سلطان بن محمد المالك
في العام 2008 كتبت مقالاً وعنونته (هل حان الوقت لنزول سوق العقار؟)، وطرحت من خلاله عدداً من التساؤلات والتوقعات، والذي من أبرزها أن السوق مرتفع جداً وأن التوقعات تشير إلى انخفاض أسعار العقار؛ إلا أن ما حدث خلال السنوات الماضية يخالف تلك التوقعات والذي حدث هو العكس، حيث استمر ارتفاع الأسعار وبمبالغة كبيرة.
اليوم وبعد 7 أعوام أعود وأكتب بنفس العنوان وأطرح نفس التساؤلات التي أبرزها هل سيستمر سوق العقار لدينا في المملكة متماسكاً ومستمراً في الارتفاع (الجنوني) الذي تجاوز حدود المعقول؟.. شخصياً أعتقد أن الوضع لن يستمر كما كان في السابق؛ فهل يعقل على سبيل المثال أن تتجاوز أسعار الأراضي في أحياء خارج نطاق العاصمة الرياض والتي لم تصلها الخدمات الـ 1000 ريال، وتتجاوز أسعار القطع السكنية داخل المدينة 3000 ريال في جميع الأحياء. ونفس الشيء ينطبق على أسعار الفلل المعروضة للبيع، فما كان معروضاً للبيع قبل 7 سنوات بمليون ريال قد وصل الآن لخمسة ملايين ريال، والفلل الصغيرة والتي لا تتجاوز مساحتها 400 متر وصلت إلى 2 مليون ريال وقد تتجاوز ذلك الرقم بحسب موقع الحي.
لا أعتقد أن الوضع الحالي للعقار بكافة أنواعه سواء التأجير أو الأراضي أو الوحدات السكنية لدينا منطقي، والمتوقع أن يكون التصحيح والتغيير لهذا السوق قريب أسوة بما يحصل الآن في الكثير من العواصم العالمية من ركود وإنخفاض في أسواق العقار مع وفرة المعروض. كما سوف يكون لدخول مشروعات الإسكان مرحلة التنفيذ تأثير كبير مع توفير الدولة لأراضي سكنية لمشروعات الإسكان، وقد يكون ما حدث لسوق الأسهم من انهيارات الأشهر الماضية ناقوس خطر ومؤشر لاحتمالية حدوث نزول في سوق العقار على الرغم من الاختلاف بينهما، فالسيولة شحيحة وتكاد تكون معدومة بعد تعلق الكثير من المواطنين في سوق الأسهم وتورطهم في قروض وديون لدى البنوك وعدم مقدرتهم من الخروج من السوق، مما سيعرض سوق العقار لقلة في الطلب وانحصار التجارة به على كبار العقاريين.
وبالعودة للخلف، في الفترة قبل سبع سنوات كان العرض يفوق الطلب وكانت الأسعار معقولة جداً، وقبل سنتين تغير الوضع وأصبح الطلب يفوق العرض مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، والمتوقع قريباً أن يعود الوضع لسابقه ويكون العرض أكثر من الطلب وتنخفض الأسعار وهذا ما يتمناه الجميع ليتحقق حلم كل مواطن بتملك مسكن ولو كان صغيراً يضم أفراد أسرته ويحميه من شجع ملاك العقار برفع الإيجارات.
هل نأخذ العبرة مما حدث لسوق الأسهم من انتكاسات متوالية، أعتقد أن الجميع يدرك تلك الحقيقة، وجميع أصحاب العقار يدركون أن للأمر حداً معيناً سيبلغه أجلاً أم آجلا، والسؤال الذي لا تعرف الإجابة عنه متى يحدث ذلك؟.