ضُمِّي إليكِ بقايا بُلبلٍ غَرِدِ
يا عذبة المُلتقى، يا ندوة الأحد
طارت إليَّ أحاديثٌ مُنمنمةٌ
عن العِطَاشِ إلى سلسالِكِ النَّجِدِ
إلى الكُرُومِ التي تزهُو وقد صَدَحت
فيها العناقيدُ.. لم تَبخَل على أحدِ
ويشمخُ الشعرُ في بُرديكِ مُتشحاً
بالعُنفوانِ، بِعطرِ اللهِ، بالصَّيدِ
يطوفَ راشدُ بالأغلى.. على نفرٍ
من أهلِنا.. يا لبيتٍ بالوفاءِ نِدي!
بالأريحيَّة، بالنُّعمى، بشاردةٍ
من القوافي لها قلبُ الرِّمالِ صَدِي
ضُمي إليكِ جناحي ظامي عصرت
حياته جمرةٌ عطشى إلى أبدِ
إلى ينابيعَ.. لم تحلُم بها شفةٌ
إلى شواطئ خَلفَ الهمِّ والسَّهَدِ
حَملتُ تاريخَ آلامي على وَتَري
وعُدتُ منهُ.. رَمَادُ العُمرِ مِلءُ يَدي
ضُمِّي بَقيَّة أصدائي مُجرَّحَةً..
يا حُلوةَ المُلتَقَى.. يا نَدوةَ الأَحَدِ
** ** **
من ملف المجلة الثقافية عن الفقيد - عدد 102 4/6/2007م
سليمان العيسى - دمشق