فاصلة :
((معرفة المرء أنه جاهل هي خطوة كبيرة نحو المعرفة))
- حكمة عالمية -
بالرغم من قدسية المؤسسة الزواجية إلا أنها تظل مثل أي مؤسسة تلعب البنية التحتية الدور الأساسي في نجاحها أو فشلها، لكن عالم اليوم أبرز تحديات مختلفة أمام استقرار هذه المؤسسة، من بينها قنوات التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم عاملاً مؤثراً في استقرار الحياة الزوجية .
وقد نشرت جريدة مكة في عددها الصادر يوم الأربعاء 28 يناير، دراسة بعنوان «المشكلات النفسية والاجتماعية لدى بعض زوجات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في مدينة الرياض» للباحثة منيرة القحطاني .
الدراسة شملت عينة قوامها 200 سيدة من الرياض يستخدم 88.5% من أزواجهن مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث ساعات يوماً، فيما 8% يستخدم أزواجهن تلك المواقع من ساعتين إلى ثلاث و3.5% يستخدمونها أقل من ساعتين في اليوم.
الزوجات أصابهن الاكتئاب والوسواس القهري نتيجة إدمان الأزواج مواقع التواصل الاجتماعي ، ورصدت الدراسة 13 تأثيراً مختلفاً على الزوجات، أهمها الشعور بحالة من القلق الدائم نتيجة إصرار الزوج على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وقد عبّرت عن ذلك 85% من المشاركات في الدراسة. ثم يأتي بعد ذلك الشعور بالاكتئاب من المعيشة مع الزوج بنسبة 73%، والغيرة الشديدة على الزوج بنسبة 71%، والإصابة بالوسواس القهري 71.5%، ومعاناة الزوجة من اضطرابات النوم بنسبة 69.5%، والخجل من تصرفات الزوج 62.5%، وتبلد الشعور تجاه الزوج 63%، وفقدان العاطفة نحو الزوج 58.8%، والعناد ضد رغبات وأوامر الزوج 51.5%، وظهور بوادر الغضب تجاه الزوج 48.5%، والتمرد على الزوج 46.5%، والعدوان على الزوج باللفظ أو اليد 19%.
وبالرغم من أن العنف على الزوج احتل ذيل القائمة، إلا أنه ملفت للنظر، وهذا يعني أن مواقع التواصل الاجتماعي لديها القدرة على توليد العنف بين أطراف المؤسسة الزوجية، وهو ما يمكن أن يبرز خطورة التأثير وهشاشة تكوين المؤسسة وعدم تماسك بنيانها بالقدر المطلوب.
إن مشكلة معظم المؤسسات عدم وضوح أهداف أطرافها واتفاقهم على القناعات والأولويات، وبالتالي تتعرض المؤسسة للانهيار، وهو ما يحدث في مؤسسة الزواج التي من المفترض أن تبنى على الاحترام المتبادل لتؤسس مستقبلها، لكن البنيان الاعتباطي دائماً ما يكون مصيره الفشل.