سعد الدوسري
هل هي مصادفة أن يكون معظم الطاقم الذي اختاره راشد الشمراني لمسرحية «عندما يكتب البطل هزيمته» في نسختها الأولى عام 1987م من نجوم المسرح والتلفزيون اليوم (ناصر القصبي وعبدالإله السناني ويوسف الجراح وعبدالرحمن الرقراق)؟! حتى الفنانان التشكيليان حسن الحمدان وعثمان الخزيم هما اليوم نجمان مرموقان، وكاد خالد السالم وعادل قباني أن يلحقا بركب النجوم لولا خياراتهما الشخصية.
لم يكن في الأمر أية مصادفة؛ فلقد كان جلياً أمام من حضر بروفات المسرحية في المركز الثقافي بالفوطة قبل 28 سنة أنه أمام مشاريع حقيقية لصنّاع مسرح جادين، وأنه سيكون لكل واحد منهم شأنٌ ما في هذه الصناعة. ولقد خَدمَ هذا الفضاءَ روحٌ جماعية وَثّابة ومتفانية وصادقة وباذلة بلا حدود، دون مكائد ولا مؤامرات. كان قائد السفينة أنموذجاً لمنح الآخرين كلَّ الحب وكلَّ الثقة وكلَّ فرص الصعود على سلم النجومية، بلا غيرة ولا حسد.
كنتُ أثناء هذه التجربة التي تشبه الحلم أتعامل معها على أساس أنها ورشة عمل، نختبرُ من خلالها ثقافتنا وتجاربنا الإبداعية، ونصقلُ عبرَها قدراتنا في مواجهة الجمهور. كان كلُّ واحد من فريق العمل ينظر لجمهور العروض الخمسة المتوالية بكونهم ضيوفاً حميمين في مناسبة بالغة الخصوصية. ولما صدرتْ توجيهات الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بأن تشارك المسرحية، بعرضها السادس، في الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، وافق راشد الشمراني مباشرة، على الرغم من ثقته بأن جمهور الجنادرية ليس هو الجمهور المقصود، لكن النتيجة كانت أنْ بقي المسرح في الجنادرية إلى اليوم.
شكر حقيقي للذين أسهموا في إعادة الروح لهذه التجربة، للأصدقاء سلطان البازعي رئيس جمعية الثقافة والفنون، وعبدالعزيز السماعيل مديرها العام، ورجا العتيبي مدير فرعها بالعاصمة الرياض. وشكر خاص لروح التجربة الجديدة، للممثلين الشباب: شجاع نشاط والمنذر بن سعيد وبندر السهلي وزيد السهلي وعبد العزيز الخميس وعبد الله فهاد وبندر عبد الفتاح.