علي الصحن
رئاسة الأندية ليست عملية سهلة بالتأكيد، لكنها أيضاً ليست بالصعبة أو المستحيلة التي لا يقوى عليها إلا الراسخون في العلم المقتدرون في الإدارة وأصحاب الملاءة المالية، هناك من يحاول تصوير رئاسة الأندية بالأمر الصعب والصعب جداً ويحاول أن يمرر ذلك في كل حديث ويشيعه في كل مناسبة ومحفل، هناك من يحاول أن يرسل رسالة وراء ذلك كأن يقول للجمهور إنه تصدى للرئاسة رغم صعوبة أمرها من أجلهم ومن أجل ناديهم، وانه يدفع مقابل ذلك من ماله وصحته ووقته، رغم أنه وببساطة ليس مجبراً على ذلك.
في عدد من الأندية نجح رؤساء ليسوا من أصحاب الملاءة المالية وليسوا من أصحاب العلاقات الواسعة التي تضمن لهم ضخاً مالياً يسير الأمور في أنديتهم، لكنهم ببساطة يمتلكون الحس الإداري الجيد، والإحساس العالي بالمسؤولية، وإشراك غيرهم ممن يثقون به وباهتمامه وحرصه على النادي في صناعة القرار، والقدرة على تأمين إيرادات مالية معقولة ثم الصرف بناء على ما يحققه النادي منها.
رئاسة النادي لا تحتاج إلى اختراع وجهد خارق للعادة، ومحاولة تصويرها بالأمر الصعب لا يعدو كونه محاولة لإبعاد الآخرين عنها، والأغرب أن هناك من يحاول أن يقلل من شأن كل من يتقدم لها، من أجل أسماء معينة يرون أنها هي وهي فقط الأجدر والأقدر على رئاسة النادي، رغم أن النتائج التي حققها هذا الرئيس أو ذاك تعكس حقيقة الأمر بجلاء.
أندية عدة عاشت تحت كنف الرئيس الواحد أو فريق العمل الواحد، وكان هناك من يحاول أن يصور وضع النادي في حال غيابهم، وعندما تركوا الكرسي لغيرهم بطريقة أو بأخرى تحسنت أحوال النادي ونتائجه وتطورت ألعابه وأدرك أنصاره كم كانوا مخدوعين من قبل.
في إدارة الأندية كما في إدارة غيرها من المنشآت ليست العبرة في (كم صرفت؟؟) بل (كيف صرفت).. ربما صرفت (100 مليون) وحمَّلت ناديك ديوناً لا قِبَل له بها لكن النتائج لم تكن كما يجب، وربما لم يتجاوز الصرف الـ(40) مليونا ومع ذلك حققت معظم أهدافك وأنجزت معظم خططك.
عندما يريد البعض (التطبيل) لرئيس ما يرددون أنه صرف مبلغاً وقدره، وهم يدينونه دون أن يدركوا ذلك، ما فائدة الصرف إذا كان هدراً مالياً يذهب في أوجه لا قيمة لها؟ وما فائدة الصرف إذا كان يتجاوز حدود المعقول ويتجاوز سقف الإيرادات بكثير؟ وما فائدة الصرف إذا كان بعضه يذهب إلى خارج منظومة العمل، لكنه يحمل على ميزانية النادي بطريقة أو بأخرى لن يعدم المحاسبون من حلها؟؟.
أعود إلى حيث بدأت، وأقول رئاسة الأندية ليست عملية صعبة، لكنها تحتاج إلى: إحساس عال بالمسؤولية، إشراك المتخصصين الأكفاء (وليس المقربين) في صناعة القرار، التحلي بروح القائد الواثق من نفسه الذي يمنح العاملين معه الثقة العالية به وبعمله، وتحتاج من يتفرغ لها ويوليها جل وقته وكل اهتمامه.
الإدارة تحتاج إلى من يجيد التعامل المالي والإداري المؤسس بحيث يتم العمل على تحقيق إيرادات جيدة ثم الصرف بناء على تلك الإيرادات.. توزيع المسؤوليات وتحديد الصلاحيات داخل النادي، وضع خطط وأهداف وأدلة إجراءات واضحة يتم العمل بناءً عليها.
