علي الصحن
لو سألت أي متابع للمنافسات السعودية عن أشهر أخطاء الحكام في العقدين الأخيرين لما فاته أن يذكر مثلاً: (بلنتي الكاتو الشهير وهدف خميس العويران الملغى بتبرير النية وهدف نجران في مرمى النصر الملغى بداعي التسلل رغم أن الكرة دخلت المرمى من تسديدة بعيدة المدى و بلنتي دلهوم...قبل أن تأتي ضربة الجزاء النصراوية التي احتسبت دون وجود أي لاعب في منطقة الجزاء...) هذه خمسة أخطاء يعرفها الجمهور جيداً ولها أسماء شهرة عند الناس، وغيرها من الأخطاء المؤثرة على النتائج الكثير، بل إن هناك مباريات معينة ارتبط باسم حكمها لفرط ما وقع فيها من أخطاء.... الغريب في هذه الأخطاء أنها ارتبطت باسم عمر المهنا، إما حكماً أو مسئولاً عن التحكيم، والغريب أيضاً أن الأخطاء تتوالى، وهناك من يتحدث عن نجاح التحكيم المحلي، والغريب أيضاً أن اتحاد الكرة لم يحرك ساكناً أمام هذه الأخطاء التي تعصف بالمنافسة و تؤثر على مسارها، و اتحاد الكرة عندما يتحدث عن التحكيم فإنه يتحدث في الغالب عن نجاحات محدودة يحاول أن يضعها في صورة أكبر من صورتها الحقيقية مثل نجاح المرداسي في بطولة آسيا ونجاح الخضير في نهائي كأس ولي العهد، لكنه يقف صامتاً أمام جملة الأخطاء التي بُح صوت الأندية من الحديث عنها، وجعلت بعضها يصدر بيانات تعرض الأخطاء التي تعرضت لها، والمشكلة أن معظم الأخطاء لا تقع من حكام جدد فنقول يتعلمون مع الوقت ويكسبون الخبرة مع توالي المباريات، لكنها تقع من حكام الخبرة ومن هم على مشارف الاعتزال ممن يقعون في أخطاء بدائية لا يمكن تبريرها مهما قلبنا في كتب الأعذار!!
الحديث عن التحكيم و الحكام لا ينتهي، ومطالب تطويره من أهم سياسات السلطات الرياضية في العالم، فشل التحكيم يعني فشل أي منافسة، وقتل روح العدالة فيها، وتطوير التحكيم لن يتحقق بمجرد إقامة معسكر حكام في الصيف أو دورات تعقد هنا أو هناك، أو ندوات يحاضر فيها خبراء، أو لقاء شهري نقول فيه للحكام أخطأتم ثم يذهبون للملعب ويقعون في نفس الأخطاء من جديد!!
في كأس العالم و البطولات التي تدار باحترافية عالية عندما يخطئ الحكم فإنه يعاد في أول طائرة إلى بلاده ويعلن ذلك للجميع حتى يدرك بقية الحكام أنهم ليسوا في مأمن من العقوبة، ليس من العدالة ولا الحصافة أن يوقف الحكم بسرية تامة، وليس من العدالة أن تكون العقوبة مجرد إيقاف جولة أو جولتين وكأن المسألة لا تتجاوز (رضاوة) للفريق المتضرر... عندما يخطئ الحكم لابد أن يعاقب بحجم خطأه...فهل كل الأخطاء مثل (بلنتي دلهوم وبلنتي النصر أمام الخليج التي احتسبت دون وجود أي لاعب في منطقة الجزاء ) إذا أردنا أن نطور التحكيم علينا وضع خطة عمل جديدة بعد أن أثبتت الخطط السابقة أنها تدور في فلك واحد وما من فائدة أو تطوير يرجى منها!... وعندما نريد أن نطور التحكيم علينا تكليف فريق عمل يضم مزيجاً من الخبرات -لأن مجرد مؤهل حكم سابق أثبت فشلاً منقطع النظير طوال الأعوام الماضية- على أن يترأس الفريق رجل إداري يجيد رسم الخطط وتوزيع المسؤوليات والصلاحيات واختيار الكفاءات العاملة معه... وعندما نريد تطوير التحكيم فعلينا من الآن خلق جيل جديد بعد أن تواصلت أخطاء الجيل الحالي الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه توقف عند نقطة معينة يصعب عليه تجاوزها... وعندما نريد تطوير التحكيم على اتحاد الكرة أن يقول لعمر المهنا وفريق عمله... شكراً على ما قدمتموه من جهد..فقد حان وقت التغيير!!
تميز جمهور الاتحاد.. ومروءة الحميد
- في الجولة الماضية شدني أمران أكدا أن مجتمعنا الرياضي ما زال بخير، وأن فيه بقية من صفحات تشع بياضاً يجب أن نحافظ عليها و نعزز من قيمها..
- الأولى التيفو الاتحادي الذي حمل عبارة حبيبي يا رسول الله، وهو التيفو الذي كان حديث الجميع و محل ثنائهم وتقديرهم حيث حمل رسالة واضحة وحقق جملة أهداف لا تخفى على أحد.
- الثاني تغريدة لعضو المكتب التنفيذي بنادي التعاون الأستاذ (عبدالعزيز الحميد) بعد نهاية مباراة فريقي الرائد والعروبة التي انتهت بفوز الأول قال فيها: (ألف مبروك لجميع عشاق رائد التحدي والله يديم أفراح قطبي بريدة).. إحدى عشرة كلمة حملت الكثير والكثير من المعاني والدروس.. الحميد بارك لجميع عشاق الرائد رغم المنافسة الحامية بين فريقهم وفريقه، وبارك لهم فوزاً مهما عزز من حظوظ فريقهم بالبقاء في الممتاز وهو أمر لم يخف بعض المتعصبين نقيضه و أمام الملأ!! وبارك لهم قبل مباراة فريقه وفريقهم المرتقبة... وعندما بارك للرائديين وصف فريقهم بوصف يرددونه ويحبونه وهو لقب (رائد التحدي) ثم دعا للفريق بالتوفيق!!... شكراً للحميد على هذا النبل وهذه المروءة وهذه الروح...وليت الجميع يسير على نفس الدرب والنهج.
مراحل... مراحل
- سامي الجابر وكارينيو تنافس فريقيهما الموسم الماضي على البطولات السعودية، لكنهما فشلا -حتى الآن- في مهامها مع العربي القطري والوحدة الإماراتي!!
- تتكرر الأخطاء و يتغير المنافسون و المستفيد واحد!!
- بعضهم يظهر في البرامج الرياضية بشكل يدعو للشفقة، ومع ذلك لا يخجل من نفسه والجميع يستهجن ما يقول حتى من يشاركونه الميول!!
- مهمة الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا بغض النظر عن نتائج الجولة الأولى ستكون أصعب من ذي قبل.
- بلنتي دون وجود أي لاعب في منطقة الجزاء: هل تستحق الدخول في كتب الغرائب والعجائب أو في كتب الأوليات أو في موسوعة جينيس... أم فيهم جميعاً؟؟