شريفة يوسف
للنجاح ثمر، سكري الطعم، مخملي القشرة، يتدلى على أغصان الحياة، ربما لا نأبه له، إلا إن كنت ممن يرتاد حقل أيامك ويروي يباسه، ويبتر الذابل الميت منه، ولا يرضى بالحجارة التي توقعه في كل مرة، فيميطها عن طريقه، في النهاية محصلة هذا التعب إن الأغصان تتدلى حين قدومه، وتهديه ثمرها، هذا ما غنم، هذا تعبه.
ماذا عن الإخفاق؟ هل يجنى حنظله، وهل تذاق مرارته؟ وهل يقلب الحقل إلى وحل؟
حدثني عن عدد التجارب التي وقعت فيها، وظننت بأنك لا مناص خاسر، وأنك فشلت في تجاوز هذه العقبة، لو أنك ظللت دونما تفان، ودونما إصرار على الخوض لما كنت الآن تهتدي الطريق الذي تسيره الآن، إذ إنك لو آثرت عدم الخوض والتجربة واتكأت مقعدك ظناً منك بأن الأيام ستوقعك في المكان الصحيح لما وجدت نفسك الآن مع قوافل السائرين.
للإخفاق لذة، تجعلك تضع قدمك بعد أن أدمت في موضع البرء الصحيح، وتعلمك بأن الوقعة قد تصلبك وتقوّي عظمك، وأن الحياة لا تكون طريقاً واحداً معبداً، بعض الأحيان شعابها هي الصحيحة، ودهاليزها المظلمة هي التي تقودك نحو هدفك،
تعلم أن تخفق بنجاح!
تقول كيف، أقول ليكن درساً، رتب أفكارك، وضع أهدافك، فإن وقع السبيل الأول انتقل للتالي، وإن سقطت سهواً الخطوة الأولى اقفز، لا تجعل قدمك تنزلق معها، رحلة الألف ميل ليست شرطاً أن تمشيها، طر لها إن استطعت، دندن حلمك أثناء الرحلة الطويلة، تعلم أن تحمل في حقيبتك ما لذّ وطاب من عبارات التحفيز، ارفق دعاء أمك، احمل أحلام غيرك، سابق الجميع على تحقيق طموحك.
تعلمت يوماً أني كلما أخفق أصاب بخيبة، تلك الخيبة تهديني صلابة تمنحني درعاً لمقاومة بطش الأيام، قهر الأحلام، ما أريد أن يكون وما كان.
لا شيء صعب، الصعب هو كونك واقف إلى أن احدودب ظهر الآمال، وأثقلت أكتافك، في حين أن الجميع يهرول لقضاء مناله، ويتزوّد من عقبات الحياة قوّته وقوته.
امض في الحياة لا تقل نحن عابرو سبيل، حتى عابر السبيل إن مرّ على دار ترك خير الأثر، ما تود لو يمرك مرة أخرى، كن في الحياة عابراً يود الجميع لقاءه وملاقياً يود الجميع لو لم يفارقهم.