صيغة الشمري
إذا أردت أن تضحك ويتسع صدرك الضيق من ضغوط هذا الزمن الغريب ما عليك سوى أن تتأمل حال إدارات الأندية الرياضية في بلادنا؛ ستفهم أشهر قانون إداري ماركة سعودية، أشهر قانون إداري صنع في السعودية، ولا يستخدم في أي من دول العالم عداها،
وهو قانون «البركة»، أي أن الأمور تدار وتمشي «بالبركة»، وكثير من أمورنا تدار بهذه الطريقة. أكثر «بركة» تُدار بها الأمور تجدها في أندية كرة القدم السعودية. الباب مفتوح على مصراعيه للجميع أن يصبح أشهر من علم في رأسه نار، دون شيء. إن كنت تريد أن تصبح رئيساً للأندية ذات «الخمسة نجوم» لا بد أن يكون معك داعمون كبار، يتعهدون بمنحك «شرهة» بين فترة وأخرى، بحيث يضيع المبلغ بين العقود الكثيرة دون أن تستطيع أكبر شركة محاسبة رصد مالك وما عليك أثناء سنوات توليك رئاسة النادي، بتحويل المبالغ التي تأتيك من الداعمين إلى حسابك، ومن ثم تحويلها إلى النادي واحتسابها كديون في ذمة النادي. وإن كنت تريد رئاسة أندية المنتصف والمؤخرة فهي لا تحتاج أي جهد يذكر سوى قدرتك على التظاهر بالقوة المالية لتسيير أمور النادي، ثم بعد ذلك تفعل كما يفعل بعض رؤساء الأندية الكبرى الذين علَّموا زملاءهم في الأندية الصغيرة كيفية «البلف» دون أدنى مسؤولية قانونية. دعوكم مما يقوله بعضهم في الإعلام؛ قلة منهم يدفع من حر ماله عشقاً لناديه وانتماء لألوانه.. قلة منهم يحق له أن يقول إنه خسر من ماله ووقته في سبيل ناديه، ومن هؤلاء عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال، يغادر الهلال وقد منح عشاقه سبع مناسبات للفرح من خلال تحقيق 7 بطولات، كتب استقالته وسيرحل، في درس لجميع من يرأس أي ناد سعودي.. مهما فعلت، ومهما أنجزت، ستجد نفسك مغضوباً عليك؛ يطالبك الجميع بالاستقالة، ينسون كل ما فعلت، ويذكرون كل ما لم تستطع فعله.. هذا هو كرسي الهلال، يحرق الأعصاب!