ميسون أبو بكر
لبيت صباح الثلاثاء دعوة كريمة من جامعة الأميرة نورة حول ملتقى كرسي صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة الذي آثر في سنته الثالثة أن يكون الطفل واللغة هو عنوانه الكبير، في وسط ما تواجه لغتنا الفصحى من تحديات في زمن العولمة والانترنت والتقنية بأشكالها المختلفة.
أوراق عديدة حملت مضامين وعناوين مختلفة طرحت في الملتقى، وفي هذه العناوين أسئلة تحتاج إلى إجابات قد تروي ظمأ الحريص على متابعة شأن لغتنا.. هويتنا، فما الذي تسبب بقضم اللغة العربية لدى أطفالنا؟ وما التحديات التي واجهت اللغة العربية لأن تكون اللغة الأم.
الطفل الذي يجد بيئة مناسبة لتوجيهه وصقل مواهبه وتعميق انتمائه للغته بالإصرار على أن يتحدثها هو طفل سيبدع في تداولها وجعلها في المرتبة الأولى في التعامل مع أقرانه ومجتمعه، حيث إنه تكاتفت جهود جهات متعددة على سبيل المثال لا الحصر كمكتبة الملك عبدالعزيز التي لقسم الطفل فيها الحضور الكبير والجهود الكثيرة لتعزيز انتماء الطفل للغته وترسيخ القراءة لديه، العجيب في الموضوع أن هذا الطفل وأقصد الطفل العربي الذي يمكننا أن نطلق عليه بصراحة بالغة طفل التقنية، أو جيل الانترنت: كيف لم يستغل التقنية لإجادة اللغة العربية بل حدث العكس تماما بأن أصبح أغلبية هؤلاء الأطفال يهوون مرة بعد الأخرى في وجه التقنية واستخدام ما يسمى بالعربيزي أو الكتابة بالأحرف اللاتينية والتعليق برموز جاهزة بعيدا عن محاولة التعبير عن ذواتهم.
فهل هذا الطفل ضحية تقصير أسري في تثبيت حضور اللغة العربية وضحية إعلام لم يأبه للطفل بل كان دافعه هو الكسب المادي؟ رغم أن هذا الطفل ببداية الست سنوات الأولى من عمره فإنه يسهل عليه تلقي اللغة العربية وترسيخها في عقله ووجدانه، اللغة العربية من اللغات الأولى المعترف بها عالميا فما الوسائل للنهوض فيها، وجعلها وسيلة التخاطب الأولى في المجتمع؟ يأتي دور جهات مختلفة وداعمه للغة لتحقيق أهدافهم ورسالتهم النبيلة وان لم تتكاتف الجهود وإد المشروع منذ باباته.
كانت فعالية مهمة احتضنتها جامعة نورة في إطار تحقيق رؤية الملتقى الذي يشرف عليه كرسي الجزيرة التي حضر رئيس تحريرها وقد تفاعل الحاضرون مع مداخلته التي لخصت الأهداف وشرحت فكرة الكرسي.
لغة الطفل أمانة في عنق الأسرة والمدرسة والإعلام ويجب أن نجعلها في مقدمة الأجندات في الدولة، طوبى للغتنا التي تستوعب ما لا تستوعبه اللغات الأخرى والتي هي تاج الأصحاء من الشباب والأطفال.