية لا نظير لها بين إخوتها في الدم والعقيدة، ونستطيع جميعاً اليوم بقيادة سلمان، أن نكِّون أكبر اتحاد عرفه التاريخ وأقواه.. فلدينا في العالمين العربي والإسلامي أربع وخمسين دولة، فيها ما ينقص العالم كله، كنا فقط نحتاج لإرادة سياسية ناجزة، فسخَّر لنا المنعم الوهاب سبحانه وتعالى، سلمان الحزم والعزم والحسم.. وانتهى بهذا زمن الذل والخنوع والتردد والخذلان، والمبعوثين الأميين، الذين كلما وطئت أقدامهم أرضاً لنا دنسوها، ودقوا بيننا أسافين، لا إسفيناً واحداً، ثم تركونا نتقاتل ليبيعونا السلاح. فإن كانوا صادقين، فليكذبوني، ويستجيبوا لدعوة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأخيرة، بإرسال مبعوث صادق جاد، لتنفيذ مبادرة السلام العربية، لإنصاف إخوتنا الفلسطينيين، ومن ثم طي ملف الصراع العربي - الصهيوني إلى الأبد.
لا مؤامرات بعد اليوم
لقد أكد لنا قائدنا المفدى سلمان، أن عهد الخنوع والمؤامرات التي اعتمد عليها أعداؤنا طيلة هذه العقود لكسر شوكتنا، قد انتهى إلى غير رجعة، فلتعد كل الدول التي تسخر طاقتها اليوم لدعم التنظيمات الإرهابية والطائفية المتطرفة ضد مقدراتنا وثوابتنا، إلى رشدها، ولتتعامل معنا بالباب خير لها من التلصص من النافذة. وليطمئن الغرب أن مفاوضات البرنامج النووي مع إيران، التي يتخذ منها ذريعة لتنصيب طهران شرطياً للمنطقة، لم تعد تنطلي علينا، فقد قررنا اليوم اقتلاع شوكنا بأيدينا. وليخرس المخذلون المثبطون، الذين ظلوا منذ أن تدفق الذهب الأسود في أرضنا الحبيبة، قبل سبعة وسبعين عاماً، يهددوننا بنفاده بعد خمسة أعوام أو عشرة أعوام، على أسوأ الفروض، ولتخسأ وزيرة الخارجية السويدية المغمورة (مارغو والستروم) ولتعلم أن قضاءنا ليس قضاء خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه، بل قضاء قائم على شريعة السماء السمحة، التي لا مجال فيها لظلم أحد، منذ تأسيس دولتنا وإلى الأبد، إن شاء الله، كما أكد مليكنا المفدى لدى استقباله كل المعنيين بملف القضاء، يوم الخميس 4-6-1436هـ، الموافق 24-3-2015م، بقصر اليمامة، حاثّاً الجميع على تطبيق أحكام الشرع والنظام دون تهاون.
أما فيما يتعلق بمؤامرة الوزيرة السويدية للنيل من المرأة السعودية، فلتعلم (والستروم) أن نورة اليوم أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه في التقنية الحيوية من جامعة عريقة كجامعة كامبردج، وباحثة حازت مراكز متقدمة في قائمة أقوى مائة امرأة في العالم، ومحاضرة في جامعات أمريكية عريقة، في تخصصات علمية دقيقة، وجرّاحة حاذقة، وعالمة بارعة نالت جوائز عالمية، وعضو في جمعيات عالمية رائدة، ومحامية، ومستشارة ومثقفة وشاعرة وموظفة في وظائف عليا في الدولة، وكاتبة وروائية وإعلامية نالت أفضل جوائز على مستوى الصحافة العربية، وعضو في مجالس إدارة بنوك كبيرة، وتمثل اليوم 60% من مجموع الملتحقين بالتعليم العالي، وفوق هذا وذاك، تشغل 30% من مقاعد الشورى، ممثلة أعلى نسبة تشغلها النساء في مجالس العالم ومنظماته، وتتهيأ الآن للمشاركة في الانتخابات البلدية مرشحة ومنتخبة، وتسيطر نورة على 40% من الشركات العائلية في البلاد، وتمتلك 33% من مؤسسات الوساطة المالية، و20% من رأس مال الصناديق المشتركة... و... و... وإن بقيت أكتب إلى أن ينفد مداد قلمي، فلن أحصي لك ما تتمتع به المرأة السعودية من حقوق، كفلها لها دستور بلادنا الذي عماده كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم... أتريدين المزيد يا والستروم؟! إذن أحيلك إلى رئيس جمعية حقوق الإنسان في بلادنا، الذي يؤكد أن سجوننا أشبه ما تكون بدور ضيافة يحظى فيها النزلاء بخدمات تناهز خدمات فنادقكم الفخمة.
فالحمد لله رب العالمين، الذي هيأ لنا دولة قوية عزيزة، ظلت منذ نشأتها تضطلع برسالتها السامية المتمثلة في خدمة العقيدة ورقي الوطن ورفاه المواطن والمساهمة في خير البشرية، بعيداً عن الهرطقة السياسية، فظلت تحقق في كل عهد تقدماً يسابق الزمن، فيما تتآكل ما يعرف بـ (الدول الثورية) ويصبح لها أكثر من حكومة وجيش بالزي نفسه، وملايين قطع السلاح لقتل بعضهم بعضاً. مما اضطر كل زعيم فيها لتأليف جيش لحمايته، فصرفوا كل مقدراتها عليهم، تاركين مواطنيها (أقصد شعوبهم) يتضورون جوعاً، ويتكففون الناس كسرة خبز لأطفالهم، شاهدوا الأخبار الواردة من ليبيا وسوريا والعراق وحتى اليمن، لتدركوا كيف السعيدة أصبحت في درب الحزن، وأصبح الدمع يجري على خدها من كل عين.. مناظر ومآسي يتفطر لها كبد الكافر، فضلاً عن كبد المسلم.
والحمد لله الذي سخر لنا قائدنا المفدى سلمان، الذي لا يوجد اليوم قائد بيننا أقدر منه على قيادة البيت الإسلامي والعربي، وترتيب أوضاعه ورص صفوفه، كما أكد السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، لما يمتاز به منهجه في الحكم من وضوح وحزم وعزم ودقة وانضباط وشفافية، وما وهبه الله من صفات قيادية وقدرة على العمل والإنجاز وحب للعلم والثقافة، وعشق للتاريخ والصحافة، وحب لمواطنيه لا أعرفه اليوم عند غيره.. فأنا لا أعرف مثلاً حاكماً أو حتى باحثاً أو مفكراً، يمتلك مكتبة تحتوي على ثمانية عشر ألف كتاب، والأمر هنا قطعاً لا يتعلق بالقدرة الشرائية، بل بالعلم والحرص على التزود به، أضف إلى هذا، أنه حارس إرثنا الحضاري من خلال رئاسته لدارة الملك عبدالعزيز، وإداري من طراز فريد، إذ حقق خلال الأسبوع الأول من حكمه، ما عجز عن تحقيقه رؤساء دول العالم الأول، خلال المائة يوم الأولى من حكمهم، كما أكدت في مقالي السابق، الذي أشرت إليه آنفاً، وقد أمّن على هذا السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة. وفوق هذا وذاك، مازال مليكنا المفدى سلمان الحزم والعزم والحسم، المواطن الأول، مثلما كان أميراً ووزيراً ووليّاً للعهد واليوم مليكاً، إذ يمارس دوره الاجتماعي بكل كفاءة واقتدار، مع جسامة مسؤولياته، مشرِّفاً في الأفراح، ومواسياً في الأتراح.
والحقيقة، لا أجد أفضل مما جاء في كلمة صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين، فارس الكلمة الفحل، التي تشرَّف بإلقائها أمام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، في حفل جائزة الملك فيصل العالمية، يوم الاثنين 11-5-1436هـ، الموافق 2-3-2015م، التي كانت قراءة دقيقة لواقعنا المؤلم، وتشخيصاً صادقاً للداء والدواء.. أقول، لا أجد أفضل من تلك الكلمة (الوثيقة) لأختم بها مقالي هذا، إذ يقول الفيصل: (الأمر جلل.. في الكون خلل.. والصبر ملل.. استفحل القتل.. واستكبر الجهل.. واستسلم العقل.. القوي يَستغل.. والضعيف يُستغل.. وتستثمر حقوق الإنسان.. فتفرض هنا وهناك تهان.. لا مكان اليوم لضعيف.. ولا أمان لصديق أو حليف.. ولا اعتماد إلا على الله ثم على الذات.. ولا مجال للترف والملذّات.. إنه يوم العزم والحزم والثّبات.. فلنشمر عن السواعد لنبني الوطن الواعد.. ونواجه الفكر بالفكر.. ونسترد الإسلام من خاطفيه.. ونحمي الوطن من مخربيه.. ونحسم الأمر مع خائنيه.. ونحول الصحراء مصنع قوة.. والشباب عقلاً وفتوة.. وندرك بالإيمان المستحيل.. ونسجد حمداً لله العزيز الجليل، أن وهبنا قيادة تسبقنا بالمبادرة.. وحكومة تدفعنا للمثابرة.. ومواطناً يعتز دون مكابرة.. عاش سلمان المجد وولي العهد وولي ولي العهد. وأستأذن الفيصل لأُضيف: (وحارس العرين النجيب محمد، شبل سلمان المجد) وشعب لا يعرف للمعالي حد.
فلنغرد جميعاً مع الأخ أحمد أبو دهمان: (ليس أعظم من أن تصحو على وطن شجاع). وهل ثمة وطن أشجع من مهد النبوة ومنطلق الرسالة؟! وحقاً: وطن لا نحميه، لا نستحق العيش فيه. وكما أكدت لكم من قبل: ما رأيتموه من مليكنا المفدى سلمان حتى الآن، لم يزد عن أول الغيث.. والقادم أعظم. واطمئنوا: لن تنتظروا كثيراً حتى أذكركم بهذا.