علي الصحن
ثم انتهت قصة ريجيكامب مع الهلال، وهو المدرب المختلف عليه منذ اليوم الأول لتوقيعه مع النادي، والمدرب الذي كان البعض لا يتمنى نجاحه لأسباب يعرفها الجميع، والمدرب الذي وقع تحت الضغط منذ حكاية وصوله الشهيرة للمطار!!
لا جدال أن ريجي فشل في مهمته مع الهلال، وهذه حقيقة لا خلاف عليها، الرجل هو المسؤول الأول عن الفريق، وصاحب القرار الأول فيه، وإن لم يكن الأمر كذلك فهذا فشل جديد آخر يضاف إلى سجله مع الفريق!!
ريجي استلم فريقاً يعاني وجمهوره من إحباطات الموسم السابق والخروج من منافساته بلا غلة على غير العادة، وإن كان التأهل إلى ربع النهائي الآسيوي قبل الإجازة قد جعل في اليد شيئاً وإن لم يكن مقنعاً بما فيه الكافية لجماهير تعودت أن يخرج فريقها كل موسم بلقب على الأقل.
وقع المدرب الروماني من البداية بين مطرقة من يريدون نجاحه من أجل الفريق، وسندان من يريدون فشله لإثبات خطأ إقالة سلفه!! وما زاد الطين بلة أن هناك طرفا ثالثا كان يريد نجاحه من أجل إثبات صحة قرار المدرب السابق أكثر من النجاح من أجل الفريق المقبل على موسم صعب!!
بدأ ريجي عمله مع الفريق وكانت رحى النقد واستغلال الأخطاء في عمله تدور بلا هوادة، هناك من كان يبحث حتى عن إبرة في كومة قش لإبرازها والتأكيد على عدم كفاءته، غير أن النتائج الجيدة في البداية والوصول إلى نهائي القارة جعلت معظم الأطراف تلقي خلافاتها جانباً وتلتئم من أجل الفريق الذي لم يكن يعرف الانقسام عليه طوال تاريخه!!
لعب الفريق النهائي وخسر بمباركة مدربه وعدم تركيز لاعبيه وقبل ذلك كله بقرارات الصافرة ذهاباً وإياباً.. كانت خسارة اللقب الحلم كافية لإشعال الجذوة التي لم تنطفئ تحت رماد الخلاف!! ألقت الخسارة بظلالها على الفريق، لم تكن تبعات الخروج المر سهلة.. تواصلت الأخطاء، تراجع الفريق، تضاءلت حظوظه في الدوري، خسر نهائي كأس ولي العهد، وألغي عقد المدرب، ودارت رحى البحث عن مدرب جديد!!
المدرب الروماني لم يشأ أن يستسلم ويرضى أن يكون كبش الفداء وحده، وعلى طريقة (أن كنت رايح كثر الفضايح) خرج عن صمته وكشف كما نشرت الجزيرة أمس الأول عن: (الإدارة خذلته كثيراً سواء بابتعادها عن الفريق أو تهاونها مع اللاعبين / المفرج يفتقد للصرامة والقوة حاله كحال الإدارة / نجوم الهلال هم الأفضل في الساحة لكن عدم الانضباطية بسبب الضعف الإداري ساهم في عدم تحقيق الألقاب...)... والحقيقة أن كل كلام المدرب - وإن كان بعضه يحتمل الصحة - مردود عليه، ويشهد على ضعفه وعدم قيامه بعمله على الوجه الصحيح.
- إذا كان يرى أن الإدارة خذلته فلماذا لم يصارحها من البداية، ولماذا لم يتحدث معها صراحة بهذا الشأن؟؟
- إذا كان المفرج يفتقد للصرامة والقوة، فأين دوره كمدرب وأين قوته مع اللاعبين، فالجميع يتفق على دور الإدارة، لكن المدرب قوي الشخصية له دوره أيضاً!!
- وإذا كان يرى أن نجوم الهلال هم الأفضل وأن عدم الانضباطية ساهم في عدم تحقيق الألقاب.. فأين دوره أيضاً، ولماذا لم يستطع صناعة شيء من خلال هؤلاء النجوم، ولماذا لم يدربهم على الأقل على تنفيذ ضربات الجزاء التي أضاعها النجوم غير مرة وفي مواجهات حاسمة؟
أعرف ويعرف غيري أن ثمة ضعفا واضحا في الشأن الإداري في الهلال، وما المطالبة برحيل الإدارة إلا تأكيد على ذلك، وأعرف أن المدرب ربما يعاني جراء ذلك، لكن الحقيقة تقول إنه تحدث بعد فوات الأوان، ولو كان تحدث وهو على سدة العمل لكان لحديثه قيمة، ولرأيه وقع.. ولكن!!
** المهم الآن.. أن الهلال سيدخل مرحلة جديدة مع مدرب جديد، وغني عن القول إن أي مدرب في العالم لن يكون قادراً على تحقيق أي شيء ما لم تتآزر الجهود وتشد مصالح الفريق بعضها بعضاً، لقد انتهت مرحلة ريجي ومرحلة ما قبل ريجي، وذهب كل في حال سبيله وبقي الهلال يعاني، وجروحه تنزف، وخسائره تتوالى.. وعلى الإدارة إن قررت الاستمرار - وهو ما يلوح في الأفق - أن تضع حلولا كافية لذلك.. فمن الظلم أن يخسر الفريق بسبب استهتار لاعب، ولا مبالاة آخر، وعدم اهتمام ثالث، الهلال مليء بالنجوم، ولن يقف على لاعب، وعندما يتم الحزم مع نجم، سيتعلم البقية..!!
إذا كانت الإدارة تريد النجاح وبعد أن ألغت عقد المدرب أن تعيد النظر في أمر إدارة الكرة، فمع احترامي لمدير الكرة الحالي ولما يقوم به من عمل، فإنَّ الواضح ألا يقدم أي إضافة، ولا يعالج أي مشكلة، وان عمله لا يتجاوز العمل الروتيني الذي يمكن أن يقوم به مساعد سكرتير الإداري!!.. الهلال في ظل هذه الظروف، وفي ظل خسائره المتواصلة، وعدم مبالاة بعض لاعبيه بحاجة إلى مدير كرة قوي الشخصية، وصاحب تأثير وقرار، ومن الرجال الذين يترك عملهم أثراً...!!
... أخيراً وفي هذا الظرف العصيب الذي يمر به الهلال: لماذا لا تسلمه الإدارة إلى عضو شرف قوي وحازم أو إلى لجنة مؤقتة تتدبر أموره حتى نهاية الموسم... ولماذا لا يتدخل أعضاء الشرف، أم تعجبهم نتائج الهلال... ليس في كرة القدم بل في كل الألعاب!!!