صيغة الشمري
في الأيام القليلة الماضية تم تداول مقطع بسرعة البرق يوضح احدى عربات (التلفريك) وهي تحترق بشكل مأساوي وموجع للقلب وكتب تحب المقطع المؤلم أن هذا الحريق يخص احدى عربات تلفريك الهدا في الطائف، واتضح فيما بعد أن هذا المقطع ما هو الا مقطع تمثيلي تم تسجيله لصالح احدى الفضائيات الفلسطينية حيث تم استخدام مفرقعات نارية أدت إلى نشوب الحريق في العربة، وقد تم انقاذ من هم داخل العربة دون أي اصابات تذكر.
انتشار هذا المقطع بيننا لم يكن بسبب الحريق بل بسبب انه يخص تلفريك الهدا في الطائف حيث ساهم كل من قام بإرسال المقطع باثارة البلبلة وارباك الناس في موضوع من مواضيع الانترنت اليومية الكاذبة، وهو مثل المئات من المقاطع التي تداولناها وفي نهاية المطاف اتضح عدم صحتها، ولو فكرنا قليلاً بمشاعر الأمهات والأهالي الذين كان أطفالهم أو أناسهم في تلفريك الهدا لما قمنا بارسال المقطع حتى لو كان صحيحاً لاسمح الله، كم من أم مسكينة ستنهار وقد تصاب بمكروه عندما تشاهد مثل هذه المقاطع في أماكن يتواجد فيه اطفالها، كم من عائلة لها اقرباء في الطائف سارعت بالاتصال للاطمئنان على ذويها، كم من جهة أمنية استنفرت تحسباً لأي طارئ قبل ثبوت عدم صحة المقطع، مقطع تمثيلي تافه تسبب في كل هذا الارتباك، والذي قام بارسال المقطع قد لايعلم نتائج فعلته الدنيئة عن جهل، وقد يعلم تماما ماذا سيحدث مثل هؤلاء المغرضين الذين يريد اثارة البلبلة وزعزعة الأمن الوطني، وهذا المقطع يستفاد منه أن أغلب مقاطع الانترنت التي يتم يتداولها إنما هي مقاطع مفبركة يسعى أصحابها للعبث والتسلية أو للعداوة والبغضاء، وفي كلا الحالتين نحن في غنى عن أن نكون وسيلة نقل لهؤلاء السذج والمبغضين، نحن في غنى عن أن نكون كالحمار الذي يحمل أسفاراً ننقل ما نجهل حقيقته، نساهم في ارباك مجتمعنا وأمن بلادنا ونحن لسنا مجبرين إلا بدافع الفضول أو الجهل، لسنا بحاجة لجهات رسمية تسن قوانين تحافظ على قلوب الأمهات وأعصاب الآباء، لنفكر بقلب الأم وعقل الأب قبل إرسال أي مقطع مثل هذه المقاطع، لو فكرنا قليلا قبل إرسال أي مقطع لما أرسلناه لأننا بكل بساطة لن نستفيد شيئاً من ارساله بل قد نتسبب في الحاق الاذى بالآخرين دون أن نعرف، لو توقف كل مقطع في جهاز صاحبه لما كنا نصحو وننام ورؤوسنا لاترتفع عن شاشة الجوال غير آبهين بما يحدث حولنا في مشهد غير حضاري يؤكد ادماننا على وسائل التكنولوجيا دون تفكيرنا بما تلحقه بنا من ضرر، علينا أن نقوم بادوارنا كمواطنين حقيقيين ولا نخجل من القيام بأدوارنا المثالية والمطلوبة منا تجاه الأمن الوطني والمجتمعي من الحفاظ على مجتمعنا متماسكاً ورصيناً وثابتاً تجاه الحملات التكنولوجية المغرضة أو العابثة التي لا فائدة لنا منها سوى المزيد من البلبلة والزعرعة وإزعاج الجهات الأمنية، نحن كأفراد مجتمع نعتبر خط الأمن الأول، فلنقم بدورنا بعد أن عرفنا وتأكدنأن الأمن هو المطلب والغاية الأهم من جميع الأوليات، ومايحدث في دول الجوار ماهو الا درس مجاني لمن اراد أن يعتبر.