في النهاية: من يعمل جيداً ويجيد تدبير الأمور سينجح، وسيكشف أسباب فشل غيره بالتأكيد!!!!.
غياب الهلال والأبطال الجدد!!
منح غياب فريق الهلال عن بطولة الدوري السعودي الفرصة لظهور أبطال جدد، فقد فاز بها الفتح للمرة الأولى ثم النصر بعد غياب 19 عاماً، والآن يتنافس النصر والأهلي الغائب عن لقب الدوري 33 عاماً على اللقب، والهلال رغم عدم فوزه باللقب إلا انه كان ينافس لكن ليس بالشكل المعروف عنه، والمعروف عن الهلال في الغالب أنه يحسم الأمر باكراً، وأسباب غياب الهلال عن الفوز باللقب الذي يحمل رقمه القياسي واضحة وتعرفها جماهيره جيداً، وهي أسباب إدارية بالدرجة الأولى، ثم أخطاء الحكام بالدرجة الثانية، وأخطاء الحكام رغم قسوتها إلا أنه كان بالإمكان تجاوز المنافسين وتجاوزها لو أُعد الفريق بالشكل الذي يؤهله لذلك!!، والدليل أنه يغيب هذا الموسم حتى الآن بسبب تفريطه بنقاط ما كان لفريق يريد البطولة أن يفرط بها، وهو ما حدث في الموسمين الماضيين أيضاً.
فإدارة النادي لم تحسن اختيار المدربين لقيادة الفريق، وعندما كان الفريق ينافس الفتح على اللقب كان كمبواريه يعبث بالفريق وعندما طارت الطيور بأرزاقها تم تغييره!!.
وفي الموسم الماضي درب الجابر الفريق في تجربته التدريبية الأولى (!!) وفرط في النقاط في النقاط مبكراً وفي النهاية أُرهق في سبيل اللحاق بالمتصدر ولم يفلح، وأكرر.. لو نجح الفريق في جمع النقاط في المرحلة الأولى لتجاوز المتصدر وأخطاء الحكام.
وفي هذا الموسم فرط الفريق وفرط حتى توسع الفارق بينه وبين المنافسين وهو الآن مهدد حتى بفقدان المركز الذي يؤهله للحصول على البطاقة الآسيوية.
ولا يحتاج السؤال عن السبب فهو الإدارة السابقة التي تختار المدربين واللاعبين الأجانب والمحليين وتوقع معهم، وهي من تدير شؤون الفريق وتتابعه، وهي من يفترض أن تدافع عنه وعن حقوقه ومكتسباته وتقف في جانبه في الملمات والصعاب قبل الرخاء.
بطولة الدوري تحتاج إلى تعامل خاص وقد أثبتت المواسم الأخيرة أن من ينجح في جمع الغلة مبكراً يكون له الحظ الأوفر في تحقيق اللقب، لكن هناك من لم يستفد من الدروس.. فحصل ما حصل.
مراحل.. مراحل
- فوز الأهلي على النصر برباعية أمر طبيعي ولم يكن مفاجأة في ظل الفوارق الفنية الواضحة بين الفريقين.
- الهلال واصل انتصاراته في الدوري ولولا التفريط المبكر لكان الوضع مختلفاً.
- من فترة طويلة والهلاليون الناصحون يطالبون إدارة ناديهم بإحضار مهاجم حقيقي مع الشمراني... باختصار مثل عمر السومه (ما شاء الله عليه).
- ليس من الضروري أن يكون عقد اللاعب مرتفع الثمن لضمان نجاحه، إدارات بعض الأندية يجب أن تدرك ذلك.
- اللاعب تسبب في ضربة جزاء وصمت اعترافا بخطئه، ومن يحتج لاعبون لم يشاهدوا شيئاً.
- ما شاء الله هداف لفريقه وصانع أهداف للمنافسين.