أَيّ شِعْرٍ أَقُولُه بِالفَقِيْدِ؟
فَالقَوَافِي تَجَلَّطَتْ فِي وَرِيْدِي
أَحْرَجَتْنِي مَشَاعِرِي فَتَوَارَتْ
في نَشِيْجِي وَلَوْعَتِي وَشُرُودِي
فَالمُصَابُ العَظِيْمُ أَخْرَسَ شِعْرِي
فَكَأَنِّي مِنْ وَقْعِه كَالبَلَيْدِ
غَيْرَ أَنِّي رَجَعْتُ للهِ رَبِّي
أَسْأَلُ الصَّبْرَ دَاعِياً فِي سُجُودِي
فَهْوَ مَنْ أَبْدَلَ الفَقَيْدَ جِوَاراً
دُنْيَوِيّاً إِلَى جِوَارِ الوَدُودِ
حِيْنَ نَادَاه لِلرَّحِيْلِ لِدَارٍ
هِيَ دَارُ النَّعِيْمِ دَارُ الخُلُودِ
حَيْثُ يَلْقَى بِهَا جَزَاءً وَأَجْراً
خَادِماً بَيْتَه بِأَسْمَى الجُهُودِ
خَادِماً مَسْجِدَ الرَّسُولِ امْتِثَالاً
وَانْقِيَاداً لأُمَّة التَّوحِيْدِ
ربِّ إِنِّي آمَنْتُ فِيْكَ وَإِنِّي
فَوقَ هَذَا أَدْعُو لَه بِالمَزِيْدِ
سَأُنَاجِيْه رَاحِلاً بِدُعَائِي
وَشُعُورِي مُؤَبَّناً بِالقَصِيْدِ
ربِّ فَارْحَمْه فَهْوَ كَانَ رَحِيْماً
عَادِلاً صَادِقاً بِكُلِّ الوُعُودِ
وَجَدَ الشَّعْبُ مِنْه حُبّاً فَخَيراً
لَمْ يَكُنْ مَعْ خُصُومِه بِاللَّدُودِ
كَانَ سَمْحاً يَرَى السَّلامَ طَرِيقاً
بِحِوَارٍ لا بِالهَوَى وَالحُشُودِ
وَسَطِياً يَرَى التَّوسُّطَ فِقْهاً
وَاعْتِقَاداً دِيْنَ التَّقِيِّ الرَّشِيْدِ
سَأُنَادِيْه شَاعِراً بِمُصَابِي
فِيْه يا عَبْدَاللهِ يَا ابْنَ السُّعُودِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ فَقَدْنَاكَ قَلْباً
أَبَويّاً يَحْنُو حُنُوَّ الوَلِيْدِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ فَقَدْنَاكَ عَقْلاً
رَاجِحاً حِكْمَةً بِرَأْيٍ سَدِيْدِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ فَقَدْنَاكَ رُوحاً
طُهْرُهَا نَفْحَةٌ بِكُلِّ الوُجُودِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ فَقَدْنَاكَ حِصْناً
نَتَّقِي الفُرْسَ فِيْكَ بَعْدَ اليَّهودِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ فَقَدْنَاكَ نَبْضاً
حَامِلاً هِمَّةَ الشَّبَابِ السُّعُودِي
يَا أَبَا مُتْعِبٍ فَقَدْنَاكَ ضَوْءاً
يَمْلأُ الكَونَ نُورُه بِالسُّعُودِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ وَخَلَّفْتَ فِيْناً
مَلِكاً سَلْمَانَ الحِمَى وَالحُدُودِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ وَوَلَّيْتَ فِيْنَا
مُقْرِناً إِنَّه وَلِيُّ العُهُودِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ وَرتَّبْتَ حُكْماً
مِنْ بَنِي مَنْ بَنَى الذُّرَى لِلحَفِيْدِ
يَا أَبَا مُتْعِبٍ وَعَهْدُكَ عِقْدٌ
فِنِدَاءاتِي العَشْرُ أَبْهَى العُقُودِ
يَا أَبَا الفَهْدِ سِرْ بِنَا لِلمَعَاليِ
سِيْرَةَ الرَّاحِلِ الزَّعِيْمِ الفَقَيْدِ
مَوطِنِي فِيْكَ حَالِمٌ يَتَمَنَّى
وَالأَمَانِي بِعَهْدِكُمْ فِي بُنُودِ
أَنْتَ أَدْرَى بِهَا رُؤَىً وَحَفِيٌّ
بِسَنَاهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا بِجُودِ
وَبِرَأْيٍ وَحِكْمَةٍ وَشُعُورٍ
يَرْتَقِي بِالتَّطْوِيْرِ والتَّجْدِيْدِ
أَحْسَنَ اللهُ بِالفَقِيْدِ عَزَاكُمْ
وَعَزَانَا بِبَيْعَة لِلصُّعُودِ
الدكتور/ عبدالرحمن عبدالله الواصل