شريفة يوسف
وقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز المغفور له بإذنه موقفاً نبيلاً أخوياً قيادياً، حين قال: (وأي اعتداء على مصر اعتداء على المملكة)! الجملة التي ما زال المصريون يرددونها منذ أحداث ثورة 30 يونيو، والتي جعلت الوفود تتوافد للسفارة لتقديم واجب العزاء، ويهتفون بقلب واحد كلنا شعب سعودي كلنا فقدنا أبا. والآن فقط نعرف بأنه {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}!
ما من كلمة تنسى، ما من موقف يموت، ما من يد خير تبتر، ولا لسان حق يخرس! كل عدو وحاسد رقص فرحاً نام وأقدامه تغلي في جمر الغضب والحنق، كل متربص عاث إفساداً كبكب رجاه، وتهاوت طموحه، والخيبة مثوى له. اللامسلم عرف سلامه، والمسلم وقف كالبنيان المرصوص أخاً له في إسلامه، المصريون كما شاهدت في برنامج (يحدث الآن في مصر) بكل نيلها وسوقها ومقاهيها ودورها وجامعاتها وجوامعها وحوانيتها وأزقتها، تقول لا ننسى كلامه! لا ننعى إلا أنفسنا!. إذن يا هؤلاء، عبدالله ابن ملك كوّن مملكة أرضها الوحدة، وسماؤها إخوة الإسلام، وجعل الأعراق والأجناس لأجل أن نتمايز، لا أن تتفاخر، ونادى ابنه عبدالله بأن المصري كالسعودي أذاه يؤذينا والآن حين يوارى الثرى، يلبس المصريون نظاراتهم السوداء ويقرّون بأن الحزن واحد، لأنهم شعبه! وإن قال الحساد إن السعوديين يبالغون في رثاء مليكهم!