من منا لا يعرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيزآل سعود أمير منطقة القصيم ونحن في منطقة القصيم تلك المنطقة الواعدة سلة الغذاء ذات التربة الذهبية والنخيل الباسقات ذات الرطب الجني {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}، نحن نعرف أن سمو الأمير فيصل أحد أفراد تلك الأسرة العريقة، مثقف ويحمل مؤهلات عالية في السياسة، ولم يكتف بها بل أضاف إليها الفن في كيفية سياسة البشر، فقد أبدع بإدارتهم وتفنن في تعامله مع أبناء المنطقة حتى لقد أصبح أباً للصغير وأخاً للكبير. وحسن تعامله مع أبناء القصيم طبع حبه ومودته في قلوبهم، وهو معهم بروحه وقلبه وعقله. عُيِّن نائباً لأمير منطقة القصيم بتاريخ 18-2-1427هـ، ومن ثم صدر الأمر الكريم بتعيينه أميراً لمنطقة القصيم بتاريخ 9-4-1436هـ، والله يستاهل سموه، فهنيئاً له، وأبارك لسموه من أعماق قلبي. وما أن سمع أبناء المنطقة بتعيينه أميراً لمنطقتهم إلا وتباشروا بهذا الحدث العظيم الذي طالما انتظروه، وتوالت عليه التهاني وتقاطرت الوفود لتهنئته بتلك الثقة الكريمة التي منحت لسموه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- الأمر الذي رسخ الثقة به من قبل أبناء المنطقة لعلمهم أنه لم ولن يألو جهداً في خدمتهم والعمل لكل ما فيه راحتهم، وليست هذه الحال بالجديدة بل هي تأكيد للسوابق من أعماله الخيرة وخدماته الجليلة، ولا غرو في ذلك، كيف لا وهو من قال لمن قدموا له التهنئة من أبناء المنطقة حضورياً (قلبي مفتوح للجميع ولا تبخلوا عليَّ بالنصيحة). تمنيت لو كنت معهم بجسمي وروحي لأحظى بسماع تلك العبارات الجميلة بأذني ولأراه بأم عيني، ولكن ظروف الحياة حالت دون تحقيق أمنيتي. وقال سموه (إن ما وجدته من مشاعر من أهالي المنطقة يحملني مسئولية عظيمة لأكون على قدر المحبة والتفاعل مع المشاعر الصادقة)، وقال (إن خدمة أهالي القصيم هي دافعي للعمل)، وقال مخاطباً أهل المنطقة (أعدكم بالعمل ليلاً ونهاراً لتطوير المنطقة وخدمة مواطنيها). نستخلص من تلك العبارات جل التواضع واستصغاره لما قدم سلفه، وما ذلك إلا تأكيد لما كان يقوم به سلفه سمو الأمير فيصل بن بندر لخدمة أهالي تلك المنطقة. وأخيراً خاطب الأطباء عند تدشينه خدمة الخط الساخن الذي يربط المديرية العامة للشؤون الصحية بمستشفيات المنطقة، لاستشعار المسؤولية والأماة الملقاة على عواتقهم، إذ قال لهم: (تجاوبوا مع الحالات الطارئة). من هنا ندرك أن سموه فاتح عينيه على كل صغيرة وكبيرة تخدم مواطني المنطقة، فأمير مثل هذا مخلص لدينه ومليكه ومواطنيه متفاني في خدمة أبناء منطقته ألا يجد مكاناً في قلب كل مواطن، فقد سكن في قلوب أبناء المنطقة صغيرهم قبل كبيرهم. والذي أعرفه عن سموه أنه يتمتع بثقافة ممتازة وصدر رحب وتواضع جم وأذن سامعة صاغية وعين راعية ورؤية ثاقبة وحس مرهف وقلب ينبض بالحب والولاء لولاة الأمر ولأبناء وطنه بصفة عامة وأبناء منطقة القصيم بصفة خاصة، لذا أتوجه إلى أبناء المنطقة وخصوصاً القياديين فيها بأن يضعوا أيديهم بين يدي سموه لينهضوا بمنطقتهم علمياً واقتصادياً وصحياً، وأن يلبوا طلب سموه بأن لا يبخلوا عليه بالنصيحة، فالنصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، وأن يتحملوا مع سموه هَمَّ المنطقة وهَمَّ المسؤولية فيها وهَمَّ شبانها من بنين وبنات ليرسوهم على مرافئ بر الأمان ويجنبوهم مسالك الظلام وبؤر الانحراف والخسران، وأن لا يألوا جهداً في سبيل تطوير منطقتهم، فاليد الواحدة لا تصفق ولكن مجموع الأيدي تدوي بالتصفيق. واختم مقالي بالدعاء لسمو الأمير بالتوفيق والسداد وأن يمنحه بطانة صالحة ناصحة تعينه إذا أصاب وتدله على الصواب إذا أخطأ، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما وأسأله أن يمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد المثقل بالعمل الصالح.. وبالله التوفيق.