جاسر عبد العزيز الجاسر
الآن بعد أن أوصل الحوثيون الوضع في اليمن إلى الحالة التي هي عليه الآن ماذا سيكون الموقف والوضع..؟
المهتمون بالوضع اليمني والذين يمتهنون التحليل السياسي وبالذات من الخبراء اليمنيين أنفسهم يرون أن اليمن أمام خيارات عديدة وجميعها صعبة ومريرة سوف يتضرر منها اليمنيون قبل غيرهم، ومن هذه الخيارات:
1- تقسيم اليمن وتشطيره على أساس طائفي، فلم يعد كافياً عودة الجنوب كدولة مستقلة، كما يعمل ويطالب الحراك الجنوبي، بل إن الأقاليم الأربعة التي تضم (الشوافع) وهم معتنقو المذهب الشافعي من أهل السنة يتجهون إلى إقامة دولتهم على أساس فيدرالي تضم المحافظات الجنوبية والشرقية، إضافة إلى محافظات إب وتعز والبيضاء والجوف ومأرب، وهذا التوجه يحظى بتأييد العديد من السياسيين وحتى المثقفين وشيوخ القبائل الذي سئموا تسلط الزيديين بالرغم من قلة عددهم، والذي زاد من سأمهم إلى حد الغضب ركوب الحوثيين وهم أشد طائفية السلطة في اليمن ويريدون إخضاع الأكثرية السنية لهم، مثلما هو حاصل في سورية ولبنان والعراق.
2- الخيار الثاني: تفريغ اليمن من السفارات والممثليات الدبلوماسية وفرض عزلة سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية.
3- الخيار الثالث: إشغال الحوثيين في مواجهات عسكرية محدودة في مناطق بعيدة نسبياً عن معاقلهم العسكرية، وأكثر هذه المناطق خطورة على الحوثيين مأرب والبيضاء وشبوة وحضرموت.
4- الخيار الرابع: استنزاف الحوثيين ومن يؤيدهم من خلال تظاهرات شبه يومية واعتصامات في الميادين وساحات التظاهر في صنعاء والمحافظات، وهو ما يطلق عليه اليمنيون الرافضون للحوثيين بالنضال السياسي، ومن شأن هذا الخيار أن يجعل الحوثيين مستنفرين سياسياً، ومنعزلين عن الشعب، وقد يتطور الأمر إلى أسوأ من ذلك إذا ما ارتكب الحوثيون حماقات إطلاق النار على المتظاهرين والمعتصمين.
5- الخيار الخامس، وهو خيار سلبي لليمنيين ولكنه في نفس الوقت يمتص جزءاً كبيراً من القوة العسكرية الحوثية، الذي يتمثل في تصعيد تنظيم القاعدة من عملياته العسكرية والتسرب إلى داخل إقليمي الشمال.
كل هذه الخيارات ستؤدي إلى شلل سياسي وتوقف تام للأنشطة الاقتصادية التي ستؤثر على الحياة المعيشية للشعب اليمني، الذي سيكون أمامه خيار موحد، وهو إعلان ثورة لجياع اليمن بعد أن يعجز الحوثيون عن تلبية طلباتهم الملحة بعد أن يتخلى المانحون ويبتعدون عن دعم عبثهم الطائفي.