فهد بن جليد
كم من فنان بدأ من (خزان بيتهم) لتدريب صوته واكتشاف موهبته؟ البعض يعترف، على طريقة المراكز الصيفية في الثمانينات، عندما كان الطلاب فيها يسجلون (أناشيدهم) في الغرف الفاضية في المدارس مع تواضع الإمكانات، لتُعطي صدى، يوازي أشرطة الكاسيت التي كانت متوفرة في تلك الحقبة الزمنية!.
قديماً كانت الأناشيد الإسلامية البريئة لها هدف جميل، رغم تحفظ البعض على مسمى -إسلامية- بكل تأكيد هناك أناشيد حُرفت عن (المعنى السوي) للترفيه، لتستغل عاطفة الصغار, ولكن سرعان ما تم التنبه للأمر، لضمان (سلامة) نهج وفكر، ما يُطرح في السوق من هذه الأناشيد حتى اليوم!.
قبل 9 سنوات حدث أول تماس بين (الأناشيد الإسلامية)، و(الأغاني الفنية) على اعتبار أن الفنانة (نانسي عجرم) ربما سرقت أغنيتها الشهيرة (شخبط شخابيط) من المُنشدين العزيزين (حامد الضبعان، وعيد سعود)، الثنائي (الحائلي) الجميل قال حينها إنه سيرفع دعوى قضائية ضد (بنت عجرم)، وأذكر أن المخرج الأردني (أحمد دعيبس)، قال لي يومها هناك تطابق بين المضمون والكلمات (بتعرفش) فيه حدا لطش من حدا (هاظ وارد)!.
(الأناشيد) بدون كلمة إسلامية، تقتات اليوم على (لطش الألحان) من الأغاني الفنية، وهذه قضية مؤرقة، على اعتبار أن ما يحدث هو استنساخ أغاني (بدون مؤثرات) وتغيير في بعض الكلمات، بينما أهمل مجال (الإبداع الإنشادي) ليتحكم فيه ملاك (مزايين الإبل) والمُنتفعين منهم، الذين باتوا يقودون (الحركة الفنية الإنشادية)، وسط غياب تام لدور (جمعية الثقافة والفنون)!.
التي يُفترض أن تنسق مع (وزارة الثقافة والإعلام) لضبط ما يروج له في تسجيلات (محطات الطرق) اليوم، على اعتبار أنها فلكلوريات شعبية، لا تقل خطراً عن الأناشيد السابقة، لأن بعضها يذكي روح (العنصرية والمفاخرة)، عند إحدى المحطات عامل جائل معه (كيس) يسألني (وش أنت..)؟ حتى يختار لي (السيدي) المناسب!.
دفعت (10 ريال) لأشعر بالصداع وأنا أردد طوال الطريق أبيات التغزل في (ناقة)، علماً أن الأنشودة الثانية كانت لنوع من السيارات قيمته (قيمة عمارة)..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.