الجزيرة - المحليات:
قال المفتي العام للمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: إن البعد عن الكتاب والسنة والاغترار بالأهواء الضالة خطرٌ عظيم محذرًا من دعاة الضلال والفساد وإن تسموا باسم الإسلام، موجهًا وصيته للخطباء بأن تكون خطبهم نافعة ومفيدة ومؤثرة وألا يبالي الخطيب بما يقوله الناس فيه وألا يغتر بذلك.
جاء ذلك في كلمة لسماحته ألقاها مؤخًرا في الجامع الكبير جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، تعليقًا على محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ د. توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد تحت عنوان مهم هو (واجب الدعاة والخطباء في الفتن والنوازل)
هذا وحذّر سماحة المفتي الخطباء من اتخاذ الخطابة طريقًا للشهرة فيقال شجاعٌ وجريء وصريح، فإن الخطبة ليست صرعًا وقتالاً بل عبادة يتقرب بها الخطيب إلى الله، مؤكدًا أنه ليس من واجب الخطيب أن يتحدث في الخطبة عن كل حدث بل هو مطالب بالموضوعات النافعة المركزة من دون إطالة ولا إثقال. مشيدًا سماحته بما أورده د. توفيق السديري في محاضرته النافعة حاثًا حفظه الله على العناية بمضمونه وبثه ونشره لما فيه من الوصايا النافعة للدعاة والخطباء لا سيما في زمن الفتن.
هذا وقد كان وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد قد تحدث في محاضرته عن عدد من التوجيهات والوصايا المهمة للأئمة والخطباء والدعاة مؤكدًا على ما هم فيه نعمة من الله عليهم بخدمة المساجد وتعليم روادها وقاصديها وتدريسهم مؤكدًا لهم بأنكم دعاة الحق وصفوة الخلق إذ أن عملهم مرتبطٌ بالمساجد التي أضافها الله تعالى إلى نفسه إضافة تشريف، وأشار فضيلته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للأئمة بالرشد لأهمية دورهم وتأثيرهم في المجتمع الإسلامي بقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين).
واستطرد الدكتور توفيق السديري في بيان الفتنة والوجه الشرعي للتعامل معها، مؤكدًا على عظم أمانة ومسؤولية الداعية والإمام والخطيب إذ أن استخدام هذه الوظائف الدينية في غير الوجه الشرعي وتوظيفها السيء هو خدمة عظمى لأعداء الأمة وبرهان ذلك مقتل إمام المسلمين الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي أثيرت الفتنة ضده من المسجد واستغل فيها أرباب الفتنة وسيلة الخطابة وتم توظيف المسجد والمنبر في ذلك خلاف الوجه الشرعي المراد منها فنتج عن ذلك مقتل إمام المسلمين وتفرق الأمة.
وأضاف بأن المنبر والمسجد ليس نشرة أخبار يستعرض فيها الأحداث بل عبادة شرعية لها ضوابط معلومة وعليها واجب كبير في محاربة الغلو والتكفير وتوجيه الناس الوجهة الشرعية الصحيحة نحو أمرائهم وعلمائهم وتحذيرهم من الأحزاب والجماعات والانتماء للتنظيمات، وأكد على الخطباء ألا تكون نظرتهم للمجتمع نظرة سوداوية وإن كان أولئك منهم قلة.
وختم د. السديري محاضرته بقوله أيها الدعاة والأئمة والخطباء: أنتم خط الدفاع الأول عن الدين ثم الوطن عليكم واجبٌ شرعي تأثمون بتركه، وأضاف قائلاً لنصارح أنفسنا فلا مكان بيننا اليوم للمجامل أو المتخاذل أو المتحزب وصاحب الهوى! وتساءل فضيلته: ماذا قدمت الجمعيات الخيرية والمكاتب الدعوية في درء الفتن؟!
لابد أن يكون للمسجد والمكتبة والدرس والمحاضرة والخطبة والمكتب التعاوني والجمعية الخيرية وحلقات التحفيظ كلها لابد لها من دور في صيانة كيان هذا الوطن المبارك وحفظ أمنه ومقدساته وتعزيز اللحمة الوطنية لدى أفراده.