بناء الإنسان
محمد بن عبد الكريم الحنايا*

ليلة البارحة كان مهرجان بريدة الترويحي 26 قد رسا على ساحل التميُّز والإبداع، بعد أن شق عباب الصيف بمجاديف مبهرة في رحلة ماتعة تشكّلت فيها الروعة بكلِّ حيثياتها وأبعادها ... بل وحتى مكوِّناتها التي تناغمت فيها الأطياف لترسم صورة تنبض بالحياة والإشراق والطموح.
* ولأَنَّ مهرجان بريدة يُعتبر مشروعاً وطنياً يصنَّف ضمن قائمة الضروريات التي تستهدف المجتمع، في إطار إشباع رغباته وتلبية احتياجاته النفسية والوجدانية والعاطفية، ليكون أكثر توازناً وانسجاماً مع ذاته ومحيطه، بعيداً عن الفوضى والصراعات النفسية، فقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم الدور الرائد في هذا المشروع، من خلال التخطيط والمتابعة والاهتمام .. ولئن كان النجاح أحد ثمار ذلك، إلاّ أنّ العمل مع سموه الكريم والاستماع إلى فكره والاستفادة من آرائه، لا يقلُّ أبداً عن الجانب الآخر من حيث الأهمية ...
... فعلى الرغم من أنّ عمر هذا المهرجان ثلاث سنوات فقط، إلاّ أنّ الفريق الذي يديره تحت مظلة ونظر سموه، أصبح الآن على قدر كبير من الخبرة والممارسة والدراية واستشراف المستقبل، برؤية حضارية مثالية، تعي كلَّ خطوة في سبيل تحقيق طموحات أبناء الوطن ...
... فسمو أمير المنطقة بحسِّه الإداري المتأصِّل، وروحه الوثَّابة الطموحة، وتفاعله مع العاملين معه، استطاع صياغة هذا الفريق ودفعه بكلِّ ثقة نحو الميدان، مجسِّداً بذلك رؤيته الدائمة التي تركز على بناء الإنسان واستثماره كمحور رئيس في الحضارة الإنسانية، وأنّه التوجُّه الأمثل الذي يضمن الديمومة والاستمرار وتنامي العطاء وازدهاره.
* ثم إذا كان لسمو أمير المنطقة تلك المواقف المشرفة، فإنّ لسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد مواقف ودوراً كبيراً، فهو الذي يمنح الثقة ويبعث على الأمل، ويبارك الجهود ويعزز الرؤى التي تصنع الإبداع، وتسهم في البناء إنساناً ومكاناً، حتى أضحى سموه جزءاً مهمّاً في الاتجاه آنف الذكر.
* مما سبق أريد أن أؤكد للجميع أنّه بالإضافة إلى نجاح المهرجان، فإنّ بريدة الآن تسعد بتلك الكوكبة الرائعة من الكوادر الشابة والمؤهَّلة القادرة على صناعة الإنجاز والإبهار في مختلف المجالات، وفق رؤية علمية تتكئ على فكر إداري منظم .. يدفعها في ذلك إيمانها المتعاظم بدورها الوطني، ورسالتها السامية في الحياة.
* تنامي فكر وثقافة هذه الكوكبة المشرقة من شباب بريدة، سيكون حتمياً لأنّها - أي المجموعة - لم تتشكَّل من دائرة واحدة، بل امتدت لتتناغم مع دوائر مختلفة تضم أطيافاً من القطاعات والشركات والمؤسسات، وهذا أحد ثمار الفكر الإداري المثالي لسمو أمير المنطقة الذي يدعو إلى التكامل وتبادل الأدوار والتعاون المشترك فيما يحقق الأهداف المرجوة.
* لم أدخل في تفاصيل مهرجان هذا العام، واستعراض ما تحقق فيه من إنجازات، لأنّ المهرجان قدّم نفسه بصورة واضحة ستبقى في فكر ووجدان من زاره أو حضر شيئاً من فعالياته .. ولكن يكفي أنّ مشروعاً ترويحياً كهذا اعتمد على نفسه في التشغيل، زاره وفقاً لإحصائية دقيقة أكثر من مليون نسمة في غضون أربعة وعشرين يوماً فقط.
* كنت قد طرحت من خلال رسالة المهرجان في وقت سابق، أنّ بريدة بحاجة إلى مشروعات استثمارية في مجالات الترفيه بناءً على معطيات واضحة .... الآن أؤكد ذلك وبقوة بعدما ذكر لي الكثيرون من أبناء بريدة أنّهم لم يستمتعوا بكامل فعاليات المهرجان نظراً للازدحام اللافت هناك.
* تشرَّفت (الجزيرة) بالرعاية الإعلامية الحصرية لمهرجان بريدة الترويحي 26 للمرة الثانية على التوالي .. ونحن إذ نعتبر ذلك جزءاً من رسالة (الجزيرة) ومسؤولياتها الإعلامية تجاه الوطن .. وأنَّ ما نقوم به في مكتبها الإقليمي يُعَدُّ أمراً واجباً، إلاّ أنّنا وبكلِّ صدق نقدِّر ونثمِّن ونجلّ كلّ عبارات الثناء والإطراء التي لم تنقطع منذ الأيام الأولى التي صدرت فيها رسالة المهرجان وحتى هذه اللحظات .. كما أنني اعتذر باسمي وباسم الزملاء في مكتب بريدة عن عدم الرد على الرسائل الهاتفية التي وصلتنا من عموم أنحاء المملكة عبر الفاكس، وفضّلنا أن نزجي عبارات الشكر والتقدير لهؤلاء النبلاء جميعاً الذين أخجلونا بلطفهم وفيض مشاعرهم من خلال آخر رسائل المهرجان.
* كلُّ صيف وأنتم والمهرجان وبريدة بخير .. ودمتم.