نجيب الخنيزي
تحت هذا الشعار أطلقت هيئة الأمم المتحدة نداءها هذا العام بمناسبة 8 مارس اليوم العالمي للمرأة طارحة هدف تحقيق المساواة بين الجنسين تحت عنوان نحو كوكب 50-50 مع حلول 2030 ، معتبرة هذه المناسبة هو يوم للتأمل في المحرز ويوم للدعوة إلى التغير والاحتفال بشجاعة عموم النساء اللواتي اضطلعن بدور استثنائي في تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن وما يبدينه من تصميم، إزاء ممارسة حق كل امرأة وفتاة ممارسة خياراتها مثل المشاركة في الحياة السياسية والحصول على التعليم ومصدر للدخل والعيش في مجتمعات خالية من العنف والتمييز.
وفي اليوم العالمي للمرأة 2015 يتم تسليط الضوء على إعلان ومنهاج بكين معتبرة انه بمثابة خارطة طريق تاريخية وقعت من قبل 189حكومة منذ 20 علما في العاصمة الصينية.
أبرز منهاج عمل بكين يتضمن التعليم بوصفه حقا من حقوق الإنسان وأداة أساسية لتحقيق أهداف المساواة والتنمية والسلم وحث الحكومات على القضاء على أوجه التفاوت بين الرجال والنساء في الحصول على التعليم والنتائج التعليمية على جميع المستويات وفي جميع أشكال التعليم بما في ذلك التعليم الابتدائي والثانوي والعالي والتدريب المهني ومحو أمية الكبار.
غير انه انطلاقا من التجربة التاريخية لاستهدافات الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة يتبين البون الشاسع ما بين الآمال والتطلعات والنتائج المحرزة على الأرض، وينطبق ذلك على مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها البشرية مثل الفقر والبطالة والتلوث البيئي وقضايا الأمن والسلم في العالم.
لا شك أن المرأة بوجه عام قطعت شوطا كبيرا على صعيد نيل حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية، غير أن هناك بعض المناطق وتحديدا في بلدان الجنوب ومن بينها المنطقة العربية لا يزال أمام المرأة تحديات ومعوقات جدية تحد من تمكينها في المجالات المختلفة، ومع أنه تم إحراز بعض التقدم في السنوات الأخيرة في بعض البلدان العربية ومن بينها بلادنا وخصوصا على صعيد التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة، غير أن وضع المرأة أخذ في التردي في العديد من البلدان العربية وخصوصا تلك التي تشهد صراعات وحروبا أهلية على غرار ما هو حاصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان والصومال وغيرها، حيث تعاني المرأة من ويلات التهجير والقتل والاغتصاب وزواج القاصرات وفقدان العمل والمعيل ووصل الأمر إلى استرقاق واستعباد النساء والأطفال وبيعهن كجوار وريق في أسواق ما يعرف بـ(داعش)، والمقرف أن الممارسات الوحشية لداعش وشريكاتها تتغلف زورا بالإسلام.
على صعيد بلادنا لا شك أن المرأة قطعت شوطا مهما على صعيد نيل حقوقها وخصوصا على صعيد التعليم حيث تفوق نسبة النساء مقارنة بالرجال في مختلف مراحل التعليم وخصوصا التعليم العالي، كما زادت نسبة مساهمتها في بعض مجالات العمل وتحديدا في القطاع الحكومي، ناهيك عن تفعيل مشاركتها في الحياة العامة مثل مجلس الشورى والمجالس البلدية والأندية الأدبية وغرف التجارة والصناعة، كما سنت بعض الأنظمة الزاجرة المتعلقة بالعنف الأسري ، غير أنه لا يزال هناك العديد من المعوقات الموضوعية والذاتية التي تحد من مشاركتها الفاعلة في المجالات المختلفة، نذكر من بينها الذهنية الأبوية - الذكورية السائدة والمترسخة لدى شرائح واسعة في المجتمع ولدى بعض القوى المتنفذة، والتي تعيش ما يمكن أن نطلق عليه رهاب (فوبيا) المرأة.
لقد سعدت بحضور الأمسية الاحتفائية التي نظمها الملتقى الثقافي مساء يوم الخميس 12 مارس من الشهر الجاري، و التي حضرها حشد كبير من الجنسين وخصوصا من الفئة العمرية الشابة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي وقد أدارت الأمسية باقتدار الأستاذة شادية البيات.
كانت فقرات الحفل متنوعة ومبهجة حيث تضمنت معرضا تشكيليا للفنانتين المبدعتين منى النزهة ومهدية آل طالب اللتين ألقتا كلمتين للتعريف بتجربتهما الفنية، وبدورها ألقت الأستاذة شادية البيات كلمة الملتقى الثقافي، كما جرى عرض فيلم قصير صادر عن الأمم المتحدة بهذه المناسبة، كما تم عرض فلمين هما فلم «رائدات الغناء في العراق والخليج «بمشاركة الأستاذة سمر البيات وفيلم حورية وعين» للمخرجة السعودية شهد أمين، بمشاركة جمعية الثقافة والفنون بالدمام التي يترأسها الصديق الشاعر المبدع أحمد الملا، على صعيد الأدب والموسيقى، ألقت الشاعرة أزهار آل بريه والقاص حسين السنونة بعض نصوصهما الإبداعية، كما كانت الموسيقى حاضرة بمشاركة الفنان محمد عبد الباقي الذي لحن وغنى قصيدة الصديق الشاعر الكبير علي الدميني المعنونة «صباح النساء»، وقبل أن أختم أود التنويه بالجهود المضنية التي بذلها الصديق الشاعر القدير غسان الخنيزي في تنظيم فقرات الاحتفائية.