صيغة الشمري
علينا أن نشكر عضو لجنة إصلاح البين والمستشار الأسري الذي قال بأن نسبة الطلاق في السعودية بدأت تدق ناقوس الخطر، كما أفاد بأن غالبية حالات الطلاق تقع بين الأزواج المتزوجين حديثا في نسبة بلغت 40% من مجموع المتزوجين سنويا، استبشرت خيرا وأنا أقرأ كلام عضو لجنة إصلاح البين ولكن لم يدم فرحي حتى شعرت بالبين والغبن يجتاح أضلعي وأنا أكمل بقية حديثه عن الحلول التي يقترحها للتخفيف من حالات الطلاق في السعودية..
والتي كان أولها أن قام عضو اللجنة المذكور بدعوة أصحاب القرار إلى استنساخ التجربة الماليزية في إلزام الزوجين بحضور دورة «رخصة الزواج»، وهذا الكلام هو تصريح لتسويق الذات عبر الإعلام وهي موضة أصبحت صناعة سعودية لايتقنها سوانا في عدم الإحساس بالمسؤولية بما نصرح به عبر الإعلام لأنه ليس هناك جهة يهمها سمعة السعودية عبر الإعلام العالمي والعربي، ابحث عن الشهرة وقل ماتريده أن يجعلك حديث العالم واجعل نفسك وبلادك وشعبها أضحوكة أمام سكان الكرة الأرضية واذهب لبيتك ونم بسلام فليس هناك قانون يحاسب المسيئين لسمعة بلادهم، قل إن الأرض لاتدور، قل نريد دورات زواج ماليزية، قل إن قيادة المرأة يضر المبايض، قل إن لبس الطفلة قد يفتن أباها، قل ماتقل واشتهر واجمع من الإتباع المغردة بما تغرد دون عقل وبصيرة، الحبل متروك على الغارب لمن يعبث، وبمن يتربص، وبمن يبلبل، إن هذا التصريح للذي يطلب فيه باستنساخ التجربة الماليزية كمن يطالب بتدريس مقررات الجامعة لطالب مرحلة ابتدائية، عضو لجنة إصلاح البين وأشباهه هم سبب استمرار البين فوق رأس المرأة السعودية، والله لو سلمنا من بعض أعضاء لجنة إصلاح البين ماشتكينا من بين أو مظلمة طالما أنهم ينظرون لمشاكل اجتماعية عميقة بهذة النظرة السطحية التي لاهدف منها سوى الظهور الإعلامي، بالله عليك ياعضو لجنة البين هل ثقافة الشاب الماليزي تشبه ثقافة الشاب السعودي وبالذات حول الزواج، الشاب الماليزي يختار شريكة لحياته والشاب السعودي يختار شريكة لملابسه وأكله وشربه أما حياته فليس فيها مفهوم لثقافة المشاركة!
بالله عليك ياعضو لجنة البين هل يستطيع الزوج الماليزي أن يفصل زوجته من عملها غصبا عنها لأنها رفضت أن تشتري له سيارة من راتبها، بالله عليك ياعضو لجنة البين هل يستطيع الماليزي أن يصطحب امرأة أخرى غير زوجته للمحكمة لتوقع بدلا عن زوجته زورا ليستولي الزوج على أملاكها؟! قبل أن نطالب بحلول دول العالم الأخرى علينا أن نفكر بواقعية ونترك حب الظهور والتنظير جانبا، حتى لايحوم فوق رؤوسنا غراب البين، فأنت لن تحصل على بيت زوجية بمواصفات ماليزية قي السعودية حتى لو أرسلت الأزواج السعوديين كمنح دراسية زوجية في ماليزيا، مهما قام الماليزيون بتدريس الزوج السعودي لن يتخلى عن سلطاته التي منحها إياه المجتمع مثلما تجلب مدرسين من الغرب ليدرسوا أبناءنا ضرر السرعة الجنونية التي تحصد أرواحهم يوميا لأن هذا الحل قد يضر المدرسين أنفسهم إذ ربما تجدهم قد تعلموا (التفحيط) على يد أبنائنا! اقترح أن (نفك) ماليزيا من شرنا ونعالج مشاكلنا الاجتماعية علاجا داخليا يحافظ على سمعتنا ويقدم الفكر والفعل على الهذر والتنظير!