حائل - عبدالعزيز العيادة:
استبشر الحائليون كغيرهم من أبناء مناطق المملكة الغالية بمستقبل الوطن بعد الأوامر الملكية التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي جاءت في أصعب مرحلة يمر بها الوطن بعد رحيل فقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله لتصبح تلك الخطوات الأولى للقيادة الحكيمة مصدر فرح واطمئنان لمستقبل البلاد خصوصاً وقد توجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل وزاري هو الأكثر شباباً على مستوى المملكة منذ تأسيسها.
ويأتي استبشار الحائليين نظراً لسرعة وقوة القرارات التاريخية وتنوعها ووصولها إلى العمق بسهولة ولسان حالهم يتأمل تغييراً سريعاً نحو الأفضل للكثير من المتطلبات التنموية العاجلة والهامة فيما يتعلق بالصحة والطرق والكثير من المشروعات المتعثرة والمشروعات الأخرى المتوقفة والتي أعلنت ولم تنفذ بالإضافة إلى أهمية دعم المشروعات الإستراتيجية الجديدة لمنطقة كحائل أعلن بوضوح وبشكل مباشر بأنها من أقل مناطق المملكة نمواً ومن المناطق التي لم تنل حقها من المشروعات فالكل يتطلع بتفاؤل للقيادة الحكيمة نحو سرعة اعتماد الربط لسكة القطار بين قطار الشمال الجنوب وقطار الحرمين عبر منطقة حائل لتكسب المملكة خط نقل ميسر وآمن لحجاج بيت الله الحرام ممن يأتوا سنوياً عن طريق البر من روسيا ومن الدول العربية شمال المملكة من أجل تلافي أي حوادث مرورية -لاسمح الله- وذلك مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين سنوياً العابرين للمناطق الشمالية نحو الأراضي المقدسة ولكون الربط بين حائل والمدينة المنورة يقلل بنسبة كبيرة تكاليف المشروع الباهضة لربط قطار الشمال الجنوب الممتد من منجم حزم الجلاميد ومنجم الزبيرة ومركزها التابع لمنطقة حائل وصولاً إلى رأس الخير وقطار الحرمين الذي يصل المدينة المنورة بمكة المكرمة.
قطار حائل المدينة المنورة
يشير عدد من الخبراء إلى أن ربط قطار الشمال الجنوب بقطار الحرمين سيحقق قفزة نوعية في سرعة ربط أكبر قدر من مناطق المملكة بخدمات النقل عبر القطار وسيسهل عملية استكمال المشروعات في المرحلة اللاحقة لربط جميع مناطق المملكة وإيجاد هذه الخدمة فيها وسيمكن من إيجاد طريق نقل داخلي للبضائع بين المواني الشرقية والغربية من المملكة ولهذا جوانب أمنية ووطنية واقتصادية عالية كما أن انطلاق عملية ربط القطار من مركز إمارة الزبيرة التابع لإمارة منطقة حائل سيجعل من الخط الحديدي شبه مستقيم وبطريق سلس ومنبسط وبدون عوائق في اتجاه المدينة المنورة كما أن تواجد محطة القطار الخاصة بالركاب في قلب مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية المزمع إنشاؤها سيقفز بالخدمات المقدمة لحجاج الرحمن القادمين من الدول الإسلامية والعربية والعابرين عبر القطار إلى مستويات أعلى عالمية كما أن وجود ميناء جاف تتواجد به البضائع المتنوعة ووجود مطار دولي ضمن مكونات المدينة الاقتصادية سيضاعف من الخيارات المتاحة لخدمة الحجاج العابرين منطقة حائل إلى الأراضي المقدسة كما أنه سيكون عاملاً رئيسياً لخدمة عدد من المواقع الأثرية الهامة بين منطقة حائل والمدينة المنورة والتي تعد فيها منطقة حائل من أكثر المناطق احتواء للمواقع الأثرية الأهم والأشهر على مستوى المملكة والجزيرة العربية وتباعد مواقعها عن بعض بمئات الكيلو متر يجعل الفائدة منها أقل دون وجود خط قطار من الممكن ربط منطقتين هامتين كالمدينة المنورة وحائل من خلاله بالإضافة إلى إسهامه بدعم المواقع الأثرية مثل (جبة والحائط والشويمس وفيد جانين) وإحداث قفزة نوعية على مستوى المملكة في ذلك وعلى العكس لو تم اختيار بدائل أخرى فستتراجع منطقة حائل أكثر في سلم المناطق الأقل نمواً وستضعف الفرص الاستثمارية المتاحة في مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية كما ستبقى المناطق الأثرية المتباعدة بعيدة عن أي بوادر تطويرية مساعدة لها كوجود خطوط للسكك الحديدية التي بإمكانها أن تسهم بسهولة النقل من وإلى تلك المواقع عبر إيجاد محطات توقف قريبة منها.
وكان سعادة وكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول بن حسين الهذلول قد أكد أن مشروع تنفيذ ازدواج طريق رفحا - حائل (المباشر) لخدمة المسافرين بالسيارات والبالغ طوله (276) كلم والذي تقوم الوزارة تنفيذه على عدة مراحل يعتبر طريقاً هاماً ومحورياً من منظومة طرق الربط بين المناطق حيث يبدأ من طريق الشمال الدولي عند رفحاء ويرتبط مباشرة بطريق حائل المدينة المنورة المباشر والبالغ طوله (414) كلم سيحقق عند الانتهاء من تنفيذه ربط شمال شرق المملكة بالمدينة المنور عبر حائل كما يعتبر مسانداً للمحور الآخر طريق الجوف حائل القصيم السريع وسيساهم في خدمة الحجاج والمعتمرين القادمين من الشمال الشرقي المتوجهين للمدينة المنورة إضافة إلى مساهمته في تسهيل واستيعاب حركة النقل المحلي بين مناطق المملكة الشمالية والشرقية والنقل الدولي والعابر.
ترقب مياه التحلية
ولازالت عروس الشمال حائل بعيدة عن أهم مطلب يحقق الأمن المائي لها أسوة بمناطق المملكة الغالية الأخرى وهو تنفيذ مشروع ربطها بمياه التحلية على الرغم من قربها لمحاور ربط سهلة وميسرة عبر ثلاث مناطق قريبة منها وتحدها من ثلاث جهات وكلها تم وصول المياه المحلاة لها من عشرات السنين وهي المدينة المنورة وتبوك والقصيم فيما توقف مشروع استكمال الخط الناقل بين حائل والقصيم والذي كان مقرراً ربطهما كما لم يتم العمل على ربط المدينة المنورة بحائل ولا ربط تبوك بحائل بخطوط لنقل المياه المحلاة وكانت حائل قد شهدت خطة إيقاف أعمال التوسع الزراعي والإنتاج الزراعي عموماً بعد التحذيرات من وزارة المياه بخطر جفاف الآبار الجوفية للمياه في منطقة حائل وهو المورد المائي الوحيد الذي تعتمده عليه المنطقة حالياً للسقيا وإيجاد خط موازي له عبر خطوط نقل المياه المحلاة ومن أكثر من منطقة يجعل من هذا المشروع مطلباً إستراتيجياً هاما لتأمين مستقبل الأجيال القادمة وعدم ربطها بمورد مائي واحد قابل للتوقف مستقبلاً دون العمل على وجود بدائل وحلول أخرى تساعد على تحقيق الأمن المائي لجزء غالي من الوطن ولأبنائه.
الصحة تحتاج إسعاف
فيما كانت ولازالت هموم الصحة والخدمات الطبية على رأس ما يقلق الحائليين فعلى الرغم من حجم الأرقام التي انفقتها وزارة الصحة في مناطق المملكة لإنشاء مستشفيات ومدن طبية حديثة إلا أن حائل لازالت في مربعها الأول في برنامجها التطويري للقطاع الطبي وكافة المناطق بالمملكة والمناطق من حولها قد تجاوزنها بمراحل وباتت حائل تبحث عن نخوة وفزعة القائمين على المستشفيات في المناطق المجاورة لها لكي يستقبلوا الحالات المرضية نظراً لافتقاد المنطقة للكوادر الطبية المتخصصة في العديد من التخصصات الرئيسية المهمة وافتقادها لعديد من الأجهزة الطبية ولكون منطقة حائل باتساع مساحتها وتباعد محافظاتها ومدنها وقراها والتي تزيد عن 600 لازالت ذات مستشفى وحيد وبعدد أسرة محدود وخدمات طبية أقل من المأمول وهو مستشفى الملك خالد فباتت لايفي إطلاقا بحاجات المنطقة طبياً وم ذلك يعاني يومياً من الإعداد المضاعفة لمراجعيه وللمرضى دون أن تكون هنالك بارقة أمل عملية وفعلية لإيجاد خدمة طبية متميزة في المنطقة بعد استمرار تعثر مشروع مستشفى تخصصي حائل عدم استفادة المنطقة من مئات الملايين التي خصصت للمشروع ولازال رهين مراحل المشروع التي انتقلت من مقاول إلى مقاول ولازال المريض في حائل حائراً بين الانتقال خارج المملكة للعلاج وتحديداً في الأردن أو في الرياض أوفي المناطق المجاورة وكل الأمل بالتدخل وتشكيل لجنة على أعلى مستوى للتأكد ولإيجاد حلول عملية بخطط معلنة بشفافية عن مراحل الإنجاز وموعد تحديد وتقديم الخدمات الطبية الراقية للمواطنين.
دعم المشروعات المتعثرة
وتأتي مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية على رأس المشروعات التي أعلن عن توفيرها إلى مايزيد عن ثلاثين ألف وظيفة لشباب المنطقة على مدى عشر سنوات وكان توقيتها قد جاء بعد إيقاف الزراعة وتحول المزارع والمزارعين إلى اتجاهات أخرى وإصابة اقتصاد المنطقة بتراجع حاد إلا أن هذه المدينة الاقتصادية تعثرت من قبل أن تبدأ إلا أن تحرك الهيئة العامة للاستثمار مؤخراً بعث بالحياة من جديد بهذا المشروع بعد أن أعلنت الهيئة العامة للاستثمار استئناف العمل بمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية وتقليص مساحتها من 156 مليون متر مربع إلى ثلاثين مليون متر مربع كما أعلنت وزارة المالية عن حصر الأملاك المتعارضة مع مشروع المدينة الاقتصادية تمهيداً لنزعها وتعويض ملاكها إلا أن الكل بالمنطقة لايزال يتوق للحظة التي تتم فيها البداية الحقيقية والعملية لإنشاء المشروع.
شريان حائل إلى أين؟
كما أن مشروع توسعة طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي بحائل وهو الطريق الأهم لفك الاختناقات المرورية بحائل بحاجة لدعم المشروع وإنجاز مراحله كما أن إنجاز طريق حائل المدينة المنورة السريع والذي تأخر إتمام مراحله منذ سنوات بات مطلباً مهما والتأكيد على أهمية إنجاز ازدواج طرق حائل تبوك وحائل رفحا وحائل الحدود الشمالية بعد أن نجحت وزارة النقل في ربط حائل بالقصيم والرياض بطرق سريعة وكذلك ربط حائل بالجوف ولازالت التطلعات تترقب استكمال مشروعات المدارس التعليمية والمشروعات الجامعية وعلى رأسها إنجاز مشروع المستشفى الجامعي وتشغيله وهو المشروع الذي تعثر منذ البداية ولايزال بعيداً عن استفادة أبناء المنطقة من خدماته وجدد الكل في حائل البيعة للقيادة الحكيمة بعد أن بايعوا مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على السمع والطاعة وكلهم إخلاص للوطن ولولاة الأمر يحفظهم الله سائلين الله أن يديم على الوطن أمنه واستقراره في ظل حرص قيادة البلاد على تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عرف بشخصيته الحازمة والتزامه بمبادئ العدل والمساواة ودعم الفئات الأكثر احتياجاً ورؤيته حفظه الثاقبة للأمور ومحبته لكل جزء غالي من وطننا وحرصه على استمرار النهج القويم للحكم في المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- المبني على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والحفاظ على وحدة البلاد وتشجيع أبنائها الأوفياء خصوصاً وقد برز أبناء مناطقنا الغالية ككل وتحديداً أبناء عروس الشمال حائل في مواقف وطنية بارزة في حرب الخليج الأولى والثانية وأثناء الوقفة الوطنية للمواطنين ضد الفئة الضالة وانطلاق التضحية بالأرواح من قبل المواطنين الأوفياء من حائل إبان القضاء مبكراً على العييري ومشاركة الكثير من رجال الأمن من أبناء المنطقة في االتصدي لكل من يحاول العبث بأمن المنطقة فحمداً لله، فالقائمة طويلة لأعمال خالدة من كافة ابناء الوطن ومن أبناء حائل ويبقى الوطن شامخاً وعالياً وغالياً في قلوب الجميع وإلى مزيد من التطور والنماء بدعم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وعلى الحب والوفاء والإخلاص نلتقي لتبقى راية بلادي عنواناً للأمن والتطور والتكاتف بإذن الله.