في إطار اضطلاعها بمسؤولياتها الاجتماعية، وعبر تخصصها في المجال الإعلامي، وبخاصة في الميدان الصحفي، تولي مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر في المملكة العربية السعودية أهمية بالغة لتوطيد العلاقة القوية بينها وبين الجامعات، دعمًا لدورها، ووفاءً بواجباتها
نحو خدمة المجتمع الذي احتضن مؤسسة الجزيرة وصحيفتها منذ نشأتها على مدى زمن يقترب من إكمال عشرة عقود، تمكنت مؤسسة الجزيرة خلالها أن ترسخ مكانتها وتؤكد وجودها في ساحة العمل الإعلامي، وأصبحت صحيفة الجزيرة واجهةً مشرفة للصحافة السعودية التي تلتزم بأسس ومبادئ السياسة الإعلامية للمملكة التي ترسخت وقامت على تعاليم الدين الحنيف وتأكيد الأخلاق والقيم النبيلة، وأكدت على وحدة الوطن وثوابته.
وقد حققت مؤسسة الجزيرة وصحيفتها الغراء نجاحات متلاحقة - منذ تأسيسها على يد مؤسسها الراحل الشيخ عبد الله بن خميس - فصارت غرةً في جبهة الصحافة السعودية والعربية، واستطاع رئيس تحريرها الواعي المستنير الأستاذ خالد المالك أن يجعل من صحيفة الجزيرة منبرًا ناطقًا بالصدق، متشحًا بالموضوعية والصراحة، متزينًا بأخلاقيات العمل الإعلامي، التي تعلي من شأن الحقيقة والشفافية، وتحرص على التناول الهادف لقضايا المجتمع، وتعمل على عرض الرأي الحر الذي يبني ولا يهدم، ينتقد ولا يجرح، في إطار من الصدق والوضوح الذي يضع مصلحة الوطن في قمة الواجبات، في إطار المسؤولية المجتمعية للصحافة، فأصبحت صحيفة الجزيرة لسان صدق للمجتمع السعودي، تجسد رأيه وتحقق رغباته في نشر الرأي البناء في قضاياه المختلفة، متجاوبةً في ذلك مع توجيهات قيادتنا الواعية - يحفظها الله - الحريصة على أن تكون الصحافة السعودية منبرًا حرًا يخدم الوطن والمواطنين في ظل سقف عال من الحرية الواعية الملتزمة.
لقد جالت هذه الحقائق بفكري، وأنا أتابع تلك الخطوات الموفقة لمؤسسة الجزيرة، وبخاصة عندما تم تدشين كرسي الجزيرة للإعلام السعودي في جامعة الملك خالد، وكان ذلك بمناسبة المؤتمر الدولي للإعلام الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير ونظمته جامعة الملك خالد، فقد جاء ذلك الكرسي العلمي المتخصص مواصلة لمسيرة الجزيرة في القيام بمسؤولياتها نحو الوطن وجامعاته العملاقة، فتدعم برامجها، وتهتم ببحوثها العلمية المتخصصة في الإعلام وبالدورات التدريبية المتخصصة، وورش العمل التي يعود مردودها ونتائجها العملية الإيجابية على مستوى الطلاب، الذين يتم إعدادهم لينخرطوا في العمل بالمؤسسات الإعلامية في المملكة، تلك المؤسسات التي هي في حاجة للمتخصصين المتسلحين بالعلم النافع، وبالقيم والأخلاق الفاضلة التي هي عوامل وعناصر لازمة، ولا بد منها لنجاح العمل الإعلامي وتميزه.
وإذا كانت مؤسسة الجزيرة قد تمكنت من تدشين ثلاثة عشر كرسيا علميا بجامعات الوطن، انطلاقًا من مسؤولياتها في خدمة الإعلام، فإنني - من موقع متابعتي الشخصية، وبحكم خبراتي ومسؤولياتي التي تشرفت بها في مواقع العمل المختلفة ومنها المجال الإعلامي - أهنيء مؤسسة الجزيرة ممثلة برئيس مجلس إدارتها مطلق المطلق ومديرها العام عبد اللطيف العتيق، ورئيس تحرير صحيفتها خالد المالك، بهذه الإنجازات المتلاحقة، التي جعلت صحيفة الجزيرة موجودة بكفاءة واقتدار في الميدان الإعلامي، وفي مختلف حقوله بدءًا من العناية بثقافة الطفل وانتهاء بتأسيس الكراسي العلمية في الجامعات، فصارت مضرب المثل في العطاء الثقافي والإعلامي، واستطاعت أن تصبح مشاركة في صناعة الإعلاميين وإعدادهم للمستقبل، ولتخرج بذلك من حيز الاستقبال لما تدفع به جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، لتكون فاعلةً ولها دورها المتميز في تجهيزهم للعمل الإعلامي البناء، في زمن أصبح للإعلام سطوته وتأثيره الذي لا يخفى على أحد.
فتحية لكل جهد مخلص يستهدف مصلحة بلادنا، ويسعى للارتقاء بصحافته وبإعلامه، وليصبح إعلامنا جديرًا بشرف الانتماء إلى هذا الوطن.
والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.