بقلم - ديفيد بركس:
تشير أدلّة جديدة إلى أنّ الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة يُعتبَرون قادة أفضل حتّى من أولئك الذين تظهر عليهم معالم الذكاء.
وفي سياق دراسة ترأسها براين سبيساك في «الجامعة الحرّة بأمستردام»، صدرت في مجلّة علم الأعصاب «فرونتيرز إن هيومان نيوروساينس»، طُلب من المشاركين الحكم على قدرة بعض الأشخاص على القيادة بالنظر إلى وجوههم. ولكن ما الداعي للتمعّن في ردود فعلنا إزاء الوجوه؟ لأنّها تخوّلنا إطلاق أحكام سريعة عن الآخرين.
وقد تلاعب الباحثون بأربعة وجوه مصطنعة؛ كي تبدو على كلّ «شخص» ملامح الصحّة أو الذكاء بدرجات متفاوتة، وعرضوا أزواجاً من تلك الوجوه على 148 مشاركاً، تمّ استقدامهم عبر الإنترنت. ولكلّ زوج صور، وأُعطي المشاركون أربعة سيناريوهات لشركات غير واقعيّة، وطُلب منهم اختيار الرئيس التنفيذي الجديد للشركة. وشدّدت السيناريوهات على المسؤوليّة الأساسيّة المناطة بالرئيس التنفيذي، على غرار الإقدام على استراتيجيّة منافسة شرسة، أو إعادة التفاوض حول عقد شراكة رئيسي مع شركة أخرى. وفي 69 في المائة من الخيارات، فضّل المشاركون الوجوه التي بدت بصحة أفضل من تلك التي بدت أقلّ صحيةً، مع الإشارة إلى أنّ الميل نحو اختيار الوجوه السليمة المظهر كان طاغياً بغضّ النظر عن السيناريو المطروح.
وعلى صعيد المؤسسات، تشير الدراسة إلى أن تحيّزاً خفيّاً قد ينعكس على التخطيط لضمان الإرث القيادي، وينتج من ذلك تفضيل في غير مكانه للأفراد المعافين. ولفت البحث إلى أنّ مسؤولاً «يعكس مظهراً صحياً نسبياً قد يحظى بفرصة أكبر باستقطاب الاستثمارات من مؤيديه بمستويات كافية لإحداث تغيير.
ومن جهة أخرى، قد يُغَضّ النظر عن مسؤول محتمل يبدو أقلّ عافية نسبياً، حتّى لو كان أنسب من غيره لأداء الوظيفة».
وعلى صعيد الأفراد، تتسم التداعيات بوضوح أكبر، وبالتالي اكتسب مظهراً سليماً.
وأفاد سبيساك قائلاً: «إن أردتَ أن يتمّ اختيارك لمنصب قيادي، يُعتبر المظهر الذكي خياراً إضافيًّا» لا ينطبق إلا في بعض السياقات.
أما المظهر الصحي «فيبدو أنّه مهمّ في مجموعة متنوّعة من الحالات»؛ وبالتالي إن أردت الحصول على تلك الترقية تُعتبَر صحتك بأهمّية خبرتك ومعرفتك (إن لم تكن أهم).
(ديفيد بركس هو مؤلف كتاب بعنوان «أساطير الإبداع»، وكذلك مؤسس شركة «إل دي آر إل بي»، وأستاذ مساعد لمادة الإدارة في جامعة «أورال روبرتس»)