جاسر عبد العزيز الجاسر
بعد أسبوعين تقريباً يعقد في الرياض ملتقى الإعلام البترولي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. الملتقى يُعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين، ويشارك فيه وزراء البترول بدول مجلس التعاون ونخبة من الإعلاميين.
وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الذي تنظمت وزارته الملتقى في الثاني من جمادى الثانية ويستمر إلى الرابع منه، لم يوضح جنسية الإعلاميين البتروليين، هل هم من الإعلاميين العرب أم الخليجيين أم الدوليين. والواقع أن الإعلاميين البتروليين الخليجيين وبالتحديد السعوديين من الندرة أن نتذكر أحدهم في هذا الملتقى، أما على مستوى دول الخليج العربي فكل الذي أعرفه أنا شخصياً وحتى لا أعمم وجود محللين يظهران على شاشات التلفزيون، وهما من دولة الكويت، وهما السيدان الحرمي والشطي، وإسهامهما إعلامياً هو ما يقدمانه من خلف الشاشة من تحليلات أغلبها تتعلق بأسعار البترول، أما في الصحف فتظهر بعض الأحيان مقالات متخصصة عن البترول واقتصاديات البترول وأغلبها لكتاب عراقيين يعيشون خارج العراق. وحتى لا نبخس الآخرين حقوقهم، فقد بدأ في الآونة الأخيرة الدكتور سداد الحسني يكتب بعض المقالات ويدلي بآراء حول سياسات إنتاج البترول في الصحف السعودية، والدكتور سداد الحسيني لا يمكن طبعاً اعتباره إعلامياً بترولياً، إلا أنه وبحسب تخصصه كونه تنفيذياً سابقاً في شركة أرامكو -أهم وأكبر شركة بترولية سعودية- فإنه يحاول أن يملأ فراغاً كبيراً في الإعلام السعودي في هذا المجال. وهنا نطرح السؤال الذي يحمل إجابة صادمة، وهو هل لدينا إعلاميون بتروليون..؟
طبعاً الإجابة، لا وألف لا، فالمملكة أكبر دولة منتجة للبترول لا يوجد في صحفها أو محطاتها التلفزيونية إعلامي واحد بترولي متخصص، رغم كثرة المواضيع واهتمامات المتلقي بهذا الجانب المهم من اقتصادنا بل وحياتنا، ولعل المواطنين يتساءلون وما زالوا يبحثون عن الإجابة لسؤال هو: هل تسير الإستراتيجية السعودية التي تبنتها المملكة وأقنع بها المهندس علي النعيمي زملاءه وزراء البترول بدول الخليج ثم الأوبك بعدم خفض الإنتاج في الطريق الصحيح؟
الإجابة على هذا التساؤل لا يتم عبر مقالات انطباعية وتقريرية لمتابعة ما يحصل من ارتفاع أو هبوط في أسعار البترول، بل يحتاج إلى كاتب بترولي وإعلامي متخصص ما زال صحفنا وتلفزيوناتنا تفتقر إليه وتحتاجه بقوة، فهل يكون انعقاد الملتقى البترولي كفيلاً ببدء التحرك لسد هذه الثغرة الإعلامية المهمة؟!