خالد الربيعان
أغنى أندية العالم ريال مدريد دشن منذ أيام أضخم صفقاته على الإطلاق والمقدرة بـ 500 مليون يورو أي نصف المليار مع شركة «سيبسا» الإماراتية في إسبانيا، وبموجب تلك الاتفاقية سيتغير اسم ملعب «سانتياجو برنابيو» إلى «أبو ظبي برنابيو»!
المثير للإعجاب أن تلك الشركة المملوكة لإمارة أبو ظبي قد فازت بحقوق تسمية هذا الملعب العريق بعد منافسة مع من؟ مع شركتي «كوكاكولا» و»مايكروسوفت»! استاد مدريد العتيق الذي يعود إنشاؤه للعام 1947 سيحمل هذا الاسم العربي لمدة 20 عاماً يتربح فيها الريال 25 مليون يورو سنوياً، أي أن إدارة النادي قد ضمنت صفقة كبيرة كل موسم لمدة 20 عاماً! ثم لا تسألون عن كيفية تحقيق الأندية للبطولات، فالإجابة أولاً وأخيراً تكمن في مفهوم التسويق الرياضي الناجح! لاعبو مدريد يتقاضون رواتب تبلغ 460 مليون جنيه استرليني بموجب آخر احصائية لرواتب الفريق في موسم 2014، وبموجب الصفقة الأخيرة ستزيد أيضاً قيمة رواتب اللاعبين، مما يعني تمسك اللاعبين بالنادي وبقاءهم فترات طويلة مما يحقق استقراراً كبيراً وثباتاً للمستوي!
من ناحية أخري فإدارة الريال في اختياراتها الأخيرة للتعاقد مع الرعاة والشراكات الإستراتيجية يمكن تدريس أسلوبها في الاستثمار والتسويق الرياضي حيث أيقنت بغريزة رجل الأعمال المحنك أن هذا هو عهد الاستثمار العربي بلا منافس بعد تجارب ناجحة كان أولها تملك المصري محمد الفايد لفولهام الإنجليزي وعاصم علام لهال سيتي الإنجليزي وماجد سامي لـ»ليرس» البلجيكي، وبيع مانشستر سيتي إلى ملاكه الإماراتيين بقيمة 200 مليون استرليني، ثم بيع سان جيرمان لمؤسسة قطر بـ100 مليون يورو وبيع حقوق ملعب الأرسنال ليصبح ملعب الإمارات مقابل 150 مليون يورو!
هذه الغريزة التسويقية الناجحة لمسئولي الريال والتي ترى المستقبل جيداً تأكدت صحة اختياراتها المرة تلو المرة عندما بدأت سلسلة الاستثمار الرياضي مع المال العربي، فكانت صفقة الرعاية مع طيران الإمارات مقابل 120 مليون يورو، بموجبها أصبحت طيران الإمارات تعلن بشكل يومي وبشكل مكثف وعشوائي وعبر كل وسائل الإعلام بلا استثناء على قميص ريال مدريد حيث نشاهد أفضل وأشهر لاعب في العالم مثل كريستيانو رونالدو يحتفل بأهدافه بعد تسجيلها ليظهر أمامنا بقميص يحمل اسم الشركة العملاقة وهو أسلوب قائم بذاته في عالم التسويق الرياضي لا يكفي هذا المقال للخوض فيه!
من ناحية أخرى يجب ألا نغفل ذكاء المستثمرين العرب، فالرعاية الآن عربية بالكامل لقطبي الكرة الإسبانية، وعندما سألوا خبير التسويق الرياضي «خوزيه دي ليبانا» وهو أستاذ بجامعة برشلونة عن رؤيته لذلك قال إننا نرى أن المستثمرين العرب يدفعون مبالغ كبيرة ولكن الحقيقة أن تكلفة الإعلان عبر وسائل أخرى تتمكن من الوصول إلى أعين تلك الأعداد الهائلة من الناس ستكون أكبر بكثير، ولهذا فإن تلك العقود تعد رائعة من الناحية الاقتصادية!
وماذا بعد.....؟
طيران الإمارات بجانب رعايتها لمدريد وميلان وأرسنال وهامبورج هي أيضاً ترعى جميع سباقات السيارات «فورمولا وان» وبطولة الاتحاد الدولي للرجبي وبطولة أستراليا المفتوحة للجولف وكأس العالم للكريكيت وسلسلة بطولات الولايات المتحدة وبطولة دبي وبطولة إيطاليا وبطولة رولان جاروس للتنس!