لم يَطُل الانتظار كثيراً لمعرفة خريطة الطريق التي رسمها الملك سلمان بن عبدالعزيز للعهد الجديد، وحدَّد فيها معالم التوجُّه لسياسة الدولة في عهده الميمون، مجيباً من خلال ما قاله أمام مجلس الوزراء عن كل ما كان مثار تساؤل أو استفسار منذ مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، بكل الوضوح والشفافية التي اعتدناها وألفناها وتعودنا عليها.
***
إن أحداً من المواطنين لم يساوره الشك في السياسات التي سينتهجها الملك سلمان، وكانوا على يقين بأنه القائد المؤهل لتسريع وتيرة العمل، والقضاء على البيروقراطية، وتفعيل أداء أجهزة الدولة، والقضاء على بؤر الفساد، متى وُجدت، وترسيخ الأمن والاستقرار، والاهتمام بالمواطن، وتعزيز الثقة بكل مَن يعمل من المسؤولين بإخلاص لخدمة وطنه ومواطنه، ضمن اهتمام الملك سلمان بالإصلاح، وحرصه على استكمال ما يحتاج إليه المواطن من مشروعات.
***
مع كل هذا، فقد كان حديث خادم الحرمين أمام مجلس الوزراء في أول تشكيل له في عهده - وهو يرسم خارطة طريق للمستقبل -يحمل ضمن مضامينه عزم مليكنا على مواصلة العمل لتحقيق الخير للشعب السعودي الوفيّ، وأن المملكة لن تحيد عن السير في نهج مؤسسها وأبنائه الملوك البررة، بمعنى أن توجُّهات وسياسات المملكة على الساحات العربية والإسلامية والدولية نهج متواصل، وستستمر على ذلك كما يقول الملك سلمان.
***
كما حملت كلمة المليك العزم على مواصلة العمل الجاد الدؤوب من أجل خدمة الإسلام، ودعم القضايا العربية، والإسهام في ترسيخ الأمن والسلم الدوليَّيْن، والنمو الاقتصادي العالمي.. وفي هذا أكد أن المملكة ستظل متمسكة بشرع الله والسُّنة النبوية المطهرة، مدركة مسؤولياتها الجسام، بوصفها مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، ومهد العروبة، وإحدى أبرز الدول المؤثرة على مختلف الصعد.
***
هكذا رسم لنا الملك سلمان سياسته ورؤيته لما ينبغي أن تسير عليه المملكة محلياً وعربياً ودولياً في عهده، تأصيلاً وتجذيراً لعلاقاتها الدولية المتميزة، ضمن انفتاحها على العالم، دون أن تتخلى عن الالتزام بما شرفها الله به، بوصفها قِبلة للمسلمين، ومصدراً لإشعاع الرسالة المحمدية، ومعقلاً للعروبة والإسلام.. وبهذا فالمملكة على خطى مَنْ سبق الملك سلمان من الملوك: وضوح في الرؤية، وتعاون مع دول العالم، واهتمام بالمواطن، والاستمرار في استكمال بناء وطن حضاري متقدم.
***
إنها مرحلة يثق المواطن بأنه سيصاحبها الكثير من الإنجازات؛ فهذا سلمان إذا قال فعل، وقد تحقق على يديه أو بمشورته الكثير مما نراه من إنجازات في الوطن الغالي، في كل العهود السابقة؛ إذ إنه لم يكن بعيداً عن القيادة، وإنما كان لصيقاً بها وشريكاً معها، وموضع ثقتها؛ ما أهَّله لأن يكون ولياً للعهد، ثم ملكاً، بعد خدمة وطنه ومواطنيه على مدى أكثر من ستين عاماً، كانت حافلة بالكثير من الإنجازات.