سعد الدوسري
هل ما يحدث اليوم مجرد ضربات عسكرية، أم أنها حرب؟! وهل ستطول؟! إلى متى ستطول؟! ما هدفها النهائي؟! من هم هدفها النهائي؟!
هذه الأسئلة يسألها اليوم شبابنا وشاباتنا الذين عاشوا بدايات الربيع العربي وعايشوا نهاياته المفجعة. وعلينا الاعتراف بأن هذا الجيل، ظلّ بلا أجوبة، الأمر الذي أتاح للتيارات الانتهازية، أن تتسيّد المشهد، وأن تسيطر على مفاصل التأثير. وحين أدركنا خطورة الموقف، حاولنا قطع الطريق على هذه التيارات، ولكن بعد فوات الأوان.
إن الشباب الذين أدهشهم تحركات زملائهم السلمية ومطالباتهم بالتغيير في البلدان العربية، لم يجدوا إلى الآن أجوبة لأسئلتهم:
- هل هذا هو مصير أي مطالبة بالتغيير؟! لماذا حين انكشفت التيارات الانتهازية، لم تتخذ ضدها أية إجراءات؟! لماذا لا تزال تملك حضوراً قوياً؟! لماذا لا تحضر الأصوات الأخرى، الحريصة على تحقيق التغيير دون دماء ودون تدمير؟! لماذا وصل بنا الحال إلى مكان نضطر فيه إلى قتال بعضنا بعضاً؟! من يجب أن يكون مسؤولاً عن هذا المزيج العجيب من المؤامرات والفساد وتمزيق الصف الواحد؟!
إن من حق الشباب علينا، أن نغيّر نحن ممارستنا في التعامل مع أسئلته، وأن نبادر بشكل شفاف ومباشر للإجابة عليها، لكي لا نخلق مساحات فارغة يستغلها الانتهازيون مرة أخرى للوصول إلى سدّة التأثير. علينا أن نعي الدرس السابق وأن نستفيد منه جيداً، فالرهان الوحيد أمامنا، هو هذه الأجيال الشابة، التي ولدت على نهاية العزة العربية في 1990م، وعاشت تبحث عن معادل جديد للعزة، وإذ بها تصطدم بنهاية أكثر إيلاماً، نهاية الربيع كان يظن أنه سيحقق أحلامه، وسينقله إلى واقع أخضر.