محمد بن عبد الكريم الحنايا
ضمن عطاءاته السخية, وقراراته الرويّة جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أميراً لمنطقة القصيم صورة معبرة من صور برَّ القائد لأبنائه مشكلاً بعداً حقيقياً لوفاءات خادم الحرمين الشريفين, وحرصه المتعاظم على تحقيق رغبات وتطلعات أبنائه المواطنين على ثرى ربوع الوطن الأغر وفي هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير المملكة العربية السعودية لما يحتله الأمير فيصل بن مشعل من مساحة حب استثنائية وإجماع شعبي لافت, وبما يحظى به من قبول واسع النطاق جعل منه الشخصية الأكثر قرباً وحباً, وارتياحا لدى مواطني ومواطنات المنطقة على مختلف مستوياتهم.
من هذا المنطلق استقبل قرار الملك بسعادة غامرة, واحتفائية مختلفة وعمت الفرحة عموم الأوساط بالأمير الجدير القدير, وخيم التفاؤل بكل مكوناته وأبعاده إزاء مستقبل التنمية في منطقة القصيم وتسريع وتيرتها وتلبية احتياجات المنطقة بما يتواكب وتطلعات القيادة الماجدة وطموحاتها العظيمة..
لم يكن الاحتفاء بالأمر الكريم والتفاعل معه صوراً بل جاء حتمياً ونتيجة لمعطيات حقيقية, ومخرجات نوعية, وعطاءات مشرفة, ومسوغات جوهرية أبرزها, وجسدها الأمير الدكتور فيصل بن مشعل قرابة تسع سنوات ماضية عمل فيها نائباً لأمير المنطقة كان خلالها نموذجاً مشرفاً للمواطن المخلص والمسؤول المتفاني نظيف اليد واللسان والقلب..
تلك المرحلة المثالية منحت الأمير حضوراً مختلفاً, وقبولاً صادقاً يحكي فصول الإيجابية بكل مكوناتها.
تجربة الأمير فيصل بن مشعل دفعت به نحو مشارف المجد, وثقة القيادة في ريادة منطقة بحجم قصيم الإنسان, والتاريخ, والحضارة.. من هنا تبوأ قائمة الفكر عبر هذه الامتيازات التي تجلت في سيرته ومسيرته الماضية, فسموه وفي كل خطوة من خطواته يبرز أسمى معاني الانتماء, وصور الولاء للوطن قيادة وأرضاً وإنساناً من خلال رؤية ثاقبة وفكر طموح ... مستحضراً مسؤولياته, وأمانة موقعه تجاه صياغة إنسان الوطن, ورعاية فكره, وإشباع رغباته وبنائه بما ينسجم ودوره في منظومة الحياة بعيداً عن مستنقعات الضلال والانحراف والتوجهات المغرضة مركزاً سموه على استيعاب الشباب باعتبارهم الرقم الأهم في منظومة الوطن.
عطاءات الأمير , وامتيازاته تنوعت بتنوع مسؤولياته وتشكلت عطفاً على أدواته ومكوناته, وثقافته العلمية ونتاجه الفكري الأمر الذي جعلها تتسم بالكثير من الإيجابية المتناهية ولعل المرحلة الفارقة من عمل سموه في المنطقة أظهرت جانباً مهماً, وركيزة أساسية استهدفتها القيادة منذ مراحل التناسب الأولى على يد الباني الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى هذا اليوم بقيادة سلمان الوفاء والمتمثلة في رغبة القيادة بالقرب والتقارب مع أبناء الوطن وشعبه والتفاعل والتناغم معهم بما يسهم في تكريس اللحمة وتعزيز المفاهيم والقيم الوطنية على مختلف الأصعدة والمستويات.
هذا المنهج كرسه الأمير فيصل بن مشعل في تعامله مع مجتمع المنطقة ورجالاتها ورموزها, وعمل على تفعيله فكسب المحبة والتقدير والإخلاص محققاً في ذلك رغبة القيادة وأهدافها السامية..
صورة الإجماع على شخص وشخصية الأمير الدكتور فيصل بن مشعل تشكلت من خلال صدقه في التعامل وتعاطي الأحداث وتسمية الأشياء بمسمياتها ووضوحه في المكاشفة والإصغاء بروح روية ونفس نفيسة متواضعة وكرم مشاعر تفوق به وأصبح سمة من سماته, وحرص وتجرد في الوصول إلى الحقائق بفكر سامٍ ورؤية إيجابية أبوية خيرية .. هذه المعطيات المعنوية كان لها الدور اللافت في حالة الحب والتقدير الذي حظي به سموه الكريم خلال فترته الماضية في المنطقة ..
وعلى المسار العملي والمهني فإن الأمير فيصل بن مشعل أكد حقيقة المسؤول ( المثقف) وما يتخمض عن ذلك من فكر في أسلوب التداول وبناء الأولويات والاتكاء على أجنحة العمل وسواعده من الكوادر العاملة والمؤثرة فهو يتبنى الأفكار والأطروحات والرؤى المتميزة ويجعل من نفسه مفصلاً مهماً في إنجازها.. دعماً وتسهيلاً ومساندة ومتابعة في جو من التقدير للعاملين, ووقوفا ضمن صف الإنتاج مستحضراً الأمانة الكبيرة, والمسؤولية الاعتبارية والواجبات الوطنية إلى جانب رغبته الملحة والدائمة في التطوير والتحديث وتعزيز القدرات البشرية, والاستثمار في الإنسان والاستفادة من جميع الفرص المتاحة لخدمة الوطن والمواطن ودفع عجلة البناء نحو الأمام, ودعم وتبني المشروعات الخيرية والإنسانية والإيمان الكبير بدور المواطن كل في موقعه ووفقاً لإمكاناته والمساهمة الفاعلة والمؤثرة في تنمية المنطقة وبنائها..
وعلى المسار ذاته يظل الارتياح, والشعور بالرضا, والرغبة في الإنتاجية بدافعية صادقة أهم سمات ومقومات العمل تحت مظلة سموه.
من هنا فإن المنطقة وفي ظل المساعي الرائدة التي تتبناها الدولة في الاتجاهات التنموية والحضارية وفي ظل طموحات سمو أمير المنطقة وتطلعاته تقف الآن على عتبات أمجاد جديدة ومستقبل أكثر إنجازاً وتسريعاً لمسارات البناء والنماء أكده الأمير فيصل بن مشعل في كلمته لأبناء القصيم في يوم وصوله للمنطقة بعد أداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين..
تقدير وإجلال بر المليك بأبناء القصيم عبرت عنه بجلاء صور الاستقبال, وحرارة اللقاء, ومشاهد الحب التي سادت أجواء الاحتفاء بالأمير فيصل بن مشعل لدى وصوله مطار الأمير نايف. والتي أكدت مدى المساحة الاستثنائية التي يحظى بها هذا الأمير النبيل لدى رجالات وأبناء المنطقة..
هكذا كان الوفاء لبر خادم الحرمين الشريفين, وهكذا كان الوفاء لمن زرع حبه في قلوب الجميع مخض وفاء صادق, ثمرته للوطن بأرجائه وعدد ذرات ترابه.
وهكذا دائماً هي لحمتنا الوطنية وصورتنا النابضة بالحب المتبادل بين القيادة وأبنائها.