يرتبط تكوُّن الصحاري بالمناطق الجافة، التي يقل فيها المطر عن معدل المتوسط العالمي لكمية الأمطار. ويعتبر شح المطر سمة للصحراء، كما أن نقص الأمطار لا يعني فقط شح الأرض من النباتات، ولا يعني فقر التربة من الزراعة، بل يتعدى ذلك إلى خطر قادم في حالة استمر هذا النقص لسنوات قادمة عدة.
إنَّ الخطر الذي يرتبط بنقص الأمطار يكمن في تصحر الأرض. والتصحر يعني أن الأرض التي كانت مهيأة للزراعة قد تحولت إلى صحراء، أو شبه صحراء. فعند نقص الأمطار تكون الطبقة السطحية للأرض ضعيفة؛ وبالتالي فإن الرياح ستعمل على تعرية التربة وتفككها، وستنقلها إلى مناطق أخرى. ومع تراكم الرمال ومرور الزمن سوف تتشكل الصحاري الجديدة.
هذه العوامل التي ذكرتها مشاهَدَة وملاحَظَة في وقتنا الحاضر؛ فنحن نعاني نقص الأمطار منذ زمن؛ وبالتالي أصبحنا نعاني الغبار؛ إذ أصبحت أغلب أيام السنة مغبّرة في كثير من المناطق.
هذه قضية بيئية لا يستهان بها؛ لأن الزحف يتقدَّم بشكل متسارع؛ إذ يعادل كيلو ونصف الكيلو سنوياً، تتم تغطيتها بالرمال المنقولة. وإذا افترضنا ثبات نقص الأمطار فسوف يأتي اليوم الذي نجد فيه أن أغلب مناطقنا وسط الكثبان الرملية.
كما أن عملية التصحر سوف تضر بالكثير من المناطق والسكان. وما كان قرار إلغاء محافظة الخرخير إلا شاهداً على معاناة أهلها بسبب وجودها وسط الكثبان الرملية؛ وبالتالي أصبح وجود السكان لا جدوى فيه، بل أصبحت المحافظة لا جدوى لها، وتشكِّل عبئاً على المصروفات الحكومية، فضلاً عن أن الكثير من سكانها قرروا هجرتها بسبب صعوبة الوصول إليها، وصعوبة تنفيذ المشاريع الحيوية التي يحتاجون إليها، وصعوبة توافر حاجات السكان الغذائية، وغيرها.
زحف الرمال يشكِّل عائقاً في تنفيذ الكثير من المشاريع؛ وذلك لصعوبة مد الطرق الجديدة، أو تراكم الرمال على الطرقات المنفذة؛ ما يشكِّل خطراً على مرتادي هذه الطرق، وصعوبة تنفيذ السكك الحديدية؛ وبالتالي زيادة في تكاليف تنفيذها. كما أن الرمال تحدُّ من تمدد المدن، وتجعل الزراعة على حافة الخطر بسبب تدهور التربة وتفككها، وستجعلنا أمام أزمة غذائية قادمة. كما أن الرعاة سيواجهون صعوبات من عدم كفاية المراعي، وصعوبة توافر الأعلاف.
لذلك فإن عملية وقف هذا الزحف والانتباه لهذه المسألة مهمة في وقتنا الحاضر، من خلال وضع مصدات للرمال، تعترض طريقها، أو عمل قواطع، أو تشجير مناطق الزحف. وعلى الجامعات والمراكز البحثية دراسة هذه الظاهرة، وابتكار وسائل تقنية، تُحدُّ منها، أو على الأقل التقليل من تأثيراتها.