- شكر الله لمن سعى بذلك. وساهم في إنقاذ أخيه، ورفع درجاته.والدال على الخير كفاعله. والتبرع بالدم ليس عملا إنسانيا فحسب، كما يروج له بعض من قصر نظرهم.. بل التبرع في بلادنا، وفي ديننا.. دِين ندين الله به.. وعمل صالح نتقرب إلى الله به.. فهو عبادة وليس عادة. وهو ضمنا عمل إنساني نبيل.
- على كل متبرع أن يحتسب الأجر في تبرعه، يحتسب أنه ينقذ بذلك نفسا، ويعتق رقبة من الموت.. والموت مصيبة عظمى على ذويه كما سماه الله سبحانه : (فأصابتكم مصيبة الموت).. فليحتسب أنه يحيي نفسا (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. .. ) كما صرح بذلك القرآن الكريم.
- ليستشعر المتبرع أنه يربأ بتبرعه صدع أسرة من أن تترمّل أمهم، ويتيتم أطفالهم.. وفي الحديث (المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله..) هذا فضلا عن ما يجنيه المتبرع من فوائد طبية وأوسمة عملية لا تخفى على ذوي البصائر.
- لابأس إن يعلم ذوي المتبرع والمتبرع له بفزعة الآخرين لهم .. تحقيقا لتوجيه الباري ( إن تبدو الصدقات فنعمّا هي...) ففيها تشجيع للآخرين وشحذا لهمتهم.. ولأنها من ذوات النفع المتعدي للغير.. وتحقيق لتواد المسلمين وتعاطفهم وتراحمهم، وجعلهم كالجسد الواحد..
الذي أمر به الشارع الحكيم..
في الشام أهلي، وبغداد الهوى
وإنا في الرقمتين وفي الفسطاط جيراني.
وحيثما ذكر اسم الله في بلد
عددت ذاك الحمى من لب أوطاني
- التبرع بالدم للوافدين لبلادنا يزرع للسعوديين سمعة طيبة ويصد عنهم كثيرا من الاتهامات التي تلقى عليهم.. وإذا كان الشرع الحنيف قد اوجب علينا إعطاء ابن السبيل الذي انقطعت به السبل من الزاد والشراب نصيبا من زكاة أموالنا، بل جعل ذلك ركنا من أركان الإسلام.. فكيف بمن فقد دمه وحياته أو كاد.؟؟
- إن في التبرع كسر لداء الزهو والعجب والغرور.. وتحقيقا لمناط الإيمان الذي أوقفه الشارع الحكيم على مدى صدق محبتنا لغيرنا بمقدار محبتنا لأنفسنا.. والله المستعان.
- إن في التبرع تحقيقا وتصديقا لما نتفاخر به من النخوة والكرم والشهامة التي نضج بها عبر مجالسنا وشعرائنا وقنواتنا التي طوّحت بالهياط في الآفاق.. فإذا كان الكريم تبرع بطعامه فإن المتبرع تبرع بدمه وجاد بنفسه وروحه..
{ يجود بالنفس إذ منّ البخيل بها
والجود بالنفس أقصى غاية الجود}.
- إن في التبرع كسر لحدة العنصرية والأنانية التي تدعو لحصر المنفعة على أبناء القبيلة والعشيرة.. فأخوة الدين مقدمة على أخوة الطين.. والسلام عليكم.
- رياض الخبراء