شريفة يوسف
ظاهرة طلابية تحمل شعار (جرب لو تقدر)، وضعت خطة تحديات تمشي عليها المشتركات، تتحدى بها، وتروض النفس على تحديات الأيام، وتعودها على الخوض في غمار الحياة بلا تردد ووجل، لأن لذة الإنجاز في النهاية تستحق عناء التجربة.
(جرب لو تقدر) حملة أطلقها النادي الاجتماعي التابع لجامعة الدمام بالمنطقة الشرقية، كان نشاطاً طلابياً محفوفاً بالحياة، إذ كانت التحديات تقوم بها الطالبات المشاركات في الحملة برغبتهن.
بعض التحديات كان لابد لها من الانتقال من مرحلة التفرد بالعمل إلى الاختلاط بين بالطالبات وإلقاء نبذة بسيطة عن التحدي القائم، مثل (صافح وابتسم) كان المغزى منه نشر ثقافة الإسلام والابتسام، وأننا نحتاج للصفاء الروحي الذي يجعلني أصافحك بدون أن أطلب منك خدمة أو أعرض عليك مافيه مصلحة، وأنه الخلق الإسلامي القويم بعيداً عن كونه من متطلبات اليوم بغية ما نريد أو نصبو إليه.
أستاذة (سمية الخان) رئيسة النادي الاجتماعي تذكر بأن قيام هذه الحملة كان فيها تجربة وعن الخوض في تفاصيلها يتخلل النفس شعور لا ربما لا نقدر، لكن شعار الحملة رفع دفة الإصرار في أن تمشي السفينة على بحر موجه فهو تحدٍّ، ثم أنها فخورة بكل من التحق بالحملة وفخورة بأنهم قدموا الإنجازات بقالب مميز تباهي فيه من يقول بأن الهمم في انحدار.
(هند العتيبي) تقول لي: كيف من الممكن أن يكون بداية التفكير في أمر مجرد سد فراغ وقضاء الوقت الطويل في الجامعة والساعات الخالية من المحاضرات في الانخراط في عمل لمجرد التجربة، ثم يكون بمثابة الشغف لإتقانه وإنجازه، ولأثبت لمن حولي بأن ما نخاله صعب قد يغدو لذيذاً مستحباً، تمتع بما تقوم، وأنت تصعد الجبال الوعرة، ليرد عليك صدى المكان، دائماً الإبداع لا يعني التزام فحسب، بل اندفاع وتحدي.
بغض النظر عن الحملة وتحدياتها وفكرتها وبغية النادي للوصول إليه وقذفه في همم الطالبات، إلا أنها تعيد لنا فكرة أن الحياة تجارب وأننا نقدر، الغالب أننا نخاف الخوض، أو نتردد، أو نضع نصب أعيننا نتيجة معينة، نخشى أن لا نصل لها فنندم، لابأس نحتاج الخوض في مجالات الحياة حتى نعرف ماهية الحلم، وأي طريق يؤدي إليه.
ثُلّة من فتيات النادي وقفن في ختام النشاط وقد عرضوا نماذج من الأشخاص الذين وقفوا في وجه الحياة وتحدوا كل العوائق التي بنيت، على رأسها حبيب الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، اختاره الله لينقل لنا رسالة، نظرة واحدة على سيرته بلا تفصيل دقيق ولا تمحيص فيها ترى كم كان الموت يحيق به وهو في داره بين أصحابه وأن الناس صبت عليه سوط عذاب، لكن كان الله معه يد أصحابه معه، تمسك بمن يدفعون بك للأمام يقبضون يدك بلا تردد وفي أتم الاستعداد لمشاركتك الحياة دقها وجلها.
الآن نحن في زمن العجائب، والتحديات، ذاكرة رقمية صغيرة سعتها تحمل لك ألفاً من الذكريات والمواقف والمشاهد، تأتي أنت عاجز عن قتل ماوقف معترضاً خطتك اليومية أو حتى اللحظية، من المؤسف تخاذلنا عن القيام بما نفكر فيه، صحيح أن الامتناع عن بعض الأمور خيرة، لكن لا يعني أن نرمي كل ما يسكن خلجاتنا من باب لعلها خيرة،
اقحم نفسك في الحياة، امش عكس الريح، ازدد صلابه، جرب لو تقدر، كما هتفوا بها بنات جامعة الدمام.
بوركت تلك الهمم.