عندما يكون الوطن أرضاً وإنساناً هاجساً حياً تستحضره مشاعر القيادة.. وعندما يكون الفكر متألقاً شامخاً يقدر الأمانة ويؤمن بالدور.. عندها يحتفل الزمان بالإنجاز.. ويقترن العطاء بالإعجاز.. تلك هي صورة الواقع الذي تعيشه المملكة اليوم بمكوناتها واتجاهاتها كلها.
* خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله استهل عهده مخاطباً شعبه بحديث خرج من القلب، فوقع في القلب، فكان الانطلاقة الجديدة في ميادين العمل الطموح المتكئ على الثوابت الراسخة لهذا الوطن، المقدر لمتطلبات المرحلة، المستشرف لآفاق المستقبل.
* لم يكن إنسان الوطن غائباً عن ذهنية عبدالله بن عبدالعزيز وهو يطل على وطنه من خلال نافذة الملك والقيادة، فقد كان هذا العنصر حاضراً في وجدان المليك إيماناً منه بأهميته كجوهر رئيس في منظومة الحضارات البشرية وبناء الأمم.
* هنا اتجهت السياسة السعودية في هذا العهد نحو الإنسان بناءً وتنمية ونماءً ليصبح مؤهلاً للتفاعل والمشاركة في ملاحم الوطن ضمن فلك مثالي ورؤية حضارية تنعم بالإشراف والتفاؤل.
* اهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذا الجانب يعبر عن نية صادقة مخلصة مبعثها استشعار الأمانة، وتقدير المسؤولية الوطنية، والحرص على مصالح الأمة، الأمر الذي أوجد رصيداً هائلاً من الحب والتقدير والإجلال لخادم الحرمين الشريفين، وهو يكرس مفاهيم الإصلاح السياسي ويعمل على تحسين الأوضاع المعيشية لأبناء شعبه من خلال قرارات وتوجهات سامية أوجدت أرضية مناسبة، ومناخاً مثالياً لتحقيق أهداف المليك.
* بساطة الملك عبدالله، ووضوحه، وتلقائيته جعلته دائماً يتربع على عروش قلوب شعبه، فإن تحدث صدق وصُدِّق، وإن عمل اتجهت إليه الأفئدة بكل ترقب.. وتلك إضافة جوهرية جعلت من شخص وشخصية عبدالله بن عبدالعزيز رمزاً من رموز المحبة في هذا الوطن.
* ولأن الملك عبدالله يؤمن بأهمية الاقتصاد ودوره في تألق الدول ونمائها واستقرارها وقوتها، فقد انطلق في عدة اتجاهات، وتوقف في محطات دولية مختلفة مؤسساً وساعياً نحو تفعيل منظومة الاقتصاد الوطني وتوسيع دائرة العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة عبر اتفاقيات ومذكرات تفاهم تجلت فيها رغبته الأكيدة في التأسيس بنية اقتصادية متينة في ظل الوضع الاقتصادي الرائع الذي تعيشه المملكة لتنمية مصادر الدخل الوطني من أجل مستقبل أكثر أماناً، ولعل القرارات والمشروعات الاقتصادية على مستوى الوطن تبرز ذلك وتجسده.
* هاجس الشعب ظل مسيطراً على فكر الملك عبد الله وتوجهاته، وهو يسعى إلى مرحلة جديدة من التنامي الحضاري..
فبالإضافة إلى جملة العطاءات السخية التي قدمها لشعبه منذ أن تولى سدة الحكم - ولا يزال - كانت رغبة الملك الإنسان التواصل مع أبناء شعبه والالتقاء بهم تأكيداً للنهج القويم الذي كانت عليه القيادة منذ تأسيس الوطن على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
من هنا جاءت زيارته إلى المناطق معبرة عما يكنه لأبنائه المواطنين من حب صادق.
منطقة القصيم (قلب المملكة) النابض بالحب والولاء للقيادة تحظى اليوم بلقاء الملك عبدالله الذي جاء إليها زائراً محباً وأباً ودوداً، مباركاً وداعماً، متفقداً وراعياً.. هذه المنطقة التي تتشرف بالزيارة تشعر بالفخر والاعتزاز؛ وهي تضم بين جنباتها ملكاً أحبها وأحبته.
* هذه الزيارة تحمل أبعاداً وطنية سامية تتجلى فيها ومن خلالها الوحدة والتآلف والتناغم بين القيادة وأبنائها في صورة معبره تحكي واقعاً مثالياً مشرقاً ينبض بالصدق والإخلاص والتطلع والوفاء.. كما تحمل بعداً تنموياً وحضارياً يضاف إلى مكتسبات المنطقة ونمائها، حيث يتفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لعدد من المشروعات في المنطقة محققاً آمال أبنائها وتطلعاتهم.
* نائب المدير الإقليمي لجريدة الجزيرة بمنطقة القصيم |