عندما تقرأ في تاريخ الأسرة السعودية تُِبُهركُ هذه السلالة العريقة والمجد الأصيل والجذور المتأصلة في أعماق التاريخ، هذا يُنبؤك عن شجرة أصلها ثابت وفرعها في أرض الجزيرة يتناسل ببركة الله ثم بما مَنَّ الله به علينا في هذه البلاد المباركة من زرع آتى أُكْله بتوفيق من الله ليكون مظلةً آمنةً تتعاقب على مرَّ العصور وهذا ما هو كائن مع الأسرة السعودية المباركة ثم أن سُقيا هذه الأرض كان الإيمان بالله عز وجل الذي شع من هذه الديار من مكة المكرمة والمدينة المنورة فأعاد التاريخ الصورة لتتكرر معنا ومع هذه الأسرة المؤمنة بربها الصادقة بإيمانها كيف وقد مرت الدولة السعودية بعصورها المختلفة حتى العصر الحديث الذي تسلمَّ زمَامَه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ليعود بنا إلى المدرسة الحديثة تعليماً وفكراً وقيادة فاليوم نرى في شخصية سلمان الإمارة وسلمان الملك ما هّيأه الله لنا جميعاً من وحدةٍ وتكاتف وأُلفة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اليوم يتكرر مشهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في شخصية هذا الإمام الذي امتّدتْ شجرته إلى سلمان العلم ومقرن العطاء ومحمد الأمان بعد توفيق الله وفضله ومنته علينا نحن الأسرة السعودية، عشنا هذه الأيام نَقلْةً في الحكم كانت سَلِسْهً دون منُغّصات ببركة رجل العقلانية وصرامة القرار في سلمان الذي مكنَّ لكل فرد سعودي مساحة من الرأي ينقل من خلالها مشاعره ويصوغ فرحته في غطاء من الأمن والطمأنينة وحرية الكلمة.. فلطالما عاش خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في ذهنِ كل كاتبٍ وناقدٍ وفي عقل كل رجل وامراة في هذا المجتمع السعودي الذي أعطى صَفْقة البيعة فعلاً وقولاً ونّيةً لكل مَنْ في المدينة أو القرية أو السهل والجبل كُلُّهمُ وبلا استثناء يدعون بالإمامة والبيعة لسلمان وإخوانه وبالتوفيق والإعانة ويترحّمون على الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله الذي يعتبر لؤلؤة في عِقد الشجرة المثمُره من آل سعود وفقهم الله. إننا اليوم والشعب يُبايع سلمان وولي العهد وولي ولي العهد لنَسْتذُكر معها العطاء الفَّذ لرجل الفكر والإمامة واللحمة ورجل العلم وصاحب الفكر النَّير الذي طالما ناقش الأدباء والمثقفين وجالس العلماء وناصر المخلصين من رجالات هذا البلد.. الحقُّ لديه أبلجٌ واضح والحقيقة بالنسبة له هدف يسعى بقلبمخلص لتحقيقها مهما كانت غائبة وطال الطريق للبحث عنها.. إنه سلمان الإنسان أبو الأيتام.. رجل الجمعيات الخيرية.. رجل الإعلام الأول.. كما سبق أن كتبت عنه يوماً من الأيام في مقال صحافي سابق ورجل الوفاء عندما رافق أشقاءه إبان مرحلة العلاج فكان يجالسهم على مدار الليالي والأيام ليؤكد من خلال هذا الدور أنه رجل المرحلة وأنه يُلقُّن الجيل دروساً في كافة مناحي الحياة في الحب والوفاء والتلاحم الأخوي لقد عرفت سلمان الملك الحكيم صاحب الفطنة والذاكرة أنه يعتبر الآخرين كأنهُم أبناؤه وهم فعلاً أبناؤه واليوم وهو يتسلم الراية ليؤكد أبّوتْه وحنوه وأنه إمام الجميع بعلاقته مع العلماء والفضلاء وصديق الصحافيين والأدباء.. جالس الشباب في منتديات العلم بالجامعات السعودية في محاضرات ألُقيت في جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية وجامعة الإمام وغيرها من دور العلم... أتذكر أنه عندما يفتتح مشاريعه أو منتديات العلم والجوائز كان يذكر بنعمة الله على هذه البلاد بفضل تمسكّها بعقيدّتها وكتاب رّبها وسّنُة نبيّها.. محمد صلى الله عليه وسلم إننا من خلال هذه اللحمة التي أنتَّجت هذه البيعة الشرعية لملك هذه البلاد وولي عهده وولي ولي العهد نُؤكد في رسالة إلى العالم من حولنا أننا بفضل الله نعيش مجتمع الأمن الذي أشارتْ إليه الآية {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. نعم نحن في مملكة آمنة يأتيها رزقها من كل مكان بفضل الله ثم بفضل هذا الحب الذي تَملَّكَ قلوب الناس على قيادتهم الذين أقاموا شرع الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم واعتصموا جميعاً بحبل الله المتين الذي وعد الله من تمسَّك به فإنه لن يضل أبداً مهما كانت الدنيا حالكم أمَامَهَ نعم لقد لاح في الأفق اليوم كيان يحمل لواءَه رجل الحكمة والعقلانية وينصر الدين وأهله إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله ووفق ساعده الأيمن مقرن الحب والابتسامة والأريحية وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود الذي بَصَمَ بالأمن على الشواطئ والحدود دون كلَلٍَ أو مللٍ عينه ساهره وقلبهُ يٍقَضْ فهنيئاً للأسرة السعودية بنتاج الشجرة المثمرة والله الموفق.