خالد الربيعان
آرسن فينجر مدرب أرسنال ظاهرة لا يلتفت لها إلا المهتمون بالجانب المالي من كرة القدم، ما الذي يجعل من رؤساء أرسنال يجلسون هذا الرجل على كرسي المدير الفني لـ18 سنة كاملة لم يحقق فيها إلا 3 بطولات دوري و5 بطولات كأس! الإجابة تكمن في أن هذا الرجل يعتبر تاجراً، يجلب المال للنادي فقط في المقام الأول، وإذا فاز ببطولة في الطريق فلا بأس، هذا هو سر «فينجر» العجيب والذي لم يلتفت إليه أحد!
بمرور السنوات وبالنظر جيداً في مسيرة هذا الرجل تتضح سياسة نادي أرسنال حيث يمكن اعتباره شركة تحت مسمى «نادي رياضي»!
لم يستطع أي مدير فني أو أي تاجر في رأيي الشخصي استخراج الجواهر غير المكتشفة من انحاء الأرض كما يفعل هذا الرجل، ولم يستطع أحد التجار جلب هذا الكم من المال في الصفقة الواحدة بنسب مكسب تتعدي الـ20 ضعف ما أنفقه فيها كما يفعل هذا الرجل!
فينجر في عام 97 شاهد مراهقا أسمر مكتئبا يجلس علي دكة احتياط باريس سان جيرمان، هذا الفتى كان « أنيلكا» الفرنسي، اشتراه فينجر بـ 368 ألف جنيه استرليني فقط!، ليبيعه بـ22.3 مليون جنيه إسترليني لريال مدريد بعد سنتين!!
صفقات كالقنابل تتحدي أي تاجر في أي تجارة مشروعة أن يأتي بمثل أرباحها، هذا ناهيك عن إشهار كل هؤلاء النجوم بعد أن كانوا لا شيء!، في 1998 استقدم الفرنسي «ايمانويل بيتي» مقابل 2.5 مليون استرليني، والهولندي «أوفرمارس» بـ 7 ملايين ليبيعهما معاً إلى برشلونة بعد سنتين بـ 32 مليون استرليني!!
والآن انظر لهذه الأسماء وهذه الأرباح ولتتخيل معي فرحة إداريي أرسنال بهذه الأموال وبهذا التاجر العجيب الذي سبق مفاهيم الاستثمار والتسويق الرياضي قبل أن توضع تعاريفها!، اشتري هنري من يوفنتوس بـ11 مليونا استرلينيا ليصنع نجوميته ويبيعه لبرشلونة بـ18 مليونا!
اشترى «فييرا» من ميلان بـ3.5 مليون استرليني ليبيعه إلى يوفنتوس بـ20 مليون يورو!، اشترى الهولندي «بيركامب» رمز الأرسنال من انتر مقابل 7.5 مليون استرليني!، قام بجلب الإيفواري «توريه» مقابل 150 ألف استرليني وباعه لمانشستر سيتي بـ 16 مليونا!!، استقدم «فان بيرسي» الرهيب من «فينورد» بـ 3 ملايين وباعه ليونايتد مقابل 24 مليون!!، اكتشف « فابريجاس» وهو عنده 16 عاماً واستقدمه مقابل لا شيء تقريباً ليبيعه لبرشلونة مقابل 35 مليون استرليني!!
حتى «دي ماريا» حديث العالم خلال الفترة الماضية اكتشفه «فينجر» عندما كان يبلغ من 17 عاماً وقال عن ذلك: شاهدناه في بطولة دولية وأردنا التعاقد معه، ولكنه ذهب في البداية إلى بنفيكا ثم الريال، لماذا؟ لأنه لم يستطع الحصول على تصريح عمل في إنجلترا»!!
على كل صاحب ناد إذا أراد أولاً مدرب بعقلية مستثمر أن يبحث عن مدير فني بعقلية المسوق الرهيب «فينجر»، وعلى كل مستثمر كروي أن يقرأ تاريخ هذا الرجل ليعرف كيفية صناعة النجومية والأرباح القياسية من العدم!!
أسماء أخرى للاعبين الذين جلبهم هذا الرجل وصنع أسماءهم في عالم كرة القدم, من هذه الأسماء: أشلي كول وكانو والحارس ليمان وروبرتبيريز وفريدريك ليونبيرجوجيلبرتو سيلفا وألكسندر سونج وسيلفينيو وهليب وويلتورد!،
ملعب الإمارات
فينجر بعيداً عن تجارة اللاعبين، كان هو السر وراء صفقات أخرى مثل صفقة بيع حقوق ستاد أرسنال (الهايبيري ) ليتحول إلى «ملعب الإمارات» في صفقة بلغت قيمتها 150 مليون يورو، وكانت أعلى صفقات الرعاية حتى سنوات قليلة!