فازت رواية «زرياب» للكاتب السعودي مقبول العلوي، بجائزة وزارة الثقافة والإعلام لعام 2015م، والرواية صادرة عن «دار الساقي» اللبنانية، وتقع في 224 صفحة. والرواية هي سيرة مبدع عربيّ، تزاوج بين التاريخ والجغرافيا والسرد والوصف وأدب الرحلة، والسيرة غنيّة بتفاصيل الحياة يستعيدها مقبول العلوى بأسلوب روائيّ شيّق إذ إن «زرياب» هو الطائر الأسود ذو الصوت الجميل، وهو الاسم الذي أطلقه إسحاق الموصلى على تلميذه بعد اكتشاف الموهبة الاستثنائية التي يتمتع بها في الغناء والعزف، فيهتم بتربيته وتعليمه أصول الغناء والعزف على العود حتّى يغدو عازفاً بارعاً.
ويستعيد الكاتب في زرياب أحداثاً تاريخية وسيرة حياة فنان ذي تجربة أصيلة حيث تتداعى الأحداث التاريخية أمام القارئ حال قراءتها، فتجدها تفرض نفسها عليك فرضاً فلا تستطيع تجاهلها أو غضّ الطرف عنها، وفي رواية «زرياب» هناك إحالات سياسية ضمن الرواية تتعلق بالمؤامرات.
جمعت الرواية ثلاثة أجناس أدبية متجاورة هي السيرة والسيرة الذاتية والرواية.
حيث ترصد الرواية سيرة المغني والموسيقي المعروف «زرياب» ولكن شاء لها الروائي أن تكتب بأسلوب السيرة الذاتية أي بضمير المتكلم على شكل اعترافات.
وعن اختيار «العلوي» زرياب بطلاً لروايته، قال: «زرياب شخصية تبدو غامضة قليلاً يعرفه الكثيرون على أنه مجرد مغن ولكنه في حقيقة الأمر كان شخصية حضارية، كما وصفه المؤرخ حسين مؤنس، وهو بالفعل كذلك، فزرياب لم يكن مجرد متقن لفنون الغناء وأسراره وخفاياه فحسب بل هو رجل واسع الاطلاع يعشق الحياة ، لذا كان تأثيره كبيراً جداً في الأندلس.
وقد عاش زرياب كثيراً في داخلي حيث استفزتني شخصيته بالفعل، وأن سيرته الغنية والثرّية كانت تحثني على الكتابة عنه رغم أن ما ورد عنه في المصادر التاريخية قليل جداً ومتشابه، وحينما اخترت الفكرة في رأسي وجدت نفسي أكتب رواية زرياب».
ومقبول العلوي كاتب سعودي، حائز على بكالوريوس تربية فنية من الكلية الجامعية في مكة المكرمة في عام 1992م، اشتغل بالتدريس كمعلم لمادة الرسم والأشغال الفنية، يكتب القصة القصيرة والمقالة في بعض الصحف المحلية السعودية.