أمل بنت فهد
الوصف الدقيق لأي أمر مهمة صعبة.. والأصعب أن تجده دقيقاً فعلاً ولم يفوت تفاصيل مهمة. فكيف بالرتوش التي قد يراها سين من الناس غير مهمة.. في حين يضعها صاد من الناس موضع المعيار!
هل حضرت يوماً حفل تكريم ولم تر في وجوه الحاضرين مسحة قهر لأن المعيار تجاوزهم؟
بل هل لاحظت أن مؤسسة ما.. يفوق عدد موظفيها الآلاف والتميز كان نصيب مائة منهم.. في محفل مهيب تظن أنها تقدم من خلاله نخبة، وهي في حقيقة الأمر تقدم بلاغاً عاجلاً عن خلل في منظومتها.. فالتميز خلطة وحصيلة معايير لمسارات عدة.. كيف لها أن تقدم الإنسان في قالب محدد.. بكل غموضه وجنونه وإبداعه.
التميز حصيلة الجودة.. والجودة مصب أنهار المواهب والمهارات.. وسام التميز الذكي يأخذ في اعتباره مسارات عدة.. بحجم العمليات التي تتم من خلالها النتيجة.. تبدأ من العامل البسيط وتنتهي عند رأس الهرم.. فكل فرد في مكانه يقدم وظيفة لتحقيق النتيجة.. لذا النجاح لا يمكن بأي حال اختزاله في فرد أو مجموعة صغيرة.. وإذا حدث ذلك فإما أن المعايير عبثية.. أو أن التميز بحسب العلاقات والواسطة والمحسوبية و.. و.. و.. إلخ.. ولا شأن لها إطلاقاً بنجاح المؤسسة وتطويرها.
فمن أبدع بالتخطيط يحظى بتميز التخطيط.. ومن تفوق في ابتكار الجديد يحظى بجائزة الابتكار.. ومن سبق الجميع في الإنتاجية فله جائزة الإنتاج.. ومن تغلب على وقته وحافظ على الدوام فله جائزة المواظبة.. ومن تعامل بمهنية وإنسانية فله التميز الأخلاقي.. و.. و.. و.. إلخ.
لذا فإن المؤسسة الذكية تستطيع أن تميز بين المواهب والمهارات وتزيد من حصيلة الفائزين في محيطها.. لكن لو فكرت أن تجمع كل ذلك في إنسان واحد.. فهي مجنونة وعمياء.. ولن تجد الولاء والتفاني وإن بلطت البحر.
المدير الذي لا يعي أهمية الاختلاف وتنوع المهارات.. يكسب العداء والتخاذل من موظفيه.. ويثير حسد ومنافسة غير شريفة.. هدفها إرضاء مزاجه الشخصي.. وليس نجاح الفريق بأكمله.. مثله مثل الأب الذي يفرق بين أبنائه بحسب برّهم وخدمتهم له.. فالأفضلية بينهم مشروطة بمصالحه الشخصية.. ونسي أن ابنه الذي يملك حساً عالياً من المسؤولية خليفة طيبة لبيته.. وابنه الذي يملك مهارة تجارية مصدر رزق لبيته و.. و.. و.. إلخ.
لذا فكر قبل أن تمنح وساماً.. كيف تقسمه بذكاء وتنعم بروح الفريق.