عبدالله العجلان
حقق الأهلي بطولة كأس ولي العهد، وهذا في تقديري منجز متوقع ومفروغ منه يحاكي واقع الحال الأهلاوي المتطور إداريا وفنياً ومالياً، رأي قلته لأحد الزملاء ونشرته إحدى الصحف الإلكترونية قبل المباراة النهائية، وتوقعت فيه فوز الأهلي للأسباب التي ذكرتها وأخرى تتعلق بالتراجع الكبير في مستوى ونتائج خصمه الهلال..
من يفهم في كرة القدم يدرك أن فوز الأهلي على النصر القوي في الدور نصف النهائي كان المهر الغالي والمحفز النفسي والمعنوي لإحراز البطولة، فإلى جانب أنه نال بموجبه بطاقة الصعود للمباراة النهائية، فقد منحه كذلك المزيد من الثقة التي افتقدها في المواسم الأخيرة، الأهلي بما لديه من نجوم كثر متميزين سعوديين وغير سعوديين ومدرب داهية وخبير، وبما يملكه من إمكانات إدارية ومالية سيظل جديراً ليس بهذه البطولة فحسب، بل الدوري وبطولات أخرى أهم وأقوى..
الأهلي لم يحقق البطولة بضربة حظ أو بتدخل خارجي من حكم أو غيره وإنما بتفوقه على منافسيه، زد على ذلك أن الأرقام تنصفه وتقف إلى جانبه، فمنذ بدء الموسم الحالي لم يتعرّض لأية خسارة وهو الوحيد الذي فاز على النصر متصدر الدوري، كما أن براعته وسرعته في تصحيح أخطائه وبالذات في تغيير اللاعبين غير السعوديين ساهمت في استمرار تألقه، في وقت عانت فيه الفرق الأخرى من أزمات ومشكلات أثرت على نتائجها، ما جعل الأهلي بطلاً للكأس ووصيفاً ومنافساً قوياً على بطولة الدوري ..
هنيئاً لنجوم وجماهير الأهلي ولنا وللكرة السعودية عودة الراقي المبهجة للبطولات، تهنئة خاصة لأمير النبل والذّوق والطيب والخلق الرفيع خالد بن عبد الله، وللرئيس الجنتلمان الأمير فهد بن خالد ..
وتهلهل الهلال!
ليس جديداً ولا مستغرباً أن يخسر الهلال بطولة ولي العهد ويكرر إخفاقه في الموسمين الأخيرين ويفشل في حفظ ماء وجهه ومصالحة جماهيره، فكل المؤشرات الفنية المفجعة والنتائج المخيبة في الدوري وكذلك المستويات المتدنية في الكأس كانت تدل على أنه في طريقه للمزيد من السقوط ..
قلناها قبل وبعد نكسة سيدني، الهلال يفتقد للتعامل الحازم مع وسائل الإعلام المتآمرة عليه، وللقوة الإدارية التي تفرض الانضباطية في صفوف الفريق، وتحافظ على مكتسباته وتحمي مقدراته، وتقف في وجه كل من يسعى لتدميره والقضاء على نجومه، كما ينقصه الفكر الكروي الذي يفهم واقع الفريق ومتطلّباته ونوعية تعاقداته على صعيد اللاعبين السعوديين والأجانب وكذلك المدربين..
خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الأهلي بعشرة لاعبين هي امتداد وتجسيد للحالة المتردية التي باتت تخيّم على الهلال إدارياً وتدريبياً وعناصرياً وحتى نفسياً، فلا قائد محنكاً يضبط أداء الفريق داخل الميدان ولا مدرب ماهراً يعرف ما يحتاجه فريقه ونقاط ضعف منافسه، ولا حماس ولا قتالية ولا جدّية، الأمر الذي جعله فريقاً هشاً يعاني دفاعياً وفي صناعة اللعب، ويهدر ببرود عجيب عشرات الفرص السهلة أمام مرمى صغار الفرق وكبارها..
زاد الطين بلة انشغال البعض من إدارته وأعضاء شرفه وحتى لاعبيه في قضايا وتصريحات إعلامية لا معنى ولا داعي لها، ورطت الفريق وأقحمته في صراعات وردود أفعال هو في غنى عنها، فأصبح النادي بصفة عامة يعيش في دوامة مزعجة يصعب احتواؤها والسيطرة عليها، بسبب انعدام الثقة وتبادل الاتهامات بين مختلف مكوّناته لدرجة انتشارها وتصعيدها إعلامياً، على عكس ما كان عليه الهلال طيلة عقوده الماضية وفي عز أزماته..
الآن وبعد أن أعلن الأمير عبد الرحمن بن مساعد استقالته من رئاسة النادي، ومن أجل ألا تكون آثارها عكسية وإفرازاتها مؤثرة على حاضر ومستقبل النادي في هذا الوقت الحرج، من الضروري أن يتحمل مجلس أعضاء الشرف مسؤولياته ويسارع إلى ترشيح الرئيس والإدارة البديلة..
كحيلان يبرئ البلطان!
جاء تصريح الأمير فيصل بن تركي بعد لقاء الرائد والذي هاجم فيه بشدة وهدد صراحة أحمد عيد، ومذكراً إياه أن النصر هو من ساهم في فوزه في الانتخابات، ومؤكداً أن كلامه هذا يُعد الإنذار الأخير لعيد، جاء ليكشف لنا حقيقة ما يجري داخل أروقة الاتحاد، وأنه أصبح أداة في يد أندية بعينها يتعامل معها على الطريقة التي سبق أن أشار إليها وحذر منها الموسم الماضي رئيس الشباب السابق خالد البلطان، حين قال: (اتحاد القدم ضعيف ويخدم الأندية التي صوتت له)..
مثل هذا التصريح الخطير لا يتوقف عند قرار من لجنة أو خطأ من حكم في مباراة، وإنما يتعداه إلى حيث يمس منظومة اتحاد الكرة بكل أجهزته وأعضائه، ويشكك في نزاهتهم حين يرى أن أي نادٍ صوّت لرئيس الاتحاد في الانتخابات من المفترض أن يحظى من اتحاد الكرة ولجانه بمعاملة خاصة ومختلفة عن الأندية التي لم تصوت له، كما يؤكد بتوجيه الأمير فيصل إنذاراً أخيراً لرئيس الاتحاد حقيقة ضعف الاتحاد، وأن هنالك أندية أقوى من الاتحاد وهي من تتحكم به وتفرض عليه قراراته، وطالما أنه الإنذار الأخير، فهذا يعني أن هناك إنذارات سابقة فما هي؟ وما مبررها ؟ وماذا صنع اتحاد الكرة حيالها؟!
بعد هذا التصريح المجلجل وحتى لا تدب الفوضى بشكل أكبر ويتحول مجالنا الرياضي إلى (كل من إيده إله) سيكون اتحاد الكرة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يعاقب رئيس النصر بحسب ما تمليه اللوائح وبلا تهاون أو تنازل أو تباطؤ، وإما أن يعترف بعجزه وعدم قدرته على ممارسه حقه وصلاحياته والدفاع عن نفسه وبالتالي يقدم استقالته ..!
من الآخر
* إخفاقات المواسم الأخيرة لا تلغي نجاحات الأمير عبد الرحمن بن مساعد في بداية رئاسته، وكذلك حقيقة أنه لم يرتكب طيلة السنوات الماضية أي تصرف أو تصريح مهين أو مسيء لأشخاص أو جهات رغم ما تعرّض له شخصياً وفريقه من تجاوزات لا تُعد ولا تحصى..
* بمثل ما أشدنا وامتدحنا الأمير فيصل بن تركي على جهوده وتعبه وبذله وحماسه وإخلاصه لناديه وبراعته في نقل نصر إلى مصاف الأبطال فإننا في المقابل نلومه على تصريحه الأخير، ليس فقط لأنه أخطأ بحق اتحاد الكرة ورئيسه الخلوق أحمد عيد، وإنما لتأثيره السلبي على استقرار فريقه المتصدر..