فهد بن جليد
يُطلق بعض الأزواج لقب (سيد قشطة) على زوجاتهم عند الغضب من تصرفاتهنّ في بعض المجتمعات، كناية عن (ضخامة الجسم) و(قلة العقل)، والبلادة بالضحك وفتح (الفم) دون فائدة عند وقوع المشاكل، بذات الطريقة التي يتثاءب بها (سيد قشطة)!
قضايا (خُلع) سُجلت بسبب هذا التشبيه الجائر بحق المرأة، رغم أن (سيد قشطة) الحقيقي حيوان مُفيد، يطفئ الحرائق حول الأنهار، ويشارك في الدفاع عن الغزلان التي تحاول حيوانات الغابة الافتراس بها فمن أين جاء المصريون باسم (سيد قشطة) لحيوان (فرس النهر)؟!
حسب رواية الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله- أن رجلاً ضخماً، خفيف الظل (يشتغل في الفن) اسمه سيد قشطة، كان يُضحك الناس، ويفتح فمه بطريقة غريبة مع كثرة (القهقهة)، واشتهر بذلك بين أوساط المجتمع، وبعد أن وصل حيوان (فرس النهر) إلى حديقة الحيوان بالجيزة في ستينيات القرن الماضي لأول مرة، أطلق عليه الناس من باب النكته (سيد قشطة) للتشابه الكبير بين (فمه وأسنانه) وضحكة الفنان (سيد قشطة)!
اليوم هناك 4 روايات مُخالفة لهذه الرواية، إحداها تقول إن حارسه اسمه (سيد) وكان (أسمر البشرة) والمصريون يُدلعونه بقشطة بسبب (سماره)، واشتهر الحيوان وحارسه حتى أصبح اسمه (سيد قشطة)، مسميات الحيوانات في كل المجتمعات لها قصص، تتناقلها الأجيال ولكن للأسف لا يوجد (مرجع رسمي) ثابت لحفظ هذه المسميات والقصص، مما يجعل الروايات تختلف من منطقة إلى أخرى!
لدينا في المملكة عشرات القصص لتسمية بعض (الحيوانات والطيور) بأسمائها الشعبية، وهي قصص جديرة بالاهتمام والرواية وبعضها مُعبر، ويعكس قدرة ابن الجزيرة العربية على الإبداع، والتعايش والتكيف مع محيطة، اعتقد أن حفظ هذا الموروث وقصص التسمية، بجانب صورة الحيوان أو الطير مع اسمه العلمي والحقيقي ومكان تواجده، ستكون (لفته لطيفة) ومُفيدة من الهيئة السعودية للحماية الفطرية!
حفظها من الضياع والنسيان، أليس حق من حقوق (الأجيال المُقبلة)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.