فهد بن جليد
هذا الأسبوع تحدث العالم في (برشلونة) عن ثورة تفاعلية مُذهلة قادمة، وتباهت معظم شركات الاتصالات العالمية باستعدادها للمشاركة في تغيير وجه العالم خلال السنوات الخمس القادمة، عندما يبدأ (عالم الشرائح) الفعلي، لتحديد علاقة الإنسان بمحيطة التكنولوجي، بينما اكتفت بعض شركات الاتصالات والتقنيات السعودية بالمشاركة ضمن (الرعاة الحصريين) للمؤتمر..؟!
وكأنها تُجيد فقط (دفع المال) لتكون من بين الحضور، بينما الشركات العالمية الأخرى تتنافس وتستعرض إمكاناتها التقنية، وتجهيزاتها للتحول للعالم الجديد (ما بعد الرقمي)، واستعداد (البنية التحتية) في الدول المُشغلة لهذه الشركات، للبدء خلال أشهر من الآن!
العالم سيشهد ثورة تكنولوجية مُخيفة، وشركات تصنيع الأجهزة كشفت في هذا المؤتمر عن الخدمات التفاعلية بين الإنسان وكل الأجهزة التي يستخدمها عبر العالم الجديد (عالم الشرائح) الذي يمكن من خلاله التفاعل والتحدث مع كل شيء حولك، فقد تتلقى رسالة من (ثلاجة المطبخ) للاحتياجات اللازمة والناقصة، وقد تطلب منك التخلص من بعض الخضار والفواكه غير الصالحة، بينما تُبلغك (فرشاة الأسنان) أن هناك (سناً) لم يصل إليه المعجون، وهكذا بقية الأجهزة المنزلية الأخرى!
بينما يستمر التفاعل في الشارع، فالسيارة المزوّدة بنظام الشرائح، تتفاعل مع كل الأشياء المُحيطة بها، لتزوّدك بخلاصة الأخبار من حولك، التخفيضات العروض، وكل المستجدات الاجتماعية في الأماكن التي تمر بها، وبإمكانها أن تتفاعل مع سيارة قريب أو صديق لتُخبرك أنه مر من هنا، أو هو في الطريق قادم، وقد تذكرك ببعض الذكريات السابقة لهذه الأماكن، بالإضافة لتفاعلها مع هاتف السائق لتذكره باحتياجات الزيت والوقود والماء، متى ما وجد متسعاً من الوقت؟!
إلى أين نحن ذاهبون؟ وهل نحن مؤهلون لمواكبة التغيّر القادم؟ هل نملك البُنية التحتية اللازمة؟ وهل هذه مسؤولية الشركات المُشغلة؟ أم مسؤولية جهات أخرى؟ وخصوصاً أن سرعات الإنترنت اللازمة والتي سيستخدمها (عالم الشرائح) من حولنا ستفوق سرعتنا بنحو 100 ضعف، ونحن ما زلنا نعاني من ضعف الشبكة في بعض الطرق السريعة؟!
برأيي أنه يُمكننا اللحاق (بالركب التقني) متى ما بدأت شركات الاتصالات لدينا العمل بشكل جاد وسريع، وسخرت إمكاناتها فعلاً لتطوير (البنية التحتية)، وتأهيل فريق من الشباب السعودي القادر على المُنافسة، لأن العالم لن ينتظرنا، وهي الخاسر الأكبر، وخصوصاً أن دولاً خليجية أعلنت اكتمال تجهيزاتها، واستعدادها للعالم الجديد!
وعلى دروب الخير نلتقي.