جاسر عبد العزيز الجاسر
الآن، وبعد أن تأكد للجميع أن الحوثيين ينفذون مخططاً صفوياً من خلال تطبيق مراحل متتابعة، فبعد إعلانهم الدستوري الذي أعلنوه من داخل القصر الجمهوري وبحضور وزيري الدفاع والداخلية، استيقظ علي عبد الله صالح، وأخذ يصرخ عن صعوبة تفرد مكون قبلي بحكم اليمن، وأن الحوثيين يرتكبون خطأ مميتاً..
علي عبد الله صالح يعرف تماماً أن الحوثيين ليسوا بالقوة التي تجعلهم يسيطرون على صنعاء وليس على اليمن، وأن الذي يسيطر على العاصمة ليس ما يسمى باللجان الشعبية، فالمظاهرات التي ظهرت في البداية مؤيدة للحوثيين، عبارة عن صفين: حوثيين أمام الإعلام والآلاف الذين خلفهم من أعوان علي عبد الله صالح.
الدبابات والعربات التي يجلس فوقها حوثي يصرخ الموت لأمريكا وإسرائيل بينما قائد الدبابة والجنود وطاقمها هم جنود علي عبد الله صالح وابنه العميد أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري الذي حول جنوده لخدمة الحوثيين.
ماذا بعد لدى الرئيس السابق علي عبد الله صالح وابنه العميد أحمد بعد استيلاء الحوثيين على السلطة.
طبعاً انقلاب الحوثيين لم يحظ بأي تأييد ولا موافقة لا داخل اليمن ولا خارجها، فاليمنيون يرفضون الانقلاب، وحدهم الحوثيون من يؤيدونه، وحتى المكون الزيدي منقسم؛ فالقادمون من صعدة ومن يستفيد منهم ممن جندوا وقبضوا الأموال وحدهم من سيبقون تحت راية اللجنة الثورية، وجماعة علي عبد الله صالح من جنود الحرس الجمهوري وضباطه إن لم ينسحبوا فلن يساندوا عمليات اللجان الشعبية.
في الخارج، باستثناء نظام ملالي طهران، رفضت كل الدول والقوى المؤثرة إقليمياً ودولياً انقلاب الحوثيين، دول الخليج أعلنت موقفها بوضوح، مجلس الأمن عد الخطوة خروجاً على الشرعية وهدد بفرض عقوبات على مستلبي السلطة في صنعاء وبانتظار العقوبات، وفي اليمن تتكون جبهة عريضة من المحافظات الرافضة لإعلان صنعاء، وهذه الجبهة تضم كل المحافظات اليمنية باستثناء صنعاء وعمران وصعدة.
في اليمن 60 مليون قطعة سلاح، ولم يطلق على الحوثيين حتى عشر هذا السلاح نتيجة تواطؤ (فلول) علي عبد الله صالح، والآن وبعد أن أدار الحوثيون ظهرهم لصالح وفلوله، ماذا يمكن أن نتوقع: هل تخرج هذه الأسلحة من مخابئها ويبدأ الصراع الدموي؟
وماذا سيكون موقف القوى الإقليمية فيما يجري في اليمن؟
طبعاً موقف نظام ملالي ايران معروف، سيتم إرسال الأسلحة والدعم وربما حتى المقاتلين، أما موقف دول الخليج العربية وبالذات المملكة العربية السعودية سيتبرع البعض بطلب التدخل كون اليمن يشكل العمق الإستراتيجي للمملكة، وأن تسارع بإرسال الدعم المادي لمن يواجه الحوثيين، في حين يؤكد الخبراء الاستراتيجيون أنه لا فائدة من دعم أي طرف يمني في الوقت الحاضر، فالمستنقع اليمني الذي أسقط عبد الناصر في أوج قوته سيدمر أي قوة تحاول التدخل في الصراع اليمني - اليمني؛ فأطراف القتال تبتلع المساعدات والأموال، اليوم يتحالفون معك وغداً يحاربوك!!.
الخبراء يقولون: اتركوا من يريد الغرق في مستنقع اليمن، واجعلوا الإيرانيين يواجهون مصير قوات عبد الناصر التي عجلت بهزيمة 1967م.