جاسر عبد العزيز الجاسر
ماذا يعني توقيع الحوثيين على مذكرة تفاهم مع نظام الملالي في إيران على تسيير رحلات للطيران المدني بين اليمن وإيران بواقع أربعة عشر رحلة أسبوعياً.
قرار بدأ تنفيذه بصورة عاجلة وهبطت أولى الطائرات الإيرانية من شركة ماهان في مطار صنعاء، ولا يعلم ماذا كانت تنقل، هل هي شحنات أسلحة كالتي كانت تقوم بها إلى دمشق وسبقت أن ضبطت وأجبرت على الهبوط في إحدى المطارات التركية؟!.
توقيع مذكرة التفاهم بين الحوثيين والإيرانيين يعد خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية؛ فالذين وقعوا على الاتفاق في طهران يمثلون فصيلاً قتالياً «مليشيات» لا يعطيهم الحق في تمثيل اليمن، وبغض النظر عن حجم حركة الطائرات وعددها، إذ ينص الاتفاق على تسيير أربع عشرة رحلة أسبوعياً، بواقع رحلتين يومياً، وهو كم كبير لا تستدعي حركة النقل والتبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين هذا الكم الكبير من الرحلات.
بغض النظر عن هذا، إلا أنه من الناحية القانونية والسياسية، لا يجوز عقد مثل هذه الاتفاقيات بين الدول عبر مليشيات فرضت هيمنتها على اليمن بقوة السلاح، ولهذا فإن الإرادة الدولية عبر مجلس الأمن الدولي يجب أن تتدخل وتبطل هذه الاتفاقية التي تنتهك سيادة اليمن، فمثل هذه الاتفاقيات يعتمدها مجلس الوزراء ويصادق عليها مجلس النواب، ويوافق عليها رئيس الدولة الذي هو رئيس الجمهورية بعد أن تكون الوزارة المختصة قد رفعت إلى الرئيس مصوغات عقد مثل هذه الاتفاقيات، وهيئة الطيران المدني في اليمن التي ذكرت الأنباء بأنها هي التي وقعت مذكرة التفاهم تصرفت «طبعاً بعد الضغط عليها من قبل مليشيات الحوثيين» خارج نطاق موافقة الوزارة المختصة، والجميع يعلم أن الوزراء جميعاً في اليمن ماعدا وزيرا الدفاع والداخلية المغلوبين على أمرهما لا يعملون رغم كل الضغوط المفروضة عليهم.
إذن ما الذي واجهته هيئة الطيران المدني في اليمن لإبرام هذه الاتفاقية؟. وكيف تم تفعيل الاتفاقية وتسيير أولى الرحلات وبعد دقائق من توقيع الاتفاقية؟. ثم ماذا ستحمل هذه الطائرات الأربع عشرة؟. فليست هناك حركة سفر بين البلدين، وإذا كان الإيرانيون يغطون على سفرهم إلى سورية بحجة زيارة المقدسات الشيعية، وهم في الحقيقة مجندون من الحرس الثوري ومن المليشيات الأفغانية والإيرانية، فاليمن لا توجد به مقدسات شيعية، إلا إذا أرادوا تحويل قبر بدر الحوثي إلى مزار شيعي مقدس...!!
توقيع اتفاق فتح المطارات اليمنية للطائرات الإيرانية تأكيد جديد على عمالة الحوثيين للنظام الإيراني الذي حصل بعد هذه الاتفاقية على أسرع وسيلة لإيصال السلاح والمرتزقة من المقاتلين لدعم الحوثيين، مع إرسال «ما يتيسر» من أموال حتى يتم السيطرة تماماً على اليمن وسط تجاهل الأسرة الدولية لما تقوم به إيران في تخريب وسيطرة على الدول العربية.