صيغة الشمري
يبدو أن مدينة الرياض لن يرتاح جسدها من عمليات الحفر والدفن بحجة بناء الطرق، وطوال حياتي في هذه المدينة الطيبة لم أشاهد مشروعاً للطرق تم إنجازة بسلاسة ويسر ودون تعقيدات، حتى أصبح عند أهالي الرياض اعتقاد بأن تلك المشاريع لن يرونها تنجز في حياتهم بل سينتفع بها أحفادهم وأولادهم. كذلك مدينة جدة ليست أحسن حالا من أختها، هذا وهما أهم مدينتين في السعودية وأكثر سكانا.
الشي العجيب أنك عندما تبحث في الأسباب تدخل في دوامة من الحقائق المتناقضة أو المستغربة التي لا تقع في أي بلد في العالم إلا عندنا، كتبت أكثر من مرة حول طريق الملك عبدالله - رحمه الله - والذي زرع قناعة لدينا بأنه لن ينجز خلال سنوات حياتنا، بل ستستمر فيه أعمال الحفر والتحويلات إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، طريق دائري جدة الشرقي لم ينجز منذ 8 سنوات مضت، وعذر المسئولين في ذلك أن كبر حجم المشروع هو السبب وكأنهم لم يعرفوا حجم المشروع إلا بعد أن تورطوا ببنائه، الشيء المضحك أن عذر كبر حجم المشروع لا يبدو صحيحا إذا عرفنا أن مسافة الطريق تبلغ 80 كيلو مترا، أي ما يقارب انجاز عشرة كيلو مترات في السنة الواحدة، بحسبة أخرى يقومون بانجاز 800 متر من الطريق خلال شهر كامل، وهذه نسبة انجاز قليلة جدا يكاد ينجزها مجموعة أفراد وليس شركات بناء متخصصة. بمعنى أن كبر حجم المشروع لا يمكن قبوله كعذر من أعذار تأخر انجاز دائري جدة الشرقي، وعليهم اختيار عذر يقبله العقل والمنطق. كذلك مشروع جسور ما يسمى بالمعيزلية، وهو الجسر الذي انفجرت تحته ناقلة الغاز في شرق الرياض، انتهت مهلته المحددة ولم تشفع له ميزانيته الضخمة التي تجاوزت النصف مليار في تسليمه بوقته المحدد، في دليل واضح أن المواطن هو آخر ما يعمل حسابه في مثل هذه المشاريع.