أستغرب ويستغرب معي كل عاقل السكوت الإعلامي عن مجرم عميل أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه (رجل إيران في السعودية) وكشف بما لا يدع مجالا للشك أو للريب فيما يحمله من حقد وكراهية وخيانة وخبث لهذا البلد الذي عاش في حماه وتمتع بخيراته، لقد أثبت بما قام به من أعمال وأولها أنه كان (رأس الفتنة في العوامية) ومشعلها والخبيث الذي دعا إلى العصيان والتمرد والخروج على
الحاكم وطاعة ولي الأمر، ومشاركته في أعمال القتل ودعوته لكل ما يخالف شرائع المولى سبحانه.. أنه كان يجب تنفيذ حكم الله فيه منذ زمن وليس الآن.. وبعد صدور الحكم المنبثق من تعاليم الشريعة الإسلامية ظهرت تلك الأصوات النشاز في الحكومة الإيرانية عبر وسائل إعلامها باستخدام عبارات ليست في مكانها في تدخل سافر ومكشوف للدفاع عن هذا العميل الذي بانت كل بوائقه، وكثير من المحللين السياسيين يستغربون هذا التدخل الإيراني السافر في شؤون بلد آخر متناسية ما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية وما تمارسه هي من أحكام بشكل مجحف وقاهر بحق مواطنيها الأبرياء، وما تفعله مع عرب الأهواز من انتهاكات وتجويع وإعدامات وتهم جاهزة تحت مسمى (محاربة الدين) وانتهاك الأمن القومي أو الاتصال مع الوهابية، كما تزعم حكومة إيران، ومناظر الشنق اليومية في الشوارع العامة تتناساها الصحف الإيرانية ولا تذكر شيئا من حقوق الأقلية البلوشية التي تعيش في القرون الوسطى على حدودها مع باكستان.. كما أن الإعدامات على الهوية متكررة ويروح ضحيتها أناس يعبرون سلميا عن آمالهم في الأهواز وبلوشستان والسنة الأكراد، لذلك نرى ونسمع الإعدامات بالمئات والاختفاء القسري متكرر ولم تتدخل السعودية في هذا الشأن احتراماً للمبادئ والأعراف الدولية التي تعيرها المملكة اهتماما وعدم تدخلها في شؤون دول أخرى، ولذلك لابد أن تعيد المملكة ودول الخليج النظر في التعاطي مع التمدد الإيراني ومحاولات طهران للتدخل في شؤون البلد والتعاطي مع قضية داخلية أخذت مجراها القضائي والقانوني، وطهران لديها الكثير من الثغرات التي يجب أن تستخدمها دول الخليج لإيقافها وإجبارها على احترام الأعراف الدولية وحقوق الجوار.
إيران منعت أكثر من مليون (سني) في طهران من إقامة صلاة عيد الأضحى الماضي فكيف لها أن تتحدث عن الحكم على مواطن سعودي اعترف بما اقترفه من جرائم وليست جريمة واحدة، وخان وطنه وتعاون مع الأعداء وكان رأسا للفتنة ومشعلها في العوامية، وأظهر بوقاحة حقده الدفين وخروجه على كل التعاليم الشرعية. كيف لإيران أن تتحدث عن الحكم وهي التي تمنع شعبها من وسائل الإتصال من (واتساب ) و (فايبر) و( تويتر) و (فيسبوك) وجميع وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تتحدث عن حرية الرأي في السعودية (حدث العاقل بما يعقل).
الغريب والمستغرب إعلامنا الذي نام بعد صدور الحكم ولو كانت مشكلة في هيئة الأمر بالمعروف أو حدثا صغيراً لرأينا التعليقات بالمئات، ولرأينا الكتاب والنقاد والمحللين يتبارون في الانتقاد..!! قضية نمر النمر، يا سادة، هي خيانة وطن وخروج على الحاكم وإشعال الفتن وإشهار عمالته وخيانته علناً وكان يجب أن يكون الحكم أشد وأقسى، وأن ينفذ من زمن، ولكن كما هي عادة المملكة التريث لتبيان كل الأمور ولكن مع هذا الآبق الأشر الأمر واضح ولا يحتاج إلى تحليل ولا محللين، يحتاج إلى حكم الله فيه وأمثاله من الخونة كما قال تعالى في كتابه الكريم: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33 سورة المائدة).
لهذا يجب ألا تأخذنا في الحق لومة لائم، وأن ينفذ حكم الله في من يرتكب جرائم تخل بالأمن وتخرج عن نطاق العرف، كما هو الحال مع هذا وأمثاله، والله المستعان نسأله سبحانه أن يكفينا ويكفي هذا البلد شر من به شر ويرد كيد الأعداء في نحورهم، وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.