عمر إبراهيم الرشيد
رأيت في استعارة هذا العنوان وهو لأحد أعمال أديب إنجلترا الأول ورائد الأدب الإنجليزي وليم شكسبير، وهو قصة كاثرين الابنة الكبرى لأرمل إنجليزي، شبهها الكاتب الكبير في جمالها الشرس وحدة طباعها وعنفوان أنوثتها بنمرة عجز عن ترويضها رجال كثر، إلى أن تمكن نبيل إنجليزي أشرس منها وأذكى من ترويضها ونيل قبولها.
تذكرت هذه القصة بفعل ما يسمى بعلم النفس بـ(تداعي المعاني) والحالة المزاجية والطباع التي وصلت بهذه النمرة التي دخلت القصور كما ولجت إلى أكواخ الفلاحين في أقاصي الأرض، ألا وهي تقنية الاتصال أو ثورة التواصل سموها كما يروق لكم. فهلا من يملك من السطوة وقوة التأثير للجم سعار هذه النمرة وترويضها.
يستغرب كثيرون ويعتب بعضهم على قلة تفاعلي معهم من خلال بعض وسائل التواصل فأجيب بامتنان لاهتمامهم بأني عجزت عن الوقوع في إغراءاتها، وأجيب أحيانًا بأني (كلاسيكي) تلطفًا، لكن قناعتي الشخصية ولا أدعي أنها هي الصائبة وقناعة غيري على خطأ إنما رأي عن قناعة، أن جزءًا كبيرًا مما يرد لدينا وفي بعض مجتمعاتنا العربية ومنها مجتمعنا عبر هذه الوسائط غث يسمم الذوق والفكر، غدت معه هذه الوسائط ساحات مشرعة لكل من أراد أن يظهر ويشتهر بأي ثمن وهنا مكمن الوباء.
أرجو التذكير بأنني مع كل مفيد ومثر للفكر ومغذ للروح، وراسم لابتسامة على شفاه متعبة أو باعث لضحكة في نفس منهكة، عبر أي وسيلة تقنية أو موقع افتراضي. ولا ننسى فضائل هذه التقنية التي أحسن وأقول كثيرون في منطقتنا العربية في استعمالها للنفع والإثراء تعليمًا وتثقيفًا بل وتوظيفًا ووسيلة لكسب الرزق الحلال. أحرص ما أمكنني ألا أعمم لأن التعميم جهل وظلم، كما أذكر النفس بالنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، والنظر بروح التفاؤل لا التشاؤم أو السوداوية، والشد على الأيادي الخيرة والمبدعين لدينا سواء في وسائل التواصل أو أي مجال كان، وإلا لما استحقينا صفة الوسطية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
إنما كما قلت بدءًا ان هي إلا وسيلة كما يعلم الجميع وصنيعة العالم الصناعي المتقدم، تعاظمت في العقدين الأخيرين حتى كادت تفلت من مربطها أو هي على وشك، مما يستدعي من يروضها ويحد من جموحها. ولقد تنادى قادة ورؤساء في الاتحاد الأوروبي واجتمعوا بأباطرة وملاك شركات الإنترنت ومحركات البحث والمواقع الدولية الإلكترونية لوضع خطوط حمراء وتطويع تلك المواقع لمنع استخدامها للتخريب والإرهاب.
الأجمل ومما يبعث على الإعجاب بل والاحترام حقيقة، أن فئات من الغربيين الذين هم الآن أهل التقنية التي يتعامل بها العالم أجمع وهم روادها، بدءوا في التمرد عليها والانعتاق من ربقة إدمانها أو الوقوع فريسة الاتكال عليها في كل شؤون الحياة. كمثال، المخرج الأمريكي الشهير كريستوفر نولان أوضح أنه لا يملك حتى هاتفًا محمولاً، حتى يعطي نفسه وقتًا للتفكير وتدبير أمور أهم، لاحظ أن هذا مخرج يتعامل مع آخر ابتكارات التقنية البصرية والمؤثرات وهو بأشد الحاجة لوسائل التواصل والهواتف الذكية، ولهذا ذكرته كمثال. مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيس بوك ومديره التنفيذي قرر على رأس هذه السنة قراءة كتاب كل أسبوعين فتجاوب معه اثنان وستون ألفًا خلال أربع وعشرين ساعة، بل وطالبه الكثيرون بقراءة القرآن وبعضهم بقراءة الانجيل ومناقشتهما على الجزء الذي خصصه بالموقع كنادٍ للقراءة ومناقشة الكتب المقروءة كل أسبوعين. أليس في هذا (أنسنة) وترويض لهذه التقنية لتسخيرها للثقافة والإسهام الحضاري وفعل الخير والجمال، وجدت في هذا الخبر حقيقة مثالاً ناصعًا على ذلك، وبالأخص أنه تعامل مع الكتاب والقراءة، عشق كل متيم حد التماهي مع سيد الجلساء وحاضن المعرفة وأوفي الرفاق، الكتاب. أنجلينا جولي ممثلة هوليوود الشهيرة وسفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعاشقة اللغة العربية، لجأت إلى تبادل الرسائل الورقية مع زوجها الممثل الشهير براد بيت، معللة هذه العودة إلى الورق بأنه وسيلة أكثر رومانسية وتشعرهما بدفء العلاقة وجمال الحياة والعودة إلى الإحساس بها أكثر.
التقنية ووسائط تواصلها نعمة إن سخرت للنفع وتيسير الحياة وإثراء العقول والأنفس، شرط ألا يقع الإنسان في عبوديتها، فهل يشرع صانعوها إلى لجمها، أو يبادر متلقوها من بقية العالم إلى تطويعها، إلى ترويض النمرة!
تذكرت هذه القصة بفعل ما يسمى بعلم النفس بـ(تداعي المعاني) والحالة المزاجية والطباع التي وصلت بهذه النمرة التي دخلت القصور كما ولجت إلى أكواخ الفلاحين في أقاصي الأرض، ألا وهي تقنية الاتصال أو ثورة التواصل سموها كما يروق لكم. فهلا من يملك من السطوة وقوة التأثير للجم سعار هذه النمرة وترويضها.
يستغرب كثيرون ويعتب بعضهم على قلة تفاعلي معهم من خلال بعض وسائل التواصل فأجيب بامتنان لاهتمامهم بأني عجزت عن الوقوع في إغراءاتها، وأجيب أحيانًا بأني (كلاسيكي) تلطفًا، لكن قناعتي الشخصية ولا أدعي أنها هي الصائبة وقناعة غيري على خطأ إنما رأي عن قناعة، أن جزءًا كبيرًا مما يرد لدينا وفي بعض مجتمعاتنا العربية ومنها مجتمعنا عبر هذه الوسائط غث يسمم الذوق والفكر، غدت معه هذه الوسائط ساحات مشرعة لكل من أراد أن يظهر ويشتهر بأي ثمن وهنا مكمن الوباء.
أرجو التذكير بأنني مع كل مفيد ومثر للفكر ومغذ للروح، وراسم لابتسامة على شفاه متعبة أو باعث لضحكة في نفس منهكة، عبر أي وسيلة تقنية أو موقع افتراضي. ولا ننسى فضائل هذه التقنية التي أحسن وأقول كثيرون في منطقتنا العربية في استعمالها للنفع والإثراء تعليمًا وتثقيفًا بل وتوظيفًا ووسيلة لكسب الرزق الحلال. أحرص ما أمكنني ألا أعمم لأن التعميم جهل وظلم، كما أذكر النفس بالنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، والنظر بروح التفاؤل لا التشاؤم أو السوداوية، والشد على الأيادي الخيرة والمبدعين لدينا سواء في وسائل التواصل أو أي مجال كان، وإلا لما استحقينا صفة الوسطية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
إنما كما قلت بدءًا ان هي إلا وسيلة كما يعلم الجميع وصنيعة العالم الصناعي المتقدم، تعاظمت في العقدين الأخيرين حتى كادت تفلت من مربطها أو هي على وشك، مما يستدعي من يروضها ويحد من جموحها. ولقد تنادى قادة ورؤساء في الاتحاد الأوروبي واجتمعوا بأباطرة وملاك شركات الإنترنت ومحركات البحث والمواقع الدولية الإلكترونية لوضع خطوط حمراء وتطويع تلك المواقع لمنع استخدامها للتخريب والإرهاب.
الأجمل ومما يبعث على الإعجاب بل والاحترام حقيقة، أن فئات من الغربيين الذين هم الآن أهل التقنية التي يتعامل بها العالم أجمع وهم روادها، بدءوا في التمرد عليها والانعتاق من ربقة إدمانها أو الوقوع فريسة الاتكال عليها في كل شؤون الحياة. كمثال، المخرج الأمريكي الشهير كريستوفر نولان أوضح أنه لا يملك حتى هاتفًا محمولاً، حتى يعطي نفسه وقتًا للتفكير وتدبير أمور أهم، لاحظ أن هذا مخرج يتعامل مع آخر ابتكارات التقنية البصرية والمؤثرات وهو بأشد الحاجة لوسائل التواصل والهواتف الذكية، ولهذا ذكرته كمثال. مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيس بوك ومديره التنفيذي قرر على رأس هذه السنة قراءة كتاب كل أسبوعين فتجاوب معه اثنان وستون ألفًا خلال أربع وعشرين ساعة، بل وطالبه الكثيرون بقراءة القرآن وبعضهم بقراءة الانجيل ومناقشتهما على الجزء الذي خصصه بالموقع كنادٍ للقراءة ومناقشة الكتب المقروءة كل أسبوعين. أليس في هذا (أنسنة) وترويض لهذه التقنية لتسخيرها للثقافة والإسهام الحضاري وفعل الخير والجمال، وجدت في هذا الخبر حقيقة مثالاً ناصعًا على ذلك، وبالأخص أنه تعامل مع الكتاب والقراءة، عشق كل متيم حد التماهي مع سيد الجلساء وحاضن المعرفة وأوفي الرفاق، الكتاب. أنجلينا جولي ممثلة هوليوود الشهيرة وسفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وعاشقة اللغة العربية، لجأت إلى تبادل الرسائل الورقية مع زوجها الممثل الشهير براد بيت، معللة هذه العودة إلى الورق بأنه وسيلة أكثر رومانسية وتشعرهما بدفء العلاقة وجمال الحياة والعودة إلى الإحساس بها أكثر.
التقنية ووسائط تواصلها نعمة إن سخرت للنفع وتيسير الحياة وإثراء العقول والأنفس، شرط ألا يقع الإنسان في عبوديتها، فهل يشرع صانعوها إلى لجمها، أو يبادر متلقوها من بقية العالم إلى تطويعها، إلى ترويض النمرة!