أمل بنت فهد
القانون دون خطــة تطبيــــق.. ودون رقابة توضح مدى العمل به.. وبلا خطة إعلامية لنشر ماهيته وأبعاده وحدوده.. مجرد حبر على ورق.. يعمل به وفق الاجتهادات الذاتية.
وفي المجتمعات البسيطة والسطحية يكون ثقل الأداء متكئ بحمله الضخم على احتمالات حسن النية وتوقع الرقابة الذاتية.. وهنا تحديداً يعزف الظلم وترقص له الفوضى.. وتنمو جذور الفساد حتى يكون لنباتها ظلال الظلام والخطيئة.. وتجتمع اللصوص لتسن قانون الغاب الذي يناسبها.
فالقانون بكل مستوياته.. كالقانون الذاتي الذي تسنه لخطواتك.. أو لأسرتـــك وأصدقائك.. مروراً بعملك.. وانتهاءً بدولتك والدول الأخرى.. لا يمكن أن نقول عنه أنه قانون صحيح أو خاطئ.. مفــيد أو مضر.. إلا بعد مـروره من بوابة الكيف والكم.. وتقادم بعض القوانين والأنظمة في منشآت عمرها كبير دون تجديدها ودراسة أثرها وحتى تغييرها.. رغم أن المخرجات تصرخ بأنهــا دون المستوى المأمول والمطلوب.. ورغم تغير الظروف التي سُنت لأجلها.. ورغم تغير الكادر البشري نوعاً وكماً.. وتغير التقنية والبيئة.. إلا أن القانــون نفسه باقٍ ومتحدياً ويُستند عليه دون أن تجد مبرراً لبقائه صامداً!
فماذا يعني أن تمر السنين والأمور تُفعل بذات الطريقة التي بدأت بها دون جرأة السؤال لماذا نفعلها بهذه الطريقة مرة بعد مرة.. ولماذا لا يكون هناك طريقة أخرى.. وما جدواها!
وعلى المستوى الشخصي.. إن كان لديك قانون أثري.. هل وقفت مرة لتناقشه مع ذاتك.. وهل سألتك نفسك عن سبب فرضه عليها.. أهو قيد عتيق.. أم خندق حماية.. أم إرث مضطر أن لا تُفقده أصالته.. أم أنه تراكم العادة ولم تسنح لك الفرصة لنبشها والتفتيش بين طياتها.
أي قانون وضعه إنسان.. لابد أن يكون له عمراً افتراضياً متى انتهى فإنه يوضع على طاولة التشريح دون قداسة.. للتأكد من فاعليته وحياته.. وإن كان ينبض وفق إيقاع الحياة أم أنه بعيداً عن الواقع.. ماذا قدم وماذا أخر.. هل خدم الإنسانية حسب ما وضع له.. أم أنه عائق.
هل يعمل تلقائياً أم أنه لا يتحرك إلا بحسب الضرورة أو وفق الطوارئ والنكبات.
أهو قانون حقاً.. أم خط وهمي.. حازم أم يخضع لمزاج القفزات بحسب الجاه والمنصب.. يحفظ الحق أم يمنح القوي ميزة السلب.. أهو أداة حرية أم سوط عبودية!