سلمان بن عبد العزيز.. (صديق الإعلاميين والمثقفين- عميد المؤرخين). هذا ما يتحدث به كُتّاب وإعلاميون؛ ويقول به باحثون ومثقفون سعوديون وعرب منذ عدة عقود فارطة. ومن يعرف (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز)- رعاه الله وأعانه على حمل الأمانة وأداء الرسالة- يعرف جيداً الصلة القوية التي كانت وما زالت تربط أمير الرياض السابق،
وولي العهد ووزير الدفاع في عهد المغفور له (الملك عبد الله بن عبد العزيز)، بالوسط الثقافي عموماً، فصلته رعاه الله بما يكتب وينشر ويذاع ويبث في وسائل الإعلام، وكذلك ما يصدر من كتب ومؤلفات وخاصة التاريخية منها؛ صلة متجذرة وقوية، لأنه قارئ جيد؛ وناقد جيد كذلك، وصلته الدائبة والمتينة بالوسط الإعلامي والثقافي، جسرت هذه الصداقة المتينة التي جعلت الكثير من الكتاب العرب يصفونه بأنه المسؤول الأكثر متابعة لما ينشر، والقارئ الأكثر محاورة ومثاقفة مع كتاب الأعمدة في الصحف، ومع المؤرخين والمؤلفين، وتتجلى هذه العلاقة بين (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز) وبين الوسط الإعلامي والثقافي عملياً، في مجلسه الأسبوعي العامر في داره، وفي لقاءات أخرى كانت تتم في مكتب العمل، وفي المناسبات العامة.
* ومما حفظه الوسط الثقافي والإعلامي عن (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز)، هو تواصله معهم بالمكاتبة أو المهاتفة أو المشافهة، مؤيداً أو معارضاً، ومصححاً لمعلومة، أو ناقداً لفكرة، أو مثنياً ومشجعاً وداعماً لمشروع يبني لثقافة البلاد، ويخدم تاريخها العريق في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
* عاصر (الملك سلمان بن عبد العزيز) وفقه الله؛ ستة ملوك كبار في الدولة السعودية الثالثة، ابتداءً من والده (الملك عبد العزيز) طيب الله ثراه؛ حتى (الملك المصلح عبد الله بن عبد العزيز) غفر الله له، فجالسهم وعمل معهم وآزرهم وعاضدهم في إدارة شؤون الحكم لأكثر من ستة عقود، وكانت قيادته لإمارة منطقة الرياض طيلة نصف قرن، بمثابة المثل الذي يحتذى في التخطيط والتطوير والتنمية الشاملة، التي لم تغفل جوانبها التاريخية والثقافية، وبرزت عنايته بهذا الجانب المهم؛ في اهتمامه بتأسيس دارة الملك عبد العزيز، وإشرافه وإدارته لها، وهي المؤسسة التاريخية الثقافية الكبرى في البلاد، التي حملت على عاتقها توثيق ونشر تاريخ المملكة والجزيرة العربية والخليج، وهي امتداد لاهتمامات جلالته بالجوانب الثقافية والتاريخية والإعلامية، التي تعكس ثقافته الجمة، وتبرز اطلاعه الواسع منذ سني عمره الأولى.
* مرات كثيرة كنت أحظى بلقاء جلالته في أكثر من مناسبة ضمن ضيوفه، ومنها استقبالاته لضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب، وضيوف مهرجان الجنادرية السنوي، وهم عدد كبير من مختلف مناطق المملكة، وكذلك من أقطار عربية وغير عربية، وكنا نجد فيه أفضل متحدث يعكس ثقافة بلده، ويعبر عن سياساتها الداخلية والخارجية، ويصور كرمها وتراثها وأصالتها العربية العريقة، وقبل عدة أعوام، كنا في مكتبه في إمارة الرياض، عندما وقف يتحدث بإسهاب؛ عن الدولة السعودية منذ نشأتها حتى اليوم، ووقفنا نحن ضيوفه من إعلاميين ومثقفين؛ نستمع لرجل بدا وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح لمدة ساعة إلا ربع، وقد أدهشني في حديثه المرتَجل؛ تسلسل الأفكار وترتيبها.
* إن الحضور المميز لـ(خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز) في المشهد الثقافي بشكل عام، نابع من حرصه على تنمية العقل المفكر في مجتمعه، وأن يرتقي المجتمع السعودي بصحافته وأدبه وشعره وتاريخه؛ إلى أعلى الدرجات التي يتمناها كل مواطن مخلص لوطنه، ولهذا نجده حفظه الله، يدعم المؤلفين والمؤرخين والكتّاب، ويختار من بينهم في كل رحلة له أو زيارة لبلد عربي وغير عربي؛ عدداً يمثل الطيف الصحافي والإعلامي والثقافي، ففي رحلته إلى أستراليا على رأس وفد المملكة في مؤتمر الدول العشرين الكبرى في العالم، اصطحب معه وفداً ممثلاً لصحافيي وكتاب ومثقفي المملكة، كما فعل الشيء نفسه في رحلته إلى اليابان قبل ذلك، وفي رحلته الأخيرة لدولة قطر على رأس وفد المملكة في القمة الخليجية الأخيرة هناك قبل شهرين تقريباً.
* إن هناك الكثير من أقوال (الملك سلمان بن عبد العزيز) في الشأن الثقافي والإعلامي، مما يدلل على استيعابه لرسالة الإعلام، ومعرفته الجيدة بالقيمة الكبيرة للثقافة في المجتمع، ومن ذلك على سبيل المثال قوله:
* مطلوب ممن يكتب أو ينشر أن يتقصى الأمر.
* أنا شخصياً لا أشكو من الصحافة.. ربما أشكو مرات من المبالغات.
* الكلمة سلاح خطير. وخطورتها عندما تكون سلعة تباع وتشترى.
* نرحب بالنقد.. بل نعتبره شيئاً إيجابياً، وشيئاً ضرورياً.
* أجلّ وأحترم صحفيي بلادي ودول الخليج والدول العربية، وأشجعهم وألومهم. إذا أحسنوا شجعت، وإن اعتقدت أنهم أساءوا لمت.
* إنني أحترم صاحب الرأي وإن خالفني فيه، وأحترم من يسعى إلى الحقيقة.
* من يعرف الحقائق ويجعل الأبيض أسود والأسود أبيض؛ فليس فيه حيلة.