جاسر عبد العزيز الجاسر
ما يخرج من أفواه كبار المسئولين الأمريكيين في الآونة الأخيرة، أشبه ما يكون بالصحوة المتأخرة لما يجري في المنطقة العربية وبالذات في المشرق العربي، فالرئيس الأمريكي أوباما يقر أخيراً بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي متورطان في تأجيج الإرهاب وترسيخه في سوريا والعراق.
وزير الدفاع الأمريكي الجديد قال في أول تصريح له وهو غير بعيد عن أرض العراق، بأن داعش (فاحش) مساو للمليشيات الشيعية في نشر الإرهاب في العراق، وإنه لا يمكن القضاء على الإرهاب في المنطقة العربية إلا بالقضاء على المليشيات الإرهابية السنية فاحش والنصرة وخرسان وغيرها، إضافة إلى المليشيات الشيعية والتي تضم خليطاً إجرامياً من حزب حسن نصرالله إلى منظمة بدر التي يقودها جنرال الإرهاب هادي العامري ومليشيات أنصار الحق التي يقودها المعمم قيس الخزاعي والميشيات التي تحمل الهوية العراقية وتعمل على ضم المقاتلين الأفغان الشيعة في قبائل الهازارا الذين اتجهوا إلى القتال في سوريا والانضمام إلى مليشيات أبي الفضل العباسي بعد أن تكفل نظام طهران بدفع رواتبهم وتسليحهم بزعم الدفاع عن مرقد السيدة زينب، وهكذا أصبحت المليشيات الشيعية في سورية ولبنان والعراق جيشا نظاميا يفوق أعداد جيش الأسد، قوامه مليشيات حزب حسن نصرالله والمليشيات العراقية «منظمة بدر وأنصار الحق» والمليشيات الأفغانية «أبي الفضل العباسي» اضافة إلى وحدات الحرس الثوري الإيراني التي يقودها ضباط منهم جنرالات متمرسون.
والجديد في سورية هو قيام خبراء الحرس الثوري الإيراني بتشكيل مليشيات سورية من العلويين تحت مسمى حزب الله السوري، وجميع هؤلاء يزعمون أنهم يدافعون عن مرقد السيدة زينب، في حين يقاتلون في درعا، ومنهم مقاتلون في حلب وحماة وحمص، رغم أن مرقد السيدة زينب في دمشق.
يسقط قتلاهم في درعا أو حلب ويعلن عند تشييعه أو في مجلس العزاء أنه سقط دفاعاً عن مرقد السيدة، تسألهم كيف والمرقد في دمشق والقتيل قتل في درعا؟! فيردون أنهم يدافعون عن المقدسات الشيعية بمواجهة أعداء الشيعة قبل أن يصلوا إلى الأماكن المقدسة وهكذا هي سياسة وأسلوب النظام الإيراني والخميني، أشاعوا الفتنة وأحدثوا الانقسام وأسسوا للبيئة الحاضنة للكراهية والانقسام والفتنة بين المسلمين لتظهر المليشيات في كلا المدينتين الطائفيتين وإذا كان الإيرانيون قد عملوا على نشر الفتنة والانقسام بتسهيلهم بل وحتى قتلهم الشيعة في العراق وهو ما تأكد في كثير من الواقع لدفع المتحمسين ولايجاد مبرر لعمل المليشيات الطائفية الشيعية وأعمالها الانتقامية ضد أهل السنة، فإن الأمريكيين كانوا مشاركين في تنفيذ ونشر المليشيات الشيعة وتشجيع الحكومات العراقية السابقة برئاسة المالكي وغيره الذي كان الأمريكيون يعرفون أكثر من غيرهم مدى تورطه في نشر بل وارتكاب الإرهاب، أما ما فعله الأسد فتلك قصة أبعد من ذلك كان من نتيجتها ولادة داعش الذي اكتشف الأمريكيون مؤخراً أنه مثل المليشيات الشيعية أو أن هذه المليشيات داعش آخر ولكن بلون مذهبي آخر